المقالات

دورتان مخيبتان.. هل يعثر العراقيون بالحجر ثالثة المالكي فصل الديمقراطية على قياس طغيانه

1208 03:36:55 2014-03-17

محمد العمشاني

انعطفت حكومة نوري المالكي، بسياستها، نحو التسلط، بعيدا عن الخيار الديمقراطي، كما لو انه استولى عليها بواحدة من ثورات العسكر الهوجاء، وليس بانتخابات تأملية.
ما يفعله المالكي.. الان، من تهافت على الكرسي، بإنتصابته المتعسفة، على رقاب الناس وقدر الشعب، سلوك عسكري يشكل إمتدادا لكولونيالية الثورات، التي تهين وعي الجماهير، ناقلة الحكم من الشرعية الدستورية الى الشرعية الثورية.. أي كل بضعة ضباط، يتفقون على انقلاب، يسميه بيانهم الاول "ثورة" يدعون فيه "الاستجابة لإرادة الشعب بغية انتشاله من اغلال السلطة" و"كلما دخلت أمة لعنت أختها" محولين العراق الى "سقر"!
فبيانهم الاحمق، يبرر رغبتهم بتبوئ رفاه السلطة، أمراء يتمتعون بخيرات البلد.. وفيرة، حارمين الشعب منها، يستلبون إرادته، يلغونه.. يجعلونه جزءا من رصيد الرفاه الشخصي لهم، عبيدا.. عبيدا خالصين.
قائمة سوء الحكم في تاريخ العراق تتألف من مصطلحات: "سلطة غاشمة" و"فساد مالي" و"فساد اداري" و"محسوبية" و"رشوى" و"بطالة" و"وفقر" و"وانهيار أمني" و"توقف المعامل" و"شحة الزراعة" و"غياب الخدمات" و"سوء الصحة" و"تردي التربية" تلك القائمة الجزئية، تطول الى ما لانهاية، بإمتداد وجود الانسان على خريطة الرافدين.
كلها وسواها كثير، تجلى من خلال الحكم الذي انحرف به المالكي، عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، منعطفا بمنظومة الحكم، من الديمقراطية الى الديكتاتورية، متعاليا على شعب زور صوته والتف على ارادته؛ ليتربع على عرش الحكم، بالتزوير اولا، وحين لم يكتمل النصاب المطلوب لرئاسة الوزراء، التوى بالامر كما انقلابات العسكر، تاركا الشعب يتلوى، حتى تنازل له من استحق رئاسة الوزراء، بحكم تفوق الاصوات.
تفوقت اصوات علاوي 91 مقعدا، وتفوقت وطنيته، بالتخلي عن الاستحقاق الانتخابي، للمالكي ذي الـ 89 مقعدا؛ لأن الاول اراد المنصب لخدمة الناس، وحين وجدهم يتضررون من تأخر تشكيل الحكومة، تركها له؛ على أمل انتهاء معاناة الناس.
لكنه لم ينهها انما اطلق رغبات جماعته تنهش الاقتصاد.. تلتهمه ولا تشبع، ورئيس الوزراء "مغلس" يحصر السلطات بيده، من دون ان يوفي اشتراطات أدائها؛ مشغولا عنها بنفسه وتجارة ولده أحمد، وفساد حاشيته والجهد الخرافي المحموم، للاستحواذ على ولاية ثالثة، تحتكر الحكم له، وتفصل الديمقراطية على قياس طغيانه.. حتى بات العراق على هامش الكرسي.. بلا كهرباء ولا خدمات.. جوعا وبطالة وفسادا... الى آخر القائمة أعلاه، من تراكم السوء في منظومة الحكم، على رأس العراق العسكري، المحصور بين "بيريه" و"بسطال".. "بيريه" بلهاء.. تتوج رأسا لاعقل في تجويفه، و"بسطال" ساحق للحق قاصرا عن مواجهة الباطل.
هذا هو المالكي، وريث تخبطات السلطة في العراق، منذ شرارة ليلة 14 تموز 1958 التي حولت العراق من العمل الستراتيجي وفق خطط مجلس الاعمار واقعية الرؤى، الى مزاج عسكري يعمل بموجب شطحات غرائزه الموتورة.
الامر الذي لمسناه من دورتين لم يحصد منها العراقيون سوى الاتقاد على حافة الحريق، و... الكحي كثير، لكن يجب على العراقيين قطع الثرثرة المهذارة بحسن الاختيار، من دون عواطف ولا انحيازات فئوية.. "أن اكرمكم عند الله اتقاكم". 
دورتان ترفع خلالهما عن النزول الى هموم الناس، فهل يعثر العراقيون بالحجر مرة ثالثة!؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك