المقالات

متى يخرج العربي من عباءة الاعرابي؟...نبيه البرجي / كاتب لبناني

1989 08:14:59 2014-03-15

 

متى يخرج العربي من عباءة …الاعرابي؟

حتى لو اعاد الله النظر في» استراتيجيته» و بعث بنبي آخر. هل تعتقدون ان باستطاعته وضع حد لهذه الدراما العربية؟ الغرنيكا العربية…

في السنوات الاخيرة، شاع مصطلح «الدولة الفاشلة». الآن، المصطلح هو «الامة الفاشلة». انظروا بانوراميا من المشرق، وحيث الصراع القبلي بين حجارة الشطرنج، الى المغرب حيث لا بديل عن ذلك الرجل الذي يدعى عبد العزيز بو تفليقة، والذي طالما اعجبنا بحصافته، و بأناقته، و بتوقده، فإذا به يريد ان يكون رئيسا للمرة الرابعة. لماذا دائما ذلك الرجل الوحيد، والاوحد، الذي كما لو انه يحمل عصا موسى. في الواقع يتوكأ على عكاز خشبي؟

ننحني كثيرا امام ابناء عمومتنا التوانسة. لا تنسوا ان عبد الرحمن بن خلدون من هناك، لا ايمن الظواهري ولا ابو مصعب الزرقاوي. لا يزال ذلك البدوي العتيق يسير على غير هدى في الصحراء. كم تتماهى تلك الامة مع الصحراء!!

منذ البداية، قلنا و قال كثيرون ان ثمة سيناريو اعد لتفجير سوريا، واستطرادا لتفجير المنطقة. انه الهاجس التوراتي اياه، ومن ايام يوشع بن نون وحتى ايام بنيامين نتنياهو. الآن، وبعد ثلاث سنوات من «السيدة هيروشيما» اين هي سوريا و اين هم العرب؟

وليقل لنا السيد الاخضر الابراهيمي الذي لم يسأل في اي يوم عن ذلك الفائض المالي الهائل في بلاده و الذي تلاشى بطريقة او بأخرى ، اين هي المعارضة في سوريا، ومن وكيف؟

هل المعارضة هي احمد الجربا الذي يستضيفه الكونغرس، وقد درج على ألا يستضيف سوى الدمى، ام هي عبد الاله البشير الذي يتراقص بين الاستخبارات التركية والاستخبارات العثمانية، ام هي ابو بكر البغدادي باسنان مصاصي الدماء. ما هو رأي المبعوث الدولي بأبي محمد الجولاني الذي يصرّ ان يبقى شبحا. حقا لماذا لا تنتخبون ايها السادة شبحا رئيسا لسوريا؟

السؤال ليس من قبيل الفانتازيا اللغوية او السياسية. ومع احترامنا الشديد لهيثم المناع، من هو المعارض السوري الذي لم تتلوث يداه، و يتلوث ضميره، بالفضيحة بين اقدام( بل وبين احذية) السلاطين والقياصرة في الشرق وفي الغرب؟

يا للمهزلة حين يتحدث الاخضر الابراهيمي عن جنيف-2. اين ماضيك الفذ ايها الرجل، وانت الذي تعلم، وربما تعلم اكثر من اي آخر لماذا عقدت تلك المفاوضات الكاريكاتورية وكيف. الابراهيمي خائف على مقررات جنيف-2. خائف على ديبلوماسية الدوامة…

عشية القمة العربية، اين العرب؟ جامعة عربية وبعد سبعة عقود من انشائها تبدو في منتهى الهلهلة. ليقل لنا احدكم بماذا يختلف نبيل العربي ، وقد انتفخت جيوبه و انتفخت اوداجه، عن فيفي عبدو؟ حتى لا نخدش احاسيس هذه المرأة نقول اجل انه لا يختلف عنها في هز البطن، لكن الراقصة لا تهز رأسها، ولا يهز رأسها، كل من يدق الباب. هو يقول … افندم!

لننظر ايضا الى مجلس التعاون الخليجي. اين هو الآن. تابعوا المقالات التي تكتب على الضفتين.غبار داحس و الغبراء يقفل الافق. لم يعد يعوز البعض سوى ان يعلن الحرب. هذا ليس بالمستبعد ابدا ما دام الذي يمسك بالخيوط، ويلاعب الخيوط، ليس مجهولا ابدا.انه موجود بأساطيله وبجنرالاته. وانه موجود بشركاته القابضة و بأجهزة استخباراته، وانه موجود بمنظريه الذين يستغرب احدهم( روبرت كاغان) لماذا نستبقي هكذا عالة على المكان والزمان.

اي جدول اعمال للقمة التي تعقد في دولة الديبلوماسية الهادئة، فهل نبدأ من الصومال ام من العراق ام من اليمن ام من مصر ام من ليبيا ام من المريخ؟ حقا من اين نبدأ حين نكون وسط تلك الغرنيكا التي كان ادوار سعيد يقول انه لا خلاص منها الا بأن نستورد ادمغة جاهزة، ضمائر جاهزة، من اي مكان آخر في العالم.

عربيا، سقط العقل في العالم العربي. سقط الضمير ايضا.يقول لنا زميل خليجي «…وهذه المرة ايضا تعتمد اللغة الهيروغليفية اللغة الرسمية في القمة العربية». من قال ان اللغة الهيروغليفية لا توحدنا؟

جون كيري هدد بأنه سيثأر من الروس في ايران وسوريا. هكذا وبكل تلك الفظاظة. انه الديبلوماسي الباهت الذي يقولون في واشنطن ان كفاءاته الوحيدة هي اتقانه اللغة الفرنسية التي يستطيع بها ان يغازل بريجيت باردو، او ما تبقى من بريجيت باردو، لا ان يصارع الدببة..

ونسأل لماذا لا يقارع جون ماكين سيرغي لافروف في اوكرانيا، او على اي ضفة اخرى من البحر الاسود بدل ان يقارعه في سوريا التي يكفيها خرابا، و يكفيها يأسا، و يكفيها دموعا. و لا ندري ما اذا كان الوزير الاميركي الذي تلاحقه « لعنة نتنياهو» ، كما يكتب توماس فريدمان، يدري ماذا يعني كلامه والى ماذا يمكن ان يفضي. قال له لافروف ليس هكذا تقرع الطبول يا صاحبي..

هل يريد كيري تفجير الشرق الاوسط اذا كان عاجزا عن تفجير الشرق الاوروبي لكي يقول للعالم ان الكرة الارضية لا تزال بيدنا؟ لكننا نقرأ لفريدمان ايضا انها «لعبة الاوراق فقط». في لحظة ما يتصافح الرجلان، يتناولان العشاء معا وعلى المائدة كل تلك الاطباق الساخنة..

الطبق العربي من فخار وقد تحطم!!

13/5/1403015 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك