بقلم ......السيد محمد الطالقاني
لقد شهد التاريخ الاسلامي تسلط كثيرا من الطواغيت على رقاب المسلمين بقوة التهديد الوعيد وقد عانى ائمة اهل البيت عليهم السلام من هولاء الطواغيت اشد المعانات جراء هذا التسلط كلفهم ارواحهم الغالية في سبيل اعلاء كلمة الحق وعدم التنازل والخضوع لهولاء الجبابرة.
ولكن النتيجة في اخر المطاف انت هي انتصار الدم على السيف ....انتصار الكلم الصادقة والمبدأ الحق على الوعيد والترهيب.واندحر الطواغيت وذهبوا الى مزابل التاريخ ولم يبقى لهم اثرا سوى ذكر جرائمهم.
وقد جسد الشاعر محمد مجذوب هذا الموقف بابيات من الشعر خاطب بها معاوية بن ابي سفيان ذلك الطاغي في زمانه والذي تحول قبره اليوم الى قمامة للنفايات ,خاطبه قائلا:
أين القصـــور أبا يزيد ؟ ولهـــوها ***** والصافنات وزهوها والســـؤددِ ؟
هذا ضريحــك لو بـصـرت بـبؤسه ***** لأسال مدمـعك المصير الأســودِ !
كتل مـــــن الترب المهـين بخربةٍ ***** سَكر الذّباب بها فراح يعربــــدِ
قم !!! وارمق النجـف الأغـر بـنظـرةٍ ***** يرتـد طرفك وهو باك أرمــــــدِ
تلك العظام أعزّ ربّك قـــــــدرها***** فتكاد لولا خوف ربك تعبـــــــدِ
فمهما طال الزمن لابد للظلم ان يجلي.
واليوم ونحن نعيش اندحار طواغيت القرن العشرين ببركة تلك الدماء الزوكي التي روت ارض الاسلام .والعراق انموذجا حيث هلاك الطاغية صدام وحزبه الى جهنم بئس المصير.
صدام وجبروته ذهب بعد ان سالت دماء لعلماء وشباب من خيرة اهل العراق حملوا القلوب على الدروب واقبلوا يتهافتون على ذهاب الانفس من جل ازالة هذا الكابوس عن صدر العراق .
وممايؤسف له ان يشيد قبرا لهذا الطواغيت وبمراى الحكومة التي نعتبرها شيعية وتنظم سفرات مدرسية لزيارة قبر هذا المجرم وبموافقة الحكومة المحلية في تكريت.
تكريت التي كانت معقلا لضرب شيعة اهل البيت عليهم السلام فمنها انطلقت المؤامرات وضربت مراقد اهل البيت عليهم السلام في كربلاء والنجف ولم نشهد يوما من الايام ان عشيرة من تلك العشائر التكريتية استنكرت ضرب مراقد ائمة اهل البيت عليهم السلام ,واليوم نراها تمجدطاغية العراق المقبور .
وتتكرر الماساة عندما يتساوى دم الشهيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس) مع دم المجرم علي العلواني الذي اعتبر شهيدا من الدرجة الاولى شانه شان الشهيد الصدر!!!!!!!!!!!!!!
مهما كانت المحاصصة السياسية والموازنة العقلانية لايمكن ان يتساوى المجرم مع الشهيد فامير المؤمنين علي السلام برغم سكوته عن الخلافة لكنه لم يترك الحق ابدا ولم يحاصص على حساب مبداه وقال قوله: ( أما والله لقد تقمصها إبن أبي قحافة وأنه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى اليّ الطير ، فسدلت عنها ثوباً وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هذا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا ).
https://telegram.me/buratha