عبدالله الجيزاني
الشعوب تنظر إلى الأخيار من أبنائها، تبث شكواها وحاجتها إليهم، لذا نجد القادة والتيارات والأحزاب الأصيلة، تعاني لأنها تحمل هموم امة كاملة، كذا تعاني من كثرة النقد واللوم من شارعها، كونها أصيلة وليس دخيلة على الساحة، كأحزاب الدكاكين التي تشكل لهدف ضيق هو الحصول على السلطة، للتنعم بما توفره من إمكانات مادية ومعنوية.
العراق البلد الذي منحته السماء الخيرات الوفيرة والمتعددة، لم ينال منها الشعب أي شيء، بل عانى الشعب الويلات بسبب هذه الخيرات.! حيث رافق الفقر والعوز والفاقة أغلبية هذا الشعب، لذا كانت هذه الأغلبية ترنوا بأبصارها، باتجاه أنظف قياداتها وعلى رأسها المرجعية الدينية، الذي تصدت وبذلت الكثير للتخفيف عن كاهل هذا الشعب، وهذا ما برز جليا بعد التغيير في 2003.
إضافة لتيارات سياسية كانت محط ثقة الشارع العراقي، كونها تيارات أفرزتها حاجة الشارع العراقي، كالمجلس الأعلى الذي انطلق من جدران برانيات المراجع، وعمل تحت نظر وتوجيهات المرجعية، ليواصل هذا النهج إلى اليوم، وكذا برز التيار الصدري كتيار مرجعي، يمثل طيف واسع من فقراء هذا الوطن.
ونتيجة للحالة الغير طبيعية التي مرت بها العملية السياسية، بسبب وجود المحتل وتدخل دول الإقليم ومصالح جهات حزبية في الداخل، حصلت أمور خارج الوضع الطبيعي، قامت بها جهات معروفة بعيدة عن الاهتمام بمصالح هذا الشعب، عملت على دق آسفين من الفرقة بين أهم تيارات الساحة العراقية، هما التيار الصدري والمجلس الأعلى، وفعلا تمكنت هذه الجهات من تحقيق أهدافها، التي يدفع ثمنها الشعب العراقي اليوم، دماء وفساد مع يأس من أي إصلاح في ظل هكذا حكومة، الآمر الذي دفع قائد التيار الصدري إلى الانزواء وهجرة الساحة السياسية.
هنا يقف أتباع السيد الصدر عند نقطة حرجة في تاريخهم، تتمثل بالكيفية التي يمكنهم بواسطتها إعادة قائدهم إلى الساحة، وذلك من خلال إزالة الأسباب التي دعته إلى الاعتزال، وأبرزها كما صرح انتشار الفساد على مستوى الحكومة، وعلى مستوى بعض نواب ووزراء تياره.
أما المجلس الأعلى فهو اليوم في حالة صعود جماهيري، تمكنه من العودة إلى موقعه، وتغيير واقع الحال، إضافة لعلاقته المتميزة مع التيار الصدري، بعد إزالة الشوائب الذي وضعها الآخرين في هذه العلاقة، أذن أصبح المجلس الأعلى اليوم، سفينة النجاة للصدريين للمساهمة في إعادة قائدهم إلى ساحة العمل السياسي.
وعليهم الاستفادة من ذلك من خلال دعم المجلس الأعلى في الانتخابات، والتصويت للصالحين من مرشحيه، وقطع الطريق بشكل نهائي على استفادة الآخرين من أصوات الصدريين، لتعزيز خطوة السيد الصدر حيث كان من أهداف اعتزال سماحته، دفع الصدريين للالتفاف بقوة حول سماحته. وبالتالي حرمان المالكي من أصوات الصدريين، الذي حاول الحصول عليها من خلال توزيع الأراضي وغيرها من الإغراءات.
خاصة مع إخبار السيد الصدر ولأكثر من مرة، بان المجلس الأعلى هو الأقرب إليه، إضافة إلى أن التجربة أثبتت نجاح المجلس الأعلى، وكوادره في إدارة أمور الدولة، حيث نجح هؤلاء في كل المناصب الذي تولوا إدارتها، إضافة لعدم تسجيل أي حالة فساد ضد أيا منهم.
لذا يوجب على أتباع السيد الصدر، كما على أتباع المجلس الأعلى رص الصفوف والتوحد، لتحقيق أهداف شعبهم، الذي بالتأكيد انه لا ينظر لسواهم في ذلك، ولا يعذر قصورهم أو تقصيرهم مهما كانت التبريرات...
https://telegram.me/buratha