المقالات

تحولات ما بعد إكتشاف الخديعة!..

1872 08:32:00 2014-03-08

 

قاسم العجرش

   ليس من شيء أكثر ألما، مما تسببه ظاهرة إستخفاف الساسة بالعراقيين، فإستخفافهم بنا وإستجهالهم إيانا، بل وإستحمارنا؛ بات هو العنوان الأوسع لممارساتهم، ولقد مضوا في هذا الشأن شأوا خطيرا، دون حد أدنى من بصيرة لما يفعلون! وهذه السياسة كانت فكرة قديمة، مارسها فرعون على قومه, كما حكى تعالى عنه في قوله: ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ). 

  قد يدفع النزق بالسياسي أن يفرح، وهو يرى أن يكون أفراد مجتمعه، منقادين مخفوضي الرؤوس، ليسمعوا ويطيعوا، دون تعليل أو مناقشة، ليسخّرهم في أقبح صور الاستعباد البشري، مع ما يرافق ذلك، من مظاهر النقص والخور الإنساني.

  لكن سيأتي يوم نجدهم فيه، وقد تحولوا بأتجاه الأقوى، أثراً ونفوذاً على عقولهم، والمدغدغ لعواطفهم والمشبع لغرائزهم، وهذا ما يجيده كثير من الساسة العراقيين، ويلعبون عليه اليوم بكل مهارة، في لعبة الترويج لأنفسهم في الأنتخابات!

  اللعب على العواطف والغرائز، قضية منتجة في المدى القصير، لكنها خاسرة في المدى البعيد، لأن الأستخفاف لابد أن يكشف، وستكون النتيجة شعور عميق بالخسارة والخذلان لدى الناخب، وهو ما يولد  أحساسا بالنبذ، وربما تنشأ في هذا المناخ الموبوء، أفكار متطرفة أو انتماءات شاذة.

  في فضاءات الشعور والإحساس بالخذلان، تتشكّل اكبر أخطار الهدم  الأجتماعي، وسيتم التوصل الى حقيقة: أن الساسة أستخفوا بجماهيرهم، وسيتم تلمس الإهانة التي ألحقها الساسة بالشعب، وسيتشكل عاجلا القرف الوجودي، وسيسود التذمر من كل شيء، حتى لو كان حسناً!

  إن أخطر ما في ظاهرة الاستخفاف بالإنسان، أنها تغتال عقله وفكره، وبالتالي حياته المثلى التي يسعى لتحقيقها في دنياه، ويحلم بها في لياليه.

  الاستخفاف مصدر قلق دائم، وتحوّلات ونقمة الُمستخَفّ بهم أمر حتمي, والنتائج دائما لا يتوقعها الساسة، أو هي على ألأقل؛ ليست بمستوى بصرهم، الذي لا يبتعد كثيرا عن أرنبات أنوفهم، بل أن تحولات ما بعد إكتشاف الخديعة، ستكشف عن ضعف الساسة وقلة حيلتهم، خصوصا عندما يُلقون في وجه المشكلات، أو يُطلب منهم الصمود في وقت الشدة، كما هو حاصل هذه الأيام في قضية تفرعن الإرهاب وزيادة قوته وسطوته، حتى أنه بات جيشا، يمتلك معسكرات وأرتال سيارات وأسلحة متقدمة، ويسيطر على مدن وجبال وأودية!

ترى هل سيبقى سياسيينا يستخفون بعقولنا بلا حياء؟!

كلام قبل السلام: أقرأ أمس قول القرطبي في معاني الاستخفاف:"فاستخف قومه وقهرهم حتى اتبعوه، يُقال استخفّه خلاف استثقله، واستخفّ به أهانه"!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك