المقالات

ماذا سيحل بالغرب وامريكا اذا فتحت ايران اراضيها لقواعد عسكرية روسية ( الجزء الاول )

1914 19:04:40 2014-03-07

حسن الراشد


امريكا احتلت افغانستان وسحبت معها كل الاطلسي وهي مازالت تحتلها وهي ليست جارة لها وتبعد عنها الاف الاميال وفعلت ذات الشيئ بالنسبة للعراق دون الرجوع الى القرارات الاممية وتم تدمير كلا البلدين بكل الاساليب العسكرية والسياسية او عبر ادخال الارهابيين ودعمهم بمختلف التكتيكات والخطط وحتى الاسلحة لجعل البلد غير امن ولم تتأخر كذلك في دعم عصابات القتل واكلي القلوب والاكباد وتنظيمات ارهابية حتى النخاع في سورية وتزويدهم بمختلف الاسلحة تحت عنوان كاذب "الاسلحة غير الفتاكة" !
واليوم هذا الامريكي يعتبران ما تفعله روسيا في حديقته الخلفية في اوكرانيا عمل غير قاني وغير شرعي!
وهو يعلم انما جرى في كييف من اسقاط للسلطة التي انتخبها الاوكرانيون ايضا عمل غير شرعي قامت بها جماعات متطرفة ويمينية تحمل نزعات عنصرية بغيضة مدعومة من الغرب وهذا يعني ان الاوروبيين بعد تمددهم الواسع باتجاه شرق وجنوب شرق اوروبا بدأوا بالتحرش بموسكو وطرق ابواق كرملين في محاولة لمحاصرة روسيا من البوابة الاوكرانية وبالتالي اقتحامها وتحويلها الى محمية كغيرها من المحميات التي خرجت من شرنقة الاتحاد السوفيتي لتدخل تحت عباءة الاتحاد الاوروبي .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما ذا يملك الغرب والامريكيون من اوراق بعد ان دخلت روسيا بقوة على الخط الاوكراني وحركت قواتها باتجاه جنوب اوكرانيا وتحديدا في شبه جزيرة قرم وشرقا حيث الجزء الاكبر من سكانها الروس والاغنى بل الاقوى اقتصاديا في مقابل غربها الذي يعيش الفقر ومستوى اقتصادي متدن لا يتحمل حتى الغرب اعباء نهوضه ؟
الغربيون ومعهم الامريكان لا يملكون اية ورقة للضغط على مسكوا سوى تصعيد كلامي وضعف في التحدي لان اوروبا لا تتحمل تداعيات اي نوع من الحروب في خاصرتها وعلى حدودها الاقرب الى عمقها اما الروس في عهد بوتين يملكون الكثير من الاوراق ولا يهمهم ما يصدر من الغرب من تهديد ووعيد لانهم في وضع يحسد عليه اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وحتى قطبيا حيث انهم غدوا القطب الثاني بعد كسرهم الاحتكار الامريكي واحاديته المشؤومة .
تاريخيا روسيا كانت ضحية الاعتداء والغزوات على اراضيها من قبل الكثير من الدول المجاورة منها المانيا وبولندا ودول البلطيق وحتى السويد وفرنسا وبريطانيا فيما الروس كانت لهم نقطة غير مضيئة في غزوهم لافغانستان وقد تم طى صفحتها بالانسحاب ليحل الاحتلال الاشرس والاكثر همجية وهو الاحتلال الغربي الامريكي ضمن منظومة الحلف الاطلسي .
الروس لم يتحركوا ابعد من اطراف حدودهم وهو ما يعني انهم لا يسعون الا للحفاظ على مصالحهم وامنهم فيما الغرب لهم تاريخ اسود في الاحتلال حيث انيابه تصل لما وراء المحيطات وعلى بعد الاف الاميال من عواصمهم كاحتلال بريطانيا وفرنسا للشرق الاوسط وللصين والاحتلال الامريكي لفيتنام وافغانستان والعراق ونشر قواعد عسكرية له في كل العالم اي احتلال غير مباشر تحت عناوين الاحلاف والاتفاقيات الثنائية .
اليوم تحركت روسيا في اوكرانيا بعدما لمست الوقاحة الاوربية والامريكية في التحرش بها ومحاولة اذلالها ومحاصرتها عبر الثورات المخملية والبرتقالية والربيعية الكاذبة والتي لم تكن الا غطاءا لمد نفوذها وبسط هيمنتها ولعل انتشار القواعد العسكرية للحلف الاطلسي على امتدادا بلدان الطوق لروسيا من دول البلطيق ونزولا ببولندا وشيك ورومانيا وبلغاريا ولن ينتهي بتركيا كلها ازعجت موسكو التي تجد نفسها اليوم في وضع افضل بكثير اقتصاديا وعسكريا وبتماسك مجتمعها الذي يعتز بانتمائها ولكنها تجد نفسها باستمرار في مواجهة التمدد الغربي الذي عينه على كرملين ويأمل في الوصول اليها ومصادرة قرارها !
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك