المقالات

مجلس النواب ...مراهقة سياسية أم شيخوخة مبكرة

1987 23:36:52 2014-03-03

محمد حسن الساعدي


البرلمان من المؤسسات الدستورية المهمة والتي يعوّل عليها في تأسيس الدولة الديمقراطية ، وتشريع القوانين التي تخدم هذه الديمقراطية ، وأعضاءه هم نواب ينتخبون بالتصويت السري المباشر ، وهم يمثلون الشعب في هذه المؤسسة ، والتي تعتبر من أعلى السلطات التشريعية والرقابية في الدولة .
البرلمان هو الذي يحدد الإطار الشرعي للحكومة ويشرف ويراقب على الجانب الإداري للحكومة، وبالتالي فهو يلعب دورا أساسياً في منع الفساد العام. ويسعى البرلمانيون إلى تمثيل مواطنيهم تمثيلاً فعالاً عن طريق تنفيذ الأدوار التشريعية والرقابية التي تكون في المصلحة العامة ويتم ذلك بطريقة تعكس المعايير الأخلاقية في مجتمعهم.
في العراق ، ولا أريد الخوض في حكم النظام البعثي ، لانه حديث ذو شجون ، ويثير الآلام والأوجاع ، ولكن بعد إحداث 2003 وضع دستور جديد للعراق ، اعتمد النظام البرلماني كأعلى سلطة تقود النظام الحكومي ومؤسساته التنفيذية وجميع الهيئات المرتبطة بالحكومة ، ليكون وظيفة البرلمان هو مراقبة عمل هذه الأركان الأساسية للدولة العراقية .
للأسف كانت هناك أهداف خبيثة لتقويض عمل البرلمان ، وتهميش دوره التشريعي والرقابي ، فتحول من ممثلين للشعب إلى حماة للأحزاب الممثلة لهم فيه ، وسعت حكومة السيد المالكي ومنذ ولايتها الأولى ، إلى جعل هذه المؤسسة إلى قسم من أقسام الحكومة ، ويوجه بحسب المصلحة الحزبية ، وما تريد الحكومة ، ناهيك عن انعدام الثقة بين المكونات السياسية ، والأجندات السياسية الخارجية والتي هي الأخرى باتت تحرك الخيوط البرلمانية والسياسية عموماً ، وسيطرة ائتلاف دولة القانون على أغلب قرارات مجلس النواب ، التي تمارس الانسحاب من الجلسات لنزع النصاب القانوني، عند مناقشة أي قضية لا تتفق مع وجهة نظرهم، وإلى الانقسامات الطائفية للكتل البرلمانية، وعدم وجود تكتل برلماني مؤثر متوافق على حلول إزاء أهم القضايا العالقة، فضلاً عن التدخلات الإقليمية، ناهيك عن الثقافة الهابطة والتي يتميز بها بعض النواب ، حتى صارت سمع يتسم بها هولاء ، من تراشق إعلامي ، وسب وشتم بين أعضاءه حتى وصل الحال إلى التراشق بقناني الماء ، والأحذية ، وهذا يعكس مدى التخلف في الثقافة السياسية لدى النائب البرلماني ، ومدى التشخيص الخاطئ لاختياره في مجلس يمثل الشعب العراقي .
يبقى ونحن على أعتاب الانتخابات البرلمانية القادة نيسان 2014 ، ضرورة الوقوف والتأمل في المرشحين ، وقراءة ما قدموه للشعب العراقي ، وضرورة انتخاب الدماء الجديدة ، والتي ولدت من رحم المعاناة لا من عاشت في الخضراء ، ولا تعرف الضراء ، كما نتمنى أن يظهر برلماننا الجديد بحلته الجديدة ، بعقول تحمل هموم الشعب العراقي ، وتكون عوناً له ، كما تؤسس للديمقراطية والتي ضاعت وذهبت أدراج الرياح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك