المقالات

قريباً .. داعش في البرلمان !

460 12:35:00 2014-02-22

ظافر الحاج صالح

لم يبقى سوى شهرين، تفصلنا عن ولادة برلمان جديد وحكومة جديدة، المتتبع للسنين المنصرمة؛ يجدها حبلى بالإخفاقات والأزمات، لكننا تواقون لتغييرها ونسعى لإيجاد الأفضل؛ لكي لا يتكرر الخطأ مرة أُخرى.معترك سياسي، يخوضه جميع المرشحين؛ ليبرز كل منهم بأفضل صورة، تقنع عدداً أكبر من المواطنين، فالاقتراع هو الفيصل لدخولهم الوسط السياسي، وليس جمال الصورة!منهم من يستثمر إمكانياته المتوفرة؛ لوضع مرشحيه على الطريق الصحيح، وإعطاءهم الفرصة؛ في أن يمثلوا الشعب بصدق وإخلاص، متفانين في خدمتهِ، معتمداً على مجموعة من مناصرين لمشروعه المستقبلي، وآخر لديه الإمكانيات، وينفرد بالأغلبية الموالية، ليس بالعقيدة وإنما بحب سلطة لا مصدر لها وغير مشروعة، متأهبين، رهن إشارة الزعيم؛ من أجل دعم من يراه يستحق الصدارة لأسباب مبهمة، وبعضٌ قضى فترة ليست بقصيرة، يندد، ويستنكر، ويشجب، ويعترض، فهو غير معتاد على كونه طرف ثانوي، نيف من السنين؛ قضاها كسلطة حاكمة، تجعلهُ يشعر بإهانة لإستثناءهِ! ومنهم من يتمتع بالنفوذ والإمكانيات، ويمتلك الحق بحكم المنصب في تشريع وتنفيذ القوانين، مستغلاً كل تلك الإمكانيات والامتيازات للحفاظ على وجاهتهِ، واستمرار فترة حكمهِ!نخبةٌ من المتنافسين يتبارون فيما بينهم، لكل منهم تكتيك معين، وخطط، تختلف عن الأخر، فالأول عرف بإطلاقه مبادرات تنموية، تصب في مصلحة الجهة المفعلة لديها تلك المبادرة، لكنه؛ يجابه دوماً بزوبعة إعلامية، تسقيطية، لأفكارهِ العصرية، سرعان ما تنتهي مبادراته من قبل معارضيه!الصنف المتمتع بالأغلبية الموالية لحب السلطة، عرف بكثرة تخبطهِ السياسي، وعدم قدرتهِ على مسك زمام الأمور، وتغير المواقف بين الحين والأخر، والمتتبع لتلك المواقف؛ يجدها تغريداً خارج سرب المألوف. أما الصنف الثالث، فهو من استلم زمام الأمور لفترة وجيزة، وسحب البساط من تحتهِ، وتشضى أتباعه بمختلف الاتجاهات؛ لِيُكَوِن كل منهم دولته الخاصة، عَلّهُ يعود إلى منصبهِ الرئاسي، كما كان في السابق، خمسة وثلاثون عاماً؛ تجعله لا يرضى بغير الرئاسي من المناصب.الأخير؛ هو زعيم لخليط غير متجانس بأفكارهِ؛ التي يسودها شخصنة المناصب، اغلب قياداتهِ مرتبطين بأجندات خارجية، تمولها جهات؛ تطمح أن تصل بالعراق إلى أدنى المستويات، ما قدمه للجماهير؛ لا يعدُ جزءً ذو ملامح جيدة، في الوقت الذي لم يُطلب منه أن يكون (سوبرمان) الخارق، الذي يختزل الزمن، والظروف، والمعوقات، لحل الأزمات، بل أُريدَ منه الكف عن إبداء التنازلات المذلة، هذا المبدأ بات مكشوفاً للواعي العراقي، فكلما حوصر بمطالب جماهيرية؛ تُضَعِف مكانته، وتُقَلِل مِن صداه في الشارع العراقي، نراه يلجأ لجهة معينة، ملبياً كل مطالبهم؛ لكسب ودهم، وضمهم إلى بوتقتهِ، عن طريق إبداء تنازلات تحت شعار مطالب مشروعة يجب تنفيذها، وهذا ما رأيناه من موقفهِ مع عشائر محافظة الأنبار، وإستجابته لمطالبهم، التي كان يراها فقاعة؛ فأصبح هو احد النافخين لتلك الفقاعة، ورضخ لمطالبهم المشروعة وغير المشروعة، وعمل بنهج مَن حاربهُ فترة طويلة!كان بإمكانهِ الموافقة على تلك المطالب، بموجب السمع والطاعة لهم، قبل أن يزج بأبناء الجيش العراقي؛ ليلقوا حتفهم على أيادٍ كوفئت بمبالغ طائلة، ودرجات وظيفية، وعفو عنهم من المحاكمات القضائية؛ تحت مسمى (المغرر بهم)، وإطلاق سراح المتهمين منهم، وكل تلك المطالب المذلة، التي تمت الموافقة على تنفيذها؛ ليعود السلام، والأمان للمنطقة، وكأن الإرهاب كان ينتظر الموافقة عليها لكي يترك الأنبار؟! لكن هنا يجب أن نتساءل، هل بالإمكان إعادة أكثر من 2000 شهيد من قواتنا الأمنية؟الإقرار بتنفيذ تلك المطالب؛ لا يعد إلا استهانة بدماء الأبرياء، الذين راحوا نتيجة اختيار قيادات فاشلة، لإدارة العملية العسكرية في الأنبار، ورداءة الخطط، على حساب ضمان المركز في الوسط السياسي.الكرة الان في ملعب الشعب العراقي، الذي بات يعرف الصالح والطالح منهم، ولا ننسى؛ إن الانتخابات المقبلة مصيرية، وتحدد مستقبل العراق أرضاً وشعباً لربع قرن، إما أن يتجه لعراق واحد، تحكمه إرادة الشعب، الذي أحسن الاختيار، أو يتجه إلى عراق الدويلات الصغيرة، إذا أساء وكرر الخطأ للمرة الثالثة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك