المقالات

داعش تسرق كأس أسيا

685 09:26:00 2014-01-28

واثق الجابري

أيادينا على قلوبنا، ننتظر متى يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، ومعها إنطلق الفرح بعفوية من الشمال الى الجنوب، نقض شيء من غبار الهموم، وتناسى الجميع شجونهم، ومثلما ينتظر الجميع الفرح، البعض يده على زناد السلاح، وبدل أن يشكر الباري جل جلاله على نعمة الفرحة، التي جمعت قلوب العراقيين، وجه سلاحه للسماء ولا يعرف أين تقع رصاصاته.فوز المنتخب أعادتنا الى حالة الوئام المجتمعي، وعرفنا إن النجاح والفوز يجمعنا والعنف والقوة تفرقنا.من الصباح الباكر فاجئني أحد الشباب، كإنه يحشد الى معركة، يقول: العراق اليوم يلعب مع داعش، وسنفوز على الدواعش ونكسر رؤوسهم؛ وأنا اعرف الرياضة وسيلة ومحبة ورسائل سلام بين الشعوب، كم أعادت خلافات ونزاعات دولية الى سلام، مثلما تعيدها مواقف المساعدات في المحن والكوارث.إمتلأت صفحات الفيس بوك ووصلتنا رسائل، فيها العراق سوف يلاعب فريق مجرمين يلعبون بأرجلهم القذرة برؤوس ضحاياهم، حاولت تلك الصور مسح المشاهد الدموية المأساوية من مخيلاتنا، وأن فوزنا المباراة يعني نجاح الخطط الأمنية وقضاء على الإرهاب، ونعرف إن فرحنا يمكن ان يهاجم وتتطاير أشلائنا متناثرة في أيّ لحظة.السياسة تدخلت في الرياضة وفي أفراحنا، تسرق السرور والإجتماع، وتفرق دقات القلب الواحدة بإسم العراق، تُوهمُنا بعودة الأمن مع عودة الفريق وهو يحمل الكأس، وتقاس قوة الدولة بقوة الفريق الرياضي، تترك ميادين المعارك والتخطيط الستراتيجي لبناء منظومة وطنية وفريق قوي يقود البلاد، الى بر الأمان، يملك البرامج ويحقق النتائج، ليس فريق مضعف للمبدعين، يقودة الإنتهازيون والمحسوبية والمال السياسي.المنتخب العراقي مثل كل المكونات، فشله في السنوات السابقة، لإرتباك القرار وسوء الإدارة، خسرنا اموال طائلة لسوء إختيار مدربين ولاعبين؛ بينما ينام المنتخب الفائز في ارض المطارات، يستدين وجبات الطعام، وأرتدى منتخب ناشئته ملابس قديمة؛ وإذا فشلنا في أيّ مبارة نعلق أخطائنا على شماعة الأخرين، نتهم الأجندات الخارجية وتأمر الشعوب علينا، تصور انها طامعة بخيرات العراق، وقد يصل الإتهام الى اللاعبين، وننكر أحترافيتهم اللعب والشهادات الدولية بحقهم.قبل نهاية كل مبارة كالعادة، تظهر التهاني قبل صافرة الحكم، وتتزاحم المكالمات على المنتخب، توزع قطع الأراضي والهدايا السخية، توجه الأنظار الى الهبات والمكارم، ويكافح الإرهاب بالمزايدات وتترك معركتنا المصيرية.ليأخذ الساسة العبرة من المنتخب، كيف يرسم الفرحة في القلوب ويوحدها هدف واحد في لحظة لا تُعاد.الفوز إعتمد على إثنين وفق خطة مرسومة، هما حارس المرمى والهداف؛ فلولا مهارة المهاجم لضاعت فرصة الفوز، ومن حرص الحارس لتم تسجيل اهداف علينا، ومابينهما يندفع الفريق بقوة وتنسجم تحركاته، حتى يحقق الفوز ويسعد شعبه. وفي السياسة فقدنا الهداف الذي يسير على الخطط الستراتيجية، وسرق الحارس الأمانة، حتى الرياضة صار لأغراض إنتخابية، وتغطية على فشل كل الملفات، واللعب النظيف تحول الى ساحة للصراعات يستخدمه، من يدعي إنه خبير رياضة وهو لم يمارس اللعب بكرة القماش

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك