المقالات

البصرة.. بين نعمة النفط ونقمة القرار


كاظم الخطيب

من الواجب على كل حكومة، إذا رغبت في الحفاظ على مقومات القدرة والبقاء..أن تهتم بموضوع الشرعية وسبل تحقيقها، كما يجب عليها الإحاطة بأسباب فقدان هذه الشرعية وإنهيارها، فإن شرعيتها إنما تستمد من تأييد مواطنيها، ولن تتمكن اي حكومة من الحصول على هذا التأييد، ما لم تنجح في توجيه رسالة إطمئنان إلى أبناء شعبها؛ بأنها تنظر بعين واحدة للجميع، وتتعامل بروح وطنية مع كافة مكوناته. ولأن شرعية الحكومة في العراق مستمدة من الدستور، الذي يوجب على المواطنين الطاعة والإمتثال لمقررات السلطة التنفيذية، والمتمثلة برئيس الوزراء ووزراء حكومته، فإن الدستور ذاته، يكفل لكل مواطن الحق في الحصول على حقوقه المدنية، والإجتماعية، والوطنية، وإن ضمان حصوله على هذه الحقوق إنما يقع على عاتق الحكومة. مما يحتم على الحكومة إحترام الصفة الشرعية للمواطن، والمتمثلة بالبرلمان، المخول من قبله في التشريع، وسن القوانين، ومراقبة الأداء الحكومي، ورسم السياسة العامة للبلاد.إلا أننا نجد بأن مجلس الوزراء، يجهل - أحيانا - أو يتجاهل، أن حقوق المواطنين ليست مادة للمساومة، ولا لتمرير الصفقات، وإنه لايملك أدنى حق في حرمانهم من حقوقهم، تحت أي ذريعة أو مسوغ كان.وما نراه اليوم، من حرص الحكومة على عدم حصول البصرة وباقي المحافظات على حقها، في ما تم تشريعه من تعديل لقانون المحافظات في البترو(5) دولار، (إنما هو تحديا واضحاً، وتجاوزاً صريحا على أبناء تلك المحافظات) حسب تعبير السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي.ولا يخفى على الجميع، بأن مشروع البترو(5)دولار إنما هو من متبنيات المجلس الأعلى، الذي عمل جاهداً على إقناع كتلة الأحرار بأن يقدم هذا المقترح بإسم الإئتلاف، وقد تم طرحه وإقراره بالفعل، إلا أن مجلس الوزراء رفض أن يكون بترو(5)دولار، وأصر على تحويله إلى بترو(1)دولار، وقد قام المجلس الأعلى بطرح المشروع بقوة عند تعديل قانون مجالس المحافظات، من خلال السعي لإقناع العديد من الأطراف الكردية، والسنية، والشيعية بالعمل على إقراره..وقد توجت جهوده بالنجاح من خلال إقرار هذا القانون،الذي يوفر للمحافظات المستفيدة منه امكانية النهوض بالواقع الخدمي والعمراني فيها.إلا إن مجلس الوزراء حرص هذه المرة أيضاً، على عدم تنفيذ هذا القانون، وبإصرار على حرمان هذه المحافظات من حقوق أبناءها.. فعند اعداد المجلس لموازنة 2014، جعل معالجة العجز الحاصل في هذه الموازنة، على كاهل محافظة البصرة وباقي المحافظات المستفيدة من المشروع، من خلال صرف دولاراً واحداً بدلاً من (5) دولارات، ليضمن بذلك، حصة إقليم كردستان، وإمتيازات الرئاسات الثلاث، ورضى العشائرفي صلاح الدين والموصل والأنبار، ورواتب البعثيين وضمان حقوقهم، وتوفير (32 ) ألف درجة وظيفية؛ كل ذلك على حساب المحافظات التي هي مصدر تلك الموازنة.إن حكومة تعامل مواطنيها على أساس المصلحة الشخصية وبإسلوب الصفقات السياسية، ومعاقبة المحافظات على أساس نتائج الإنتخابات، وتكبيل أيدي المحافظين، لأنهم لاينتمون إلى كيانها السياسي، والتي تتخذ من وجودها في مركز القرار فرصة لضرب القوى الوطنية، ووسيلة لتسقيط الآخرين، من خلال إستغلال وسائل الإعلام الحكومية..هي حكومة لاتملك من فرص البقاء والإستمرار الشيء الكثير. وما دامت الحكومة لاتعي ولا ترعوي، فإن الخيارات تبقى مفتوحة، أمام مجلس محافظة البصرة وغيرها من المحافظات التي ابتلاها الله بنعمة النفط، ونقمة القرار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك