المقالات

سرقة قانونية لمبالغ البترو دولار..!


علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني

الظلم، ذلك الكابوس، الذي يقض مضاجع البشرية، منذ أن وجدت، ويقضي على أحلامها، ذهب ضحيته الملايين، من بني ادم، ليتخلصوا منه ويحصدون العدالة، مطلب كل المظلومين والمستضعفين.وفي عراقنا الذي عانى من الظلم ، قبل انهيار، دولة الجلاد الأكبر عام 2003، وحدوث التغيير، وبناء الدولة الديمقراطية، والدستورية، والتي كان من المفترض والمنشود منها، أن ترفع الظلم وتعيد الحق إلى نصابه، لينعم العراقي بخيراته، ويرتاح من تعب سني الحرب والجوع، ويعيش آمنا مطمئنا مترفا، ولكن يبدوا إن رياح سياسيي العراق، لا تجري إلا بعكس ما يشتهيه المواطن وسفنه.بالرغم من محاولات بعض من الكتل السياسية تحقيق، ما يقدرون عليه من منجزات، إلا إن غالبية مطالبها باعتبارها ممثلة الشعب، تذهب أدراج الرياح، وكم هي المشاريع، التي أجهضت قبل ولادتها، لأسباب واهية، فأغلبية الكتل مع الأسف، وخاصة في الكتل المتنفذة والمتحكمة بالسلطة، تخاف وتحارب أي مشروع، تقدمه الكتل المنافسة، بل وحتى من هو ضمن ائتلافها، ولعل من أهم الأسباب، ذلك الخوف من تصاعد التأييد لتلك الكتل من جهة، وانسلاخ مؤيديها عنها باتجاه تأييد تلك الكتل.على أن هذه الأمور لا تحظى بعناية المواطن، الذي ينصب جل همه، في تحقيق حياة كريمة له ولعياله، وينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية قدر المستطاع، ولكن وفي عين الوقت، أصبح المواطن العراقي على اختلاف مستواه التعليمي، ووضعه الاجتماعي، والديموغرافي، ملماً بخفايا الأمور، نبها وفطنا وذكيا، ولربما إن الارتباط المباشر في فترة من الفترات بين السياسة وقوت يومه، قد اثر في تنمية قدراته على الفهم السياسي، وسبر أغوار المشهد السياسي وان قلت تفاصيله، مع قدرة لا باس بها في التحليل، رغم انه كثيرا ما يبتعد عن ارض الواقع والتفكير المنهجي، تجذبه العواطف وتستأثر به الميول الثانوية، لاختلاف أوجه انتماءاته.على إن كتلة السلطة في بلدنا ألان، بداءت تتصرف أخيراً، بغرابة ، وان كانت، حمى الانتخابات، قد أصابت الكثير من الكتل، والسياسيين، إلا إن الالتفاف الحاصل على القوانين، التي اقرها مجلس النواب، والمماطلة، وبطء الإجراءات الحكومية في تنفيذ الكثير من القوانين، كقانون منحة الطلبة، والالتفاف على قانون البترو دولار المعدل، والذي يمنح للبصرة، العاصمة الاقتصادية للعراق، وباقي المحافظات المنتجة للنفط، مبلغ زهيد جدا، يقدر بخمسة دولارات عن كل برميل منتج، قياسا بما تقدمه المحافظات المنتجة ومن بينها البصرة، من ثروات، تصب كلها في ميزان الدخل القومي، لتثقل كفته، ويبلغ حسب احد الإحصائيات إنتاج البصرة فقط، ما يوازي أو يزيد على الـ85% من قيمة ما تقدمه باقي المحافظات للموازنة العامة، ولكن ما يثير الاستغراب والتساؤل هو، لماذا تفعل كتلة كبيرة، تثق بنفسها ، وبقادتها، وتدعي ما تدعي من امتلاكها، لكل مفاتيح النجاح السياسي.يقال: إن الإنسان حينما يكبر في العمر، تعود بعض أطوار حياته، لتشكل واجهة تصرفاته ، وربما مر بدور المراهقة من جديد، أو نمت أسنانه من جديد.ومن حقنا أن نسأل، أليس من حق البصرة، والجنوب المنتج للنفط أن ينمو ويزدهر، على قدر عطائه؟ الم يقر البرلمان قانون البترو دولار بصيغته الجديدة(خمسة دولارات عن كل برميل للمحافظات المنتجة)؟ فأين ذهب القانون؟..سلامي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك