المقالات

الحكيم ومبادراته ...تأزيم أم حل ؟!

628 21:03:00 2014-01-17

محمد حسن الساعدي

كثيرة هي المبادرات التي أطلقها الحكيم في مناسبات خاصة أو عامة ، وأتت في توقيتات مهمة وتقاطعات غاية في الحساسية ، إذ اعتبر البعض أن هذه المبادرات هي خارطة الطريق لحل الكثير من المشاكل المفتعلة والتي تعصف بالعملية السياسية والمشروع الوطني ، والذي ما زالت أركانه لم تستقر بعد .فيما عدها البعض أنها مناورات انتخابية ، أو يراد سحب البساط من الخصم ، والإيقاع به ، أو محاولة تجريده ، وعزله في زاوية ضيقة ؟!فعندما وضعنا هذه المبادرات في ميزان القراءة والتحليل ، خلصنا إلى نقاط مهمة في هذه المبادرات : والتي من أهمها :1) انها جاءت في توقيتات الأزمات ، فلم تأتي لظرف ما أو غاية ما . ومثالي في ذلك البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، هذه المبادرة لم تأتي في ظرفاً انتخابي لنقول انها دعاية انتخابية ، والتي عطّلت تماماً من دولة القانون وبذرائع شتى ؟ بل جاءت بعد معاناة مريرة لمحافظة تعيش على بحيرة من النفط ، وهي لا تملك شيء .2) اي مبادرة أطلقها الحكيم لم تحمل بين أحرفها أسم المجلس الأعلى أو الحكيم ، لتجيّر إلى حزبه أو تياره ، بل هي جاءت متسقة مع معاناة المواطن العراقي عموماً ، كما حصل في مبادرة منحة الطلبة ، والتي جاءت لتخفيف الكاهل عن الطلبة .3) هذه المبادرات تسير في سياقات... الحكيم لا يملكها ، فهو لايملك السلطة أو المال لاستغلاله في الأغراض الانتخابية ، فتم تقديمها على انها مشروع قانون ، ليأخذ طريقه نحو البرلمان ، والتصويت عليه من قبل ممثلي الشعب ، وهذا بحد ذاته انجازاً لا يحسب للحكيم ، بل للحكومة والمجلس التشريعي .4) الملاحظ أن هذه المبادرات تحمل حساً وطنياً واضحاً ، فما أطلقه في الملتقى الثقافي الأخير من مشروع "انبارنا الصامدة " ، مثل حالة نوعية غريبة في الوسط السياسي ، فياترى هل هو غزل سياسي للسنة ؟! آم انه سحب البساط من الحكومة ، واستثماره في الدعاية الانتخابية ؟!هنا الجميع يعلم أن الحكيم يملك علاقات جيدة مع الجميع ، بل هناك علاقات جيدة مع مختلف الوسط السياسي السني ، وعندما أقرأ تصريحات البعض من السياسيين أجد أنهم يرون في الحكيم الصدق والإخلاص والأمانة ، فعندما يقول الحكيم فنحن نصدقه ، هذه المصداقية ، جعلت جسور الثقة ، تمتد بينه وبين الوسط السياسي السني ، لهذا عندما انطلقت المبادرة لاقت ترحيباً جيداً في الوسط السني ، والكردي ، بل عدّها البعض انها خارطة الطريق للخروج من هذه الأزمة الخانقة ، فيما عدها الشركاء أنها محاولة لقلب الطاولة ، وسرقة الضوء عن العمليات العسكرية الجارية في الرمادي ، وبالتالي ضياع الهدف المراد منه انطلاق عملية عسكرية ضد الجماعات المسلحة في الانبار والذي قرأه البعض انها عرض انتخابي بامتياز . يبقى على الآخرين قراءة هذه المبادرة انها ترطيب للأجواء السياسية ، وتهدئة للأوضاع المحتقنة ، والتي يستغلها الإرهاب ليكشر عن أنيابه ضد الأبرياء العزل ، وان نقرأ هذه المبادرة بروح وطنية بعيداً عن السياسة والتصارع السياسي ، والذي أدخلنا في نفق لايمكن الخروج منه أبدا.علينا أن لا نضع المبادرة في قالب السياسة ، بل نجردها من أهدافها ومحتواها لنجد أنها جاءت لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والذي ينعكس بالسلب على الشارع العراقي ، والذي ينتظر من السياسيين أن يسعوا إلى تعزيز الثقة فيما بينهم ، خصوصاً ونحن مقبلون على حالة من التغيير في المشهد السياسي في انتخابات مصيرية تحدد معالم الوضع السياسي القادم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك