المقالات

أربع مليارات لداعش


عبدالله الجيزاني

يعاني الحكماء على مر التاريخ من حكمتهم وقدرتهم على التشخيص، حيث هناك بون شاسع بينهم وبين المجتمع الذي يعيشون معه، سبب هذا البون أمرين هما أصحاب المصالح والمنتفعين من الوضع القائم، نظام حكم كان أو دين أو عقيدة أو فكر ما، وأيضا الجهل في بعض طبقات المجتمع، الذي يستغل من الفئة الأولى لتغيير المفاهيم أو التعتيم على الحقائق، وهذا يؤدي لاستغفال المجتمع ويدفعه لسلوك خط مغاير لمصالحة، لهذا نجد أن الأنبياء والمصلحين عاشوا أنواع المآسي والمظلوميات. العراق ربما أكثر شعوب الأرض عانى من هذا الأمر، وعلى مر تاريخه كان الشعب العراقي يخطأ تقدير أموره، ويجافي مصلحيه وممن يسعون لتوفير سبل العيش الكريم لهذا الشعب، لنفس الأسباب أعلاه، وتكرر هذا الحال على مر تاريخ هذا الشعب.واليوم يتكرر الحال رغم أن جراحات النظام البائد مازالت ماثلة في حياة الشعب العراقي، حيث الشعارات والتلفيق وتغيير الحقائق، ومازال بين الشعب العراقي من يشتم ويهاجم الجمهورية الإسلامية في إيران، تحت مبرر اعتدائها على العراق في حرب ألثمان سنوات.! رغم أن الوقائع والإحداث تؤكد العكس، لكن مازال الشعب تأثير التضليل الإعلامي الذي قام به النظام وأجهزته، وحتى موضوع غزو الكويت مازال هناك من يجادل ويناقش حول صحة موقف النظام في ما قام به..! بعد التغيير استصحب الشعب العراقي كل ما عاناه بالأمس من تغيير للحقائق، ليعود ويخذل قياداته الحقيقة التي تريد تغيير الواقع المزري الذي خلفه ذاك النظام، ويمارس نفس النهج الذي أدى إلى تسلط الديكتاتور تلو الآخر عليه.ومع أحداث الرمادي التي تجري اليوم ، والتي أجلت كثيرا من قبل القائمين على الملف الأمني لأسباب يجهلها كل خبراء الحروب ومكافحة الإرهاب، كان للعشوائية والتخبط السهم الأكبر في هذه العملية، ولخطورة محافظة الانبار من حيث الموقع والسعة الجغرافية، وكونها بيئة خصبة جدا لتحتضن الإرهاب، ولصعوبة الحسم العسكري حيث أن الإرهاب يتحصن بين الناس، ويغير من وضعه بسهولة، كان إلزاما إيجاد حل يفرز الإرهاب عن الأبرياء وأيضا يحرق الأوراق التي يستخدمها في تجنيد الأبرياء، وتبرير أعماله، أطلقت مبادرة ( انبارنا الصامدة) والتي وضعت حلول ومعالجات تحقق الغرض ، حيث عالجت الجانب الاقتصادي لتحصين أبناء المحافظة، وأيضا منحت العشائر قدرة على مواجهة الإرهاب، خاصة وان تلك العشائر كان لها مواقف وطنية مشرفه في مرحلة سابقة، حيث تم طرد المجاميع الإرهابية من المحافظة بشكل شبه نهائي، وتشكيل قوات الصحوة. وهذا يحاكي تجارب عالمية أثبتت نجاحها كمشروع مارشال الذي أطلق بعد الحرب العالمية الثانية في أوربا، لمواجهة الفقر والفاقة تلك الأمور التي حولت أوربا إلى مكان مناسب وملائم لنمو الفكر الشيوعي.وما يؤلم ويعلل تردي أوضاع العراق منذ عشر سنوات إلى الآن وجود ساسة اعترضوا على تلك المبادرة، بمبررات وأعذار لا يمكن للإنسان البسيط أن يتناولها، لكن هؤلاء هم ساسة الصدفة ممن تسلطوا على مقدرات الشعب العراقي بعد التغيير.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله الجيزاني
2014-01-16
الدكتور شريف شكرا لمرورك الكريم.. الانبار محافظة عراقية لها ما لغيرها اولا والاربع مليارات لاشيء امام حقن الدماء ووئد الفتنة.. والاهم ايهما اكثر عداء الاردن التي تحتفل بكلابها التي تفجر كلابها على اهلنا ونمنحها النفط المجاني وكذا مصر والسودان وايضا الافراج عن الارهابيين من الاردن والسعودية والجزائر.. فلنكيل بكيل واحد لاننا سنقف امام رب عادل.. واليكن حرف الباء من حروف الجر مع الجميع ولنفكر بعقولنا بدل ولائنا الاعمى او كرهنا الاعمى........
علاء
2014-01-16
الدكتور شريف العراقي مع التحية الموضوع ليس هبة من احد وانما مشروع بعيد المدى يعطى على اربع سنوات سيكون تاثيره اكبر من الحل العسكري الذي يؤدي دائما الى دماء واطالة امد المشكلة وهو مشابه لمشروع البصرة العاصمة الاقتصادية والنجف عاصمة العلم وغيرها من مبادرات السيد الحكيم كي لا يذهب البعض بعيدا ويصور المشروع جزية تدفع لاهل الانبار ثم ان ما صرفته الحكومة من اسلحة ورجال وصحوات يفوق الاربع مليارات بالاضافة الى تهديم روح المواطنة لدى الكثير فالمشروع بكل ابعاده ناجح في ارساء الامن والقضاء على الارهاب
الدكتور شريف العراقي
2014-01-16
جريمة كبرى إعطاء مبلغ ٤ مليارات للاعداء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك