المقالات

عادت الوطنية إلى قواتنا الأمنية.

458 15:15:00 2013-12-31

حسين الركابي

نعمتان مفقودتان نعمة الصحة، ونعمة الأمان، هكذا وصفهما الإمام علي(عليه السلام) ولا يمكن للإنسان إن يستغني عن احدهما، ولا تقل أهميه واحدة عن الأخرى. بعد حل القوات الأمنية العراقية بقرار من بريمر قائد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق عام2003 فقد تم تشكيل قوة أمنية عراقية بجميع أصنافها مثل وزارة الدفاع، والداخلية، والأمن الوطني، وجهاز الاستخبارات؛ واختيرت هذه العناصر على أساس الكفاءة، والنزاهة، والوطنية، وأخذت على عاتقها حماية المؤسسات والدوائر الحكومية، وتامين أرواح الناس من بقايا مجرمي حزب البعث المنحل؛ وقطاعين الطرق، وأحزاب المصالح والمأرب الخاصة. وبعد تسلم مقاليد الحكم حزب الدعوة عام 2006 أصبحت القوات الأمنية عبارة عن محاصصة طائفية وحزبية، وكل فرقة تتبع حزبها أو طائفتها، وبالتالي تسلل الكثير تحت طاولة المصالحة إلى الأجهزة الأمنية؛ وأصبحت عبارة عن ثكنات عسكرية كبيرة ورهيبة، ولا يمكن لها القدرة على حماية حتى أنفسها فأصبحت عرضة للاغتيالات، والتفجير، والاختطاف، والموت المجاني الذي يلاحقهم في كل زاوية ومكان. وفي السنوات الست المنصرمة بدأت الأجهزة الأمنية تأخذ منحى اكبر وخطير ومخيف على البلد، والعملية السياسية برمتها، حيث أصبحت تعمل بمنطق الحزب"والفرد الواحد" وجعلت هدفها الأول هو حماية مصلحة الشخص أو الحزب وحددت نفسها بهذا الإطار الضيق، وقد فقدت ثقة الشعب بها كقوات وطنية خالية من التدخلات الحزبية، والفئوية، والقومية؛ وصارت موضع نقد من قبل الجميع حتى وصلت الأمور إلى إن الفرد العراقي حين مروره بسيطرة أو يرى رتلا عسكريا لا يتوانى برشقهم بكلمات نابية، ويدعو عليهم بالويل والموت كل هذا نتيجته المنحنى الخطير الذي ارتكبته القوات العراقية في الأعوام المنصرمة. أما اليوم القوات العراقي أدركت ذلك الخطر المحدق بها، وشمرت عن سواعدها وجعلت الأرامل، والأيتام، والثكالى أمام نصب أعينها؛ واستيقظت من سباتها العميق الذي مر عليه عدة سنين، وغادرت تلك النظرة التي يتعامل بها معظم ساسة العراق، وأيقنوا إن الحكام مهما طال عمرهم زائلون، والشعوب والأوطان هي التي باقية وراسخة على مر العصور، والدهور. فان العمليات التي قامت بها مؤخرا قواتنا العراقية في المناطق الغربية من العراق بملاحقة الإرهابيين"وصناع الموت" ما هي إلا دليل واضح على عودة تلك القوات إلى الاستقلالية، والابتعاد عن أللعبه السياسية، والمراهنات الحزبية، وبدأت تسلك المسار الصحيح وتسير بخطوات ثابتة نحو الأمام، وتحاول إن تعيد الثقة بينها وبين الشعب. وقد رحب معظم أبناء الشعب العراقي بهذه الخطوة التي من شانها إن تعيد الثقة وتصلح الأوتار التي قطعة بسبب هروب السجناء من التاجي، وأبو غريب، والكاظمية، فهذه الخطوة محل ترحاب من الجميع، ولابد إن تستمر حتى تجفيف منابع البرك الأسنة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك