المقالات

متسافل الدرجات يحسد المرجعية

1230 11:34:00 2013-12-31

واثق الجابري

ليس غريب في زمن الصراع على برميل البترول، الوزرات والكراسي تدّر أموالاً طائلة وجاه، لباس دين وأقنعة وملابس نساء، تخنث وأكسسوارات وحمرة شفاه وقلائد، إعلام وبوسترات وقنوات فضائية، غايتها نهب ثروات وإراقة دماء، في سنوات عصيبة وقفت فيها المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، قبلة لا يُختلف عليها وخيمة يلوذ بها الخصماء.

غريب من يدعي التمرجع ويتهمها بالصمت، وهي تمسك مقود العراق الى أمان ووحدة وألفية، وشريط كاسيت وحده لا يكفي ان ينصب أيّ شخص في أدنى الوظائف الخدمية!!أعجب كل العجب من البعض، يضع لنفسه أسماً وهمياً، يتقمص شخصية الأخر. ينكر أسم والده، لا يتشرف بحسبه ونسبه، ينكر من يحسن إختيار أمٌ له، يرعاه قبل الولادة ثم يربيه ويعلمه العلوم والثقافة، والأعجب من يتقمص إسماء النساء، يريد الخوض في معارك الرجال، لا يختلف عن داعشي متنهد محمر الشفاه، حالقاً للشوارب، والغريب من يدعي الإنتماء لبلاد المغرب العربي ويناقش أفكار المرجعية؛ ولا يعرف أن النجف عاصمة المرجعية الشيعية، قائدها الإمام السيد السيستاني.

لا أخوض كثيرا في وصف المقدمات. خلال هذه السنوات تعرضت مرجعية النجف الى كثير من الطعنات، وهي صامدة أبية تترفع من الرد على الترهات؛ حافظت على وحدة العراق، رقيبة ناقدة موجهة بما تجود على الجميع، تحضى بالإحترام والطاعة من الملايين.

جهات كثيرة تصدت لقانون الفقه الجعفري وإتهمت المرجعية بالوقوف وراء إصداره في هذا الوقت، وأخرى إتهمت المرجعية بالتعطيل، لا هذا ولا ذاك فهدفهم ليس نبيل ولم ينطقوا الحقيقة؛ سوى النيل من مقام المرجعية الرشيدة، التي طالما وقفت مع كل الأديان والمذاهب والقوميات ، داعية الى ممارسة الشعائر والعادات والطقوس بإحترام، ومن هذا لا يمكن أن تقف ضد تشريع قانون يجيز ممارسة حكم الأحوال المدنية لمذهب أهل البيت، أصرت على قوانين كثيرة تضمن العدالة الإجتماعية؛ منها قانون المحكمة الإتحادية الذي واجه العوائق، وأعدَّ أحد معتمديها قبل عامين مسودة لقانون الأحوال الشخصية.

المرجعية تعرف جميع القوانين اليوم بشكل الحكومة والبرلمان لا تمرر دون توافق وصفقات، والمادة 246 من مسودة القانون الذي قدمه وزير العدل، تقول" يطبق هذا القانون على كل العراقيين بناء على طلب المدعي او وكيله" وما يعني أن يطبق التطبيق على غير الشيعة والديانات الأخرى!! أيّ مساس بمعتقدات الأخرين.

خلال السنوات المنصرمة من هذه الدورة الإنتخابية، منعت إستقبال الوزراء والسياسين كي لا تكون غطاء فشلهم، وهذا ما أراده وزير العدل ورفضت المرجعية إستقباله. المشروع صوت بعد ثلاثة خيارات على التأجيل الى ما بعد الإنتخابات دون علاقة المرجعية بالتصويت، ولو مرر الى البرلمان لكن نفس التصويت او المزايدة عليه.

المرجعية تمثل الملايين وتقف مع خيارات الشعب العراقي، لم تكون حجر عثرة بوجه أي قانون يخدم أي شريحة او أقلية شرط وجود الأرضية المناسبة لذلك.التمرس خلف غطاء الدين او الأنوثة والأسماء الوهمية، لا يغير من الحقائق شيء، والمرجعية حصن حصين ودرع واقي لجميع العراقيين، لم تفتتح قنوات فضائية بأسمها، ولم تروج بالبوسترات أو برميل نفط وتجارة.

 قبلة المرجعية تقصد من جميع شعوب العالم، يعرفها من في المغرب العربي وفي الصين وجنوب افريقيا وأمريكا واليابان، لم تصمت على سرقات براميل النفط، ولم تغتال مواطن بلباس نساء، المتنحنث لا يمكن ان يكون في رعيل الرجال، والإسود لا تقودها الخراف. وأخر ما أقول قول الشاعر: علي ان يحسدوك على علاك فإنما متسافل الدرجــــــات يحسد من علا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك