المقالات

حكومة المالكي .. سيادة قانون أم إرهاب دولة

421 14:22:00 2013-12-29

قيس المهندس

فجأة وبلا سابق إنذار، شهد العراق في الأيام القليلة الماضية ، دخول قوات الجيش في معارك ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في صحراء الأنبار، يأتي ذلك بعد سنين ما فتيء بها ذلك التنظيم بالقيام بتفجير المؤسسات ودور المواطنين، وعمليات اختطافً واغتيالاتٍ في مختلف المدن، اصطبغت بها ارض العراق بلون الدم القاني، انطلاقاً من صحراء الانبار، وبعض المناطق الحاضنة لتلك المجاميع الإرهابية.وفي كل هذا فإن حكومتنا لم تبدي أي تحركاتٍ من شأنها ردع ذلك التنظيم؛ حتى اقترب موسم الإنتخابات، وفي ليلةٍ وضحاها، انطلقت عمليات الجيش العراقي لتدك اوكارهم، ورافق تلك العمليات تصعيداً إعلامياً من قبل إعلام الحكومة، من المفترض أن يكون موجهاٍ الى دعم القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب، الّا أن ذلك الإعلام رافقه تصريحات غريبة للقائد العام للقوات المسلحة، والتي اتهم فيها خصومه السياسيين، وبعض وسائل الإعلام، بدعم تنظيم (داعش)، وتوهين الجيش العراقي.مع ان ما طُرح في وسائل الإعلام، حتى من الفرقاء السنة أنفسهم، لم يكن سوى تشجيع للجيش العراقي في ضربه للإرهاب، مع النصح والتحذير من المساس بالمدنين، كي لا يتم تحين الفرص من قبل المتربصين للنيل من جيشنا الباسل، واتهامه بقتل المواطنين المسالمين.تصرفاتٌ غريبة، وتصريحاتٌ عجيبة، بات يطلقها المالكي بين الفينة والأخرى، هذه المرة تنبئنا بالخطر الكبير على الأمن السياسي، وبالتالي على الديمقراطية الإجتماعية، والحريات الشخصية. فبعد التهم التي كالها رئيس الوزراء لكل من تطرق أو يتطرق الى الأحداث بالنقد، أو التحذير من مغبة الأخطاء التي قد ترافق العمليات العسكرية، أو التنويه الى بعض الأمور المتعلقة بها، واتهامهم بالخيانة ودعم الإرهاب؛ لا يستبعد ان يتطور الأمر الى اعتقال أولئك المتهمين (من وجهة نظر المالكي)، وقد يصل الأمر الى من يعبر عن رأيه الخاص في مواقع التواصل الإجتماعي!.ما نراه اليوم من تصريحاتٍ لجميع شرائح المجتمع العراقي، بمكوناته السياسية والاجتماعية؛ جميعها تتفق مع ضرب الإرهاب أينما كان، والكل يشد على أيدي الجيش العراقي، الّا أنّ على الحكومة الأخذ بالحسبان؛ أن الجيش ملكٌ للوطن، وليس ملكاً للحكومة، وأن أفراد الجيش مواطنين، وليسوا مليشيا، او مرتزقة، او عبيدا لرئيس الوزراء. وعلى الحكومة إحترام، وتقبل الرأي الآخر مهما حصل، سيما إنْ كان ذلك الرأي لا يخالف الدستور والقانون، وعدم اللجوء إلى إستمالة السلطة القضائية، وتطويع السلطة التنفيذية لقمع الخصوم السياسيين، والتنكيل بهم.والّا بكل بساطة، ولا نحتاج الى جهد جهيد؛ بإتهام الحكومة في اختيار توقيت ضربها لجماعة داعش؛ بالدعاية الإنتخابية، وتحقيق أجندات لقوى الإستكبار العالمي، بل وأتهامها بالتقصير في الذود عن دماء الشعب العراقي، والتهاون والإستخفاف بتلك الدماء؛ بتأخير ضرب تلك الجماعات لما يقارب العامين، بالرغم من توفر الإمكانات اللازمة لضربها، منذ تسلم القوات الأمنية للملف الأمني من القوات المتعددة الجنسية عام (2010).وهنالك تساؤلٌ يُطرح : هل ان ما يصدر عن رئيس الوزراء سيادة قانون أم إرهاب دولة؟!.سينبئك الدهر بما غاب عن ناظريك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك