المقالات

شعب أيوب

463 21:29:00 2013-12-10

علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني

قال تعالى} وَأَيُّوب إِذْ نَادَى رَبّه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرّ وَأَنْتَ أَرْحَم الرَّاحِمِينَ {القران الكريم ، سورة الأنبياء 83 يعرف اغلبنا قصة نبي الله أيوب عليه السلام سواء بالمختصر أو التفاصيل، والتي تعتبر نموذجاً تجريبيا حيا على الصبر، صبر الإنسان على البلاء طاعة ومحبة لله تعالى، فقد النبي أيوب عليه السلام كل شيء، المال والبنون وهما زينة الحياة الدنيا، وامتد البلاء ليشمل حتى جسده الشريف الذي حمل شتى الأمراض وتحمل مختلف الآلام، ولما وصل الأمر إلى حد ينتهي معه الصبر دعا ربه مناديا، أن يكشف الضر عنه، فاستجاب الله تعالى له وكشف ما به من ضر وأعاد له أهله وأمواله ومثلهم معه.وقد ابتلى الله تعالى شعبنا العراقي بجملة من الابتلاءات، سياسيون فاسدون، قادة نفعيون، جيران سيئون، حكومات رعناء..الخ .فأوضاعنا تزيد سوء يوما بعد يوم، وخاصة في أيامنا هذه، عادت الاغتيالات العشوائية والتي تستهدف مسؤولين أمنيين وشيوخ عشائر وأساتذة مواطنين ، ويبدو أن الإرهاب متمثلا ً بفصائله المتعددة من قاعدة وتكفيريين مع أذناب البعث، قد وجدوا موطئ قدم على الأرض مرة ثانية، وعلى ما يبدو أن الابتلاء الذي ابتلينا به، لا يقع في اغلبه كامتحان لصبرنا من الله تعالى فقط، بل يرتبط ذلك أيضاً بعدة أسباب من بينها سوء الاختيار، نعم فنحن العراقيين معروفين بميولنا العاطفية، وقد يؤثر علينا الكثير من السياسيين، بجوانب عاطفية مستغلين تلك الميول، ولا أجد الكثير من أبناء وطني يسألون المرشحين أو الكتل السياسية عن برنامجهم الانتخابي، بل كثيرا ما يتلاعب سياسيونا بعقول وقلوب الناخبين، أو أنهم يستغلون حاجة الكثير من الناس، وقصر ذات أيديهم، كما حصل قبل أيام، فدولة رئيس الوزراء طوال فترتين من حكمه، لم يوزع أراضي على الفقراء، بتلك الطريقة، مما يدعونا لنتساءل ، لماذا يحدث هذا ألان؟وعلى ما أظن، سنعود إلى ما يحصل في كل انتخابات، حيث يبدءا الاستغلال العاطفي، وتوزيع المال السياسي،، الذي هو بالأساس مال الشعب المسكين الصابر، وكل خشيتي من استمرار الأمر كما هو ألان، أو ازدياده سوءاً ، وان نعود كما تعودنا دائماً في كل انتخابات (بخفي حنين)، حيث لا تغيير هنا أوهناك، وسيستغل الكثير من الأطراف الصراعات الوهمية بين أبناء الشعب والتقسيم القومي أو الديني، والذي بدوره يشكل بطريقة تفكير البعض، بلاء أخر يضاف إلى بلاءتنا وما أكثرها.على أني كمواطن عراقي، عاش في هذا البلد المبتلى، أجد أحياناً إننا نجحنا في جوانب عديدة في الاختبار، ولم يبقى لنا إلا أن نحكم عقولنا، ونؤشر الغث من السمين، وان لا نذهب إلى صناديق الاقتراع، إلا ونحن متأكدون ومقتنعون بالحل، كمغزى لذهابنا، وكهدف لمطالبنا، التغيير الدائم نحو الأفضل، ولنا في تجارب الشعوب الأخرى من أصحاب الديمقراطيات السابقة، والذين ينعمون بالكثير مما لا ننعم به مع أنهم اقل مواردً منا، وأفقر مادياً، لكنهم يفكرون بطريقة صحيحة التغيير نحو الأفضل ، فهم لا يقتنعون بما لديهم دائما ويتلمسون الأفضل، بل يغيرون لان لديهم حب التغيير والرغبة في التطور.أن الحل الوحيد لازمات هذا البلد المبتلى، والثمرة الوحيدة التي من الممكن أن يجنيها شعبه الصابر، هو عبر صناديق الاقتراع، هو بالثورة البنفسجية، ولكن الأمر يبدو كمعادلة رياضية، علينا أولاً فهم الموضوع، وإجادة القوانين، ثم التقدم بثبات، والتأكد من اختياراتنا، ومن ثم طلب الهداية والتوفيق والرحمة من الله تعالى، فاستمرار الأوضاع كما هي وعودة نفس الوجوه لتتقدم الركب، أمر لا تحمد عقباه، فقد مللنا الوجوه ذاتها التي لا تتغير شكلاً و لا مضموناً..سلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك