المقالات

التشيع مخدة الحاكم..!

587 22:23:00 2013-11-07

   تغيرات كبرى في الأمة الجديدة التي كانت في طور التشكل، هي تلك التي جرت وبشكل متسارع، بعيد إستشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقد بدأ عصر جديد من السلطة التي كان الدين عربتها..

   وتتذكرون ـ مثلما يقول التأريخ ـ  أن الخوارج كانوا من ضمن جيش علي عليه السلام، وكانوا مستعدين أن يبقوا تحت رايته إذا تبعهم!..وذاك كان شيئا جديدا في أساليب تداول السلطة، لأمة لم تكن تتعرف بعد الى معنى السلطة، سيما في أجواء لم تألف بعد، ما نألفه اليوم من أفكار وسبل في السياسة، لكن الخوارج جاءوا بشيء جديد، هو أن يتبع الحاكم الرعية، يسير خلفها كيفما تريد!

   الخوارج أرادوا من علي عليه السلام أن يتوب! بمعنى أن يقر بأنه أذنب وأخطأ في أسلوب أدارة الدولة، ورفعوا السيف بوجه علي عليه السلام، من أجل تحقيق مطلبهم هذا، وجرى الذي تعرفون في صِفِينَ وما بعدها، ومن يومها أنقسمت الأمة الى صَفَينْ..!

   حينها قال واحد من الخوارج: رُبَّ دهر بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه!!

   بعد هذا الشرخ الكبير؛ وجد السبط الحسين عليه السلام، وهو الوارث الطبيعي والشرعي لقضية الإسلام، والمنصوص عليه إلهيا ونبويا؛ أن لا مناص أمامه إلا أن يثور؛ لتغيير الإنحراف الكبير الذي كان يقوده البيت الأموي، والذي بدأ يسري كالسم في جسد الأمة الجديدة..

   الأمويون ومن معهم، لم يكونوا من منغوليا أو من الدنمارك، ولا حتى من جمهورية جنوب السودان، بل كانوا مسلمين يرتدون نفس رداء رهط الحسين عليه السلام، جبة وعمامة، وكانت لديهم مساجد ومآذن، وكانوا مثل حكام اليوم يصلون ويصومون، وحاكمهم كان يلقب بأمير المؤمنين، بمعنى أن على الأمة أن تطع الحاكم الأموي، بسلطاته الزمنية والروحية، الدنيوية والدينية، وكان يتعين على المسلمين الصلاة خلفه إماما، حتى ولو كان سكرانا، كما فعلها يزيد غير مرة..

   الحقيقة أن يزيدا كان يفعل ما يفعله المسلمين آنذاك، كان يحج، ويؤم الناس بالصلاة، ولكنه كان يفطر على خمر، ويزني أيضا!. فهل في ذلك ضير؟! فسكره على نفسه، وزناه يرتد عليه شخصيا، فما بال الآخرين يحسدونه على نعمة الفحولة؟! ثم أن ما لقيصر لقيصر وما لله لله! ويزيد أمير مؤمنين شرعي بشرعة التغلب بالسيف، بر أم فجر، وطاعته واجبة على البشر والحجر..!

   والحقيقة أيضا، أن الحاكم الأموي سرق دولة الإسلام، التي أنشأها جد الحسين عليه السلام، ودافع عنها أبوه بذي الفقار، وكانت السرقة بعنوان إسلامي أيضا..!

   الحسين عليه السلام لم يخرج ثائرا أشرا ولا بطرا، بل خرج على الأشر البطر، ليعيده هو ومن أنحرف معه الى جادة الصواب..

   مشكلة التاريخ أو فضيلته! أنه يقدم لنا في كل مرة المثال تلو المثال، عسى أن نصحح المسارات الخاطئة؛ لكن البشر ـ ولخيبتهم ـ يتعاملون مع التاريخ كقصة ورواية للتسلية!

    مشهد عام 61 للهجرة تكرر كثرا على مر التاريخ، لكننا كنا نقرأ التكرار ليس في صالح حاضرنا، أو لناء مستقبلنا، بل كنا نقرأه دوما بذائقة الرواية..

   الذين سرقوا منطلقات دولة جد الحسين عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم، حكموا تحت عنوان تلك المنطلقات..

   حكام اليوم يكررون التأريخ وحكايته، ويسرقون ذات المنطلقات، ليتحول الشيعة الى أرجل لكرسي الحاكم، ويضحي التشيع الى مخدة يتكيء عليها!

كلام قبل السلام: قد نحسد الخفافيش على الطيران..لكنا نشفق عليها لأنها عمياء..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-11-08
لكل حاكم درس تاريخ الحكام الذين سبقوه الطالحين منهم واتى بنفس نظريته في الحكم عدى تعدد الابواق منها الشعر ومنابر الخطب الدينيه وسيلته الاعلاميه اما الان المطبوعات والسمعيات والاعلام الماجور الفضائيات وغيرها واغلبها ملك حمودي اقتلوا واسرقوا وجوعوا الناس باسم لانكم شيعة علي ع وهو منكم براء وباسم احزاب شيعيه صلا لاتمت الى اهل البيت بصله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك