المقالات

مواطن على أرض هشة

515 10:01:00 2013-10-28

واثق الجابري

أرضية الإنتماء وتحديد الهوية في الوطن، قاعدة إنسجام منصفة لا تجعل أحد يشك بوطنية الأخر، الهشاشة نتيجة الإنهيار بعد دولة الخلافة وخضوع العراق للمعاهدات الدولية، جعلت المواطن بشكل (أ ) من الدرجة الأولى، او (ب) من الدرجة الثانية، تمنح جنسية التبعية العثمانية للساكن في أرض العراق منذ 681924م، (ب) لمن إعتاد السكن في العراق هو ووالده منذ 2381921م، على هذا الأساس تم إسقاطها من مئات الألاف، ورث مشاحنات وصراعات وفهم مختلف بين الجميع، بعضهم يرى الشيعة صفويين، أخر يرى السنة أمويين او وهابين، ومن يرى الكرد إنفصاليين غيرعراقيين، لكن الجميع شارك في المعاناة، قتل وشرد وهجر وتعرض للإبادة الجماعية.إنحراف العملية السياسية والتخبط والشلل وعدم وضوح محورمنطلقات الساسة, حرك بوصلتهم حسب المكون الإجتماعي الذي ينتمون له، جعلت الستراتيجيات تشوبها الضبابية والإندفاع الخاطيء.الساسة الشيعة: لازالوا يشعرون عقدة المظلومية والتهميش والإقصاء والحرمان، إنكار كان سافر لحقهم في الحكم والمجتمع والجنسية العراقية أحياناً، في غياب الدولة المدنية وصولاً الى 942003م ، بعض الساسة لا يزال يعيش العقدة، يتصرف كمعارض ليس رجل دولة حسب المفاهيم الديمقراطية، هم أغلبية بلا غبار، حاضن للمكونات، لكن عرض الديمقراطية بهذا الشكل، يؤدي الى النفور والرفض من المكونات الأخرى، يشعر المقابل بالتهميش او يتوقع دكتاتورية إستبدادية للأغلبية الشيعية.الساسة السِنّة: لم يدركوا واقع التغيير وتحول المعادلة السياسية، التي كانت تميل لهم بشكل واضح ومجحف على حساب الشيعة والكرد، التي أدت الى دمار البنية السياسية والإجتماعية والإقتصادية. الأعتقاد بعودة الإمور الى سابقها مخالف للمنطق، وتأمل عودة عقارب الساعة الى الوراء يضعف الفاعلية لديهم، يوسع الفجوة مع شركائهم، ينكر الواقع السياسي الجديد مروجاً للعقلية التاَمرية، يأزم العلاقة مع بقية المكونات بضرب التعايش السلمي، من خلال الإرتماء بأحضان السياسة العربية التي لا تملك الإستقلالية في القرار، غالباً ما تكون عرضة للمؤامرات العالمية على حساب الأشقاء، في غياب جامعة عربية تتعامل مع التحولات الأقليمية، إستقطبت أطراف لإبعاد العراق عن دوره الريادي منذ عام 1991م بعدغزو الكويت. التحولات العربية ربما تحمل سياسات غامضة تتطلب التمتع بالحكمة وتبني المواقف الوطنية.الكرد: لهم منطلقات إستراتيجية، من أدبيات إقامة دولة كردية كبرى وحلم الدولة القومية بعد إنتهاء عصرها، ولد نقمه وعداوة الدول الأقليمية مزعزعة أمن العراق وإستقراره، الإيمان بهذا المشروع يقطع الصلة مع المكونات الأخرى، يشعرهم بالإنتماء المؤقت، والدول مثلما ترفض، تقدم الإغراءات بشكل مؤقت مع نقمة ايران وتركيا وسوريا، كي لا يكونوا نموذجاً لأكرادهم. التفكير بهذا النمط يقلل الولاء ويدفع المتطرفين إتباع إسلوب عنيف في سلوكهم السياسي. وعود الدول الأقليمية تقف عند نقاط معينة، لا يمكن أن تضحي بمصالحها لمصلحتهم. المظلومية التي تعرضوا لها تركت الصدمات والأثار، وللتخلص منها لابد التحرر من هذه العقدة، والإندفاع في بناء مجتمع عراقي متعافي متكافيء يعملون فيه شركاء حقيقين.صناع القرار والمستشارون والأكاديميون والخبراء إنزلق بعضهم خلف المكون الإجتماعي، يتحرك وراء عقلية الساسه مندفعاً خلف مسارات خاطئه غير محسوبة العواقب.المواطن العراقي وفياً لوطنه، والأطراف السياسية لا تزال ساعية خلف التقسيمات الأجنبية، وسياسة الطائفية والقومية سلم إنتخابي، أفقدت المواطن حقه المساواة في الإنتماء. الوطن هو الماء والهواء الذي لا يستطيع أن يعيش بدونه مواطن، والجميع في مركب واحد والعبث من أحدهم يغرق العراق. الواقع الجديد يحتاج تعامل إيجابي، ونجاح بناء الدولة متوقف على طبيعة التفكير وتحليل البيئة الداخلية والخارجية، بعد فشل النخب في التوافقات السياسية في الحكم، لا يمكن ان يقوّم الإنحراف الاّ بأغلبية سياسية من جميع المكونات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك