المقالات

قصة الأمس..قصة اليوم..!

637 09:41:00 2013-10-28

 

لا يمكن القول أن الدولة العراقية القائمة، ليست إمتدادا لما قبلها، صحيح أن تغيرا كبيرا قد حصل في الوجوه التي تدير مفاصلها، خصوصا في الصفوف الأولى، لكن ما إن نتطلع في ملامح الوجوه التي تتراص في الصفوف التي تلي ذلك الصف، حتى يتبين لنا أن تلك الصفوف معبأة بوجوه من الدولة التي يفترض أننا نريد بناء دولة مناقضة لها..!

وفي علم الإدارة، فإن معظم القرارات والتصرفات ،لا تتخذها وجوه الصف الأول، فتلك الوجوه يجهز لها رجال الصفوف التالية معظم القرارات، فيتركونها بعضا من الوقت في أدراج مكاتبهم بإدعاء قراءتها وتدقيقها وتمحيصها، لكنهم يقومون بإقرارها والمصادقة عليها كما وردتهم، وتعاد الى من وضبها وصنفها وسود صفحاتها بغية تنفيذها..

وهكذا بالحقيقة لم يتغير شيء مهم من أساليب الإدارة، التي كانت تسير عليها الدولة السابقة، والذي تغير فقط بعض القشور والتسميات..!

هذا الواقع يعني أن الثمن الذي دفعناه لتغيير نظام الدولة السابقة، لم نقبض قبالته سلعة جيدة وجديدة، بل كنا مدفوعين بنشوة التغيير فإشترينا نفس البضاعة البائرة، وهي بضاعة لم تنتج فيما مضى إلا دولة فاشلة، وستنتج دولة أكثر فشلا، إن لم نلحق أنفسنا ونسعى الى إستبدالها..!

وتوصف الدولة بأنها فاشلة، إذا أخفقت في تحقيق وظيفتها الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويصبح حقها في الوجود موضع اختبار أولا ثم موضع انتقاد، الى أن تفقد مبرر بقائها لفقدها القدرة على ممارسة وظائفها، و من نتاج فقدها لوظيفتها؛ أنها تصبح خطراً ليس على مجتمعها وحده، بل على محيطها والعالم.

تبدو الصورة قاتمة بعض الشيء، وأن كانت الآمال ليست كذلك، إذ يكمن خطر الدولة الفاشلة على مواطنيها، بإخفاقها في تنفيذ مفردات العقد الاجتماعي المبرم مع الشعب (الدستور)، و بناء الدولة الجديدة، مازال يصطدم ببقايا فلسفة الدولة السابقة، التي مازالت تلقى رواجا بيننا ليس لصلاحها، بل لأن البديل غير واضح المعالم، وأن ثقافة قرن بأكمله، لا يمكن محوها بعشر سنوات، ويبدو أننا سنشهد حلولا عملية بعمليات قيصرية، لمشاكلنا الناجمة عن إخفاق الدولة السابقة، وبقاء تأثيراتها بيننا...

أننا نمر اليوم بمرحلة تشكل جديدة، ليس من المتوقع في نهايتها، أن تكون دولتنا هي تلك التي يتصورها الكثيرين، فمعالجة المشاكل الموروثة بحكمة، تقتضي صبرا وقبولا بتضحيات وآلام شديدة، إذا أردنا التأسيس لدولة صالحة للبقاء، وإذا كنا نريد أن نؤسس لما يستمر، علينا إعادة النظر باستمرار، بمفردات عقدنا الاجتماعي (الدستور)، للوصول الى صيغة صالحة للبقاء والتداول الطويل، علينا أن نحترم إرادات بعضنا البعض، ومن بينها كل الحقوق الأساسية، وليس من وسيلة أمامنا إلا بعدم إقسار مكوناتنا على مالا تراه مطمئنا لها.

 وكمثال واحد فقط لموضوع البحث، فإن إنشغالات ورغبات الكورد، وهم مكون الشعب العراقي الرئيسي الثاني، فيما يتعلق بقانون الإنتخابات لا يمكن تجاهلها، كما لا يمكن القبول بسقفها الأعلى، ويتعين تطمين إنشغالاتهم بطريقة عملية، لا تنتقص من حقوقهم وإستحقاقاتهم، ولا تسمح بالكسر من رغيف الآخرين..وتلك هي المعضلة..!

كلام قبل السلام: إن الغراب و كان يمشي مشيـة فيما مضى من سالف الأجيال

                      حسد القطا و أراد يمشي مشيها فأصابه ضرب من العقــــال

                     فـأضل مشيته و أخطأ مشيهـا فــلذلك كنوه "أبــا مرقـــــــال"

 

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قيس المهندس
2013-10-28
عن أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الاشتر رضوان الله عليه : ((إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة)). واليوم نرى ان جل كبار المسؤلين من مستشارين في الرئاسات الثلاث ووكلاء وزارات ومدراء عامين والقيادات الامنية هم من البعثية الذين كانوا يعيثون في الارض فسادا واليوم هم مستمرون على الفساد وبالعلن.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك