المقالات

موسم الحج لأمريكا

663 23:23:00 2013-10-22

واثق الجابري

العراق لم يعد بلد يستطيع العيش في دولة قمعية شديدة المركزية تحكمها النخبة, تجاربه تقول إن المركزية لا تقوم الاّ بالنار والحديد, دستورهم الدائم يشير الى أن العراق دولة اتحادية، متفقون على نبذ المركزية الشديدة والتحول الى اللامركزية، حل امثل يضمن العدالة في توزيع الثروات والمساواة بين اطياف المجتمع, والإرادة الوطنية تتمكن من التغلب على الصعوبات والمعوقات والخلاف, من ساسة يمثلون إرادة الناخب يسعون لخدمته, من تفاهمات تحفظ الوحدة وتضمن لأطيافه المختلفة العدالة والحقوق المشروعة، إستقراره مسؤولية جماعية وأستمرارالخلافات يعرض المنطقة برمتها للكوارث والمخاطر وتطبيق مشروع بادين المقترح عام 2004م .كنا نعتقد في الإنتخابات السابقة إن جولات المرشحين في أحياء الفقراء صحوة للضمير وشعور بالخطأ, يرون بأم عيونهم شوارع أسنة يشمون روائح برك الماء وأكوام النفايات, تعلق في ملابسهم تذكرهم مطالب لا تتجاوز عدد الأصابع عجزوا عن تنفيذها, تتقشر أياديهم من مسح رؤوس الأيتام ويسمعون عويل الأرامل, جولات مكوكية لم تقتصر على المدن والقرى والأسواق والمقاهي, تحركات غير مسبوقة في الترحال والتجوال بين مدن العالم نعتقدها بحث مصلحة العراق وجلب فرص الإستثمار والشركات الرصينة, تجلب تجارب الشعوب في الديموقراطية وحقوق الانسان والحريات, ساسة معظمهم عاش في دول اوربية وشرقية وغربية تحترم القانون والإنسان, لم تستثمر الجولات لحلول الخلافات في كل شيء الاّ الإتفاق على ضرر المواطن, دول ينظرون لها بالعدائية تكون صديقة حينما تحقق غاياتهم, امريكا وتركيا وايران والأردن والسعودية وربما نتوسل جزر القمر, يتسابق المرشحون لكسب ودها ودعمها وإن كانت النتيجة إحتراق العراق. اليوم يتسابقون على زيارة امريكا بدعوة من نائب الرئيس جو بايدن, اياد علاوي والبرزاني والنجيفي تسبق لقاء المالكي حيث يلتقي الرئيس الامريكي بارك اوباما بعد اخر لقاء كان في العراق عام 2011م تزامنت مع الإنسحاب الأمريكي من العراق, بايدن مهندس مشروع تقسيم (جو بايدن), سياسي محنك له الدور الكبير في رسم السياسة الأمريكية الحالية, من محدثي بنود (مشروع الشرق الأوسط الكبير), تقسيم العراق أحد الحلول المطروحة للمستقبل السياسي للبلاد في ظل الإنقسامات المنتشرة بين الكتل السياسية. رؤية امريكية لمستقبل المنطقة للإستحواذ على ثرواتها الهائلة, من العراق تبدأ الخطوات الإولى, إشعال النعرات الطائفية والإجتماعية بوجود ساسة لا يعرفون الاّ الخطاب الطائفي لكسب الناخب, تناقض الإستنتاجات التي تثيرها الدوائر الإمريكية لإثبات نجاحها في العراق. تحول بعدها الى نموذج عدم الأستقرار ويعني العودة للإستقرار لا يتم الاّ بالمخطط الأمريكي, بعد تغذيته الصراعات طائفية تماشياً مع المنطقة, تقنع الشعب العراقي بإن المشاكل لا يمكن حلها وتجاوز الأزمات الاّ بالعزل الطائفي, يكون للشيعة والسنة والأكراد في خارطة جديدة ثلاثة أقاليم مستقلة تجعلها اكثر إنسجام. جهات سياسية تتناغم مصالحها مع هذه المطالب تختلف نواياها عن ما تقول.العراق دولة ذات موقع إستراتيجي في الشرق الأوسط تأسست على نهج حكومة مركزية قمعية قوية, ذات موارد طبيعية كبيرة منتشرة تحكمها إرادة نخبة تتسلط بالفوضى السياسية, تقسيمه مع الدول المجاورة ليس مستبعد في مخيلة الإرادات الدولية لتغيير خارطة المنطقة وإضعافها للسيطرة على مواردها. خضوع الساسة الى مصالحهم الضيقة يجعل منه مؤهل للإقتتال وتطبيق الأجندات الدولية, يكونون نخبة بديلة بغطاء ديموقراطي, لكنه بلد عرف بالتعايش السلمي بين مكوناته يحتاج الى شراكة حقيقية وقيادة رجال دولة مؤمنين بالشراكة السياسية قادرين على النجاح داخل العراق, يعودون الى شعبهم وخياراته التي تقف بالضد من العنف والتقسيم, يحملون في طيات مشاريعهم روح الإعتدال والوسطية والقدرة على تغيير الواقع المؤلم. الشعب العراقي عرف إنه لا يناسبه طعام مطبوخ في الخارج

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك