المقالات

ألسجال ألأنتخابي الى أين؟.

374 13:41:00 2013-10-21

حميد الموسوي

عندما اتفقت القوى السياسية الوطنية العراقية مجتمعةً، وأجمعت على العمل بنظام الدائرة الانتخابية الواحدة في أول تجربة انتخابية ديمقراطية حقة، كانت موفقة تماماً بحيث جاءت نتائج الانتخابات مذهلة "وإن تخللتها بعض الهنات" وبرغم التهديدات والرهانات والمعوقات التي حاولت بشتى الطرق إفشالها.. أو تأجيلها! ومما لاشكَّ فيه أن نظام الدائرة الواحدة في حينها كان مناسباً مع طبيعة وظرف المرحلة، ولذا نجحت التجربة الرائدة وبشكل منقطع النظير بالرغم من كونها أول ممارسة ديمقراطية في تاريخ العراق! حيث استطاع العراقيون إختيار ممثليهم بكل حرية، وظهرت أول جمعية وطنية، وأول تشكيلة وزارية دستورية شرعية. وتم الفصل بين السلطات الثلاث وهي منجزات عظيمة لم تتحق في جميع الدول العربية والمحيط الإقليمي رُغم استقرار أوضاعها السياسية والاقتصادية والأمنية. ومسألة نجاح وإخفاق مثل هذه التجارب، وما يكتنفها من سلبيات وايجابيات حالة طبيعية تتعرض لها تجارب العالم برغم تطورها الأيديولوجي ونضوجها السياسي. والنجاح الذي حققه نظام الدائرة الواحدة كتجربة رائدة لا يعني العكوف والتمسك بهذا النظام، كما إنه لا يلغي بقية الأنظمة الانتخابية المتعارف عليها.. والمتبعة في دول العالم. وبما أن المرحلة الحالية قد شهدت تطورات وتغيرات متعددة وخاصة حالة الاستقرار الواضحة في المحافظات.. وكذلك الوعي الانتخابي وتفهم المواطن العراقي وتقبله متطلبات التغيير. واستيعابه لمراحل تطبيق مقتضيات المنجز الديمقراطي، فما الضير في ممارسة تجربة نظام الدوائر المتعددة في الانتخابات؟ إذ في مثل هذا النوع من الممارسات يستطيع الناخب التعرف على مرشحه بصورة مباشرة وكذلك يمكّن المرشح من معرفة ناخبيه عن كثب، كما أن التمثيل النسبي سيكون بصورة أوضح وأدق قياساً بالكثافة السكانية والتي تتفاوت من منطقة الى أخرى أضف الى ذلك تأكيد مشروعية الانتخابات كون الناخب يعطي صوته للمرشح الذي يثق به، ويطمئن الى قدراته في إسماع صوته بينما التصويت لصالح قائمة ربما تضم أكثر من 250 مرشحاً ومن المؤكد إن المواطن لا يعرف إلاّ القليل من الأسماء التي تحتويها القائمة. إذن فالعمل بالبدائل وتجربة جميع أنواع الممارسات الديمقراطية إسلوب متطور من أساليب الممارسة الديمقراطية، خاصة وإن إسلوب العمل بنظام الدائرة الانتخابية الواحدة لم يكن مفروضاً بل كان خياراً قابلاً للرفض والقبول من جميع الحركات السياسية وقواعدها الجماهيرية.وحتى يكون نظام الدوائر المتعددة تجربة ناجحة مضافة وإنجازاً عراقياً فريداً، لابد أن نأخذ في الحسبان مسألة القوميات المتعددة المكونة للنسيج العراقي. فبحكم قلة تعدادها السكاني وتوزيعها الطوبوغرافي ستصاب بالغبن الشديد، أللهم إلاّ إذا وضعت لها خصوصية على شكل نظام مختلط بحيث تُخصص للقومية التركمانية اوالقومية الكلدوآشورية او الآيزيدية أو الشُبكية مثلا.. خمسة مقاعد في الجمعية الوطنية وبعد ذلك يختار أبناء القومية مرشحيهم بكامل حريتهم. وبذلك نكون قد حققنا التوازن وحفظنا حقوق كل مكونات شعبنا الجريح الصابر.وما دام العراق قد كسر طوق العبودية، وتحدى كل قوى الشر والظلام، وما دام العراقيون قد أخذوا على عاتقهم دور الريادة "بما يتطلبه من تضحيات جسام" في سبيل قيام نظام ديمقراطي يحتذى به، فلابد أن يخوضوا التجربة بكل أبعادها.. ويقطعوا الطريق حتى النهاية!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك