المقالات

متحدثا بلغة كان..!..مضى زمن الهزائم..

1458 18:00:00 2013-10-16

 

الآن: كنا على ثقة من أن مشروع القضاء على النظام في سوريا، سيمنى بالهزيمة ولن يحقق شيئا مما تمناه فريق الأشرار.

السبب الأساس وراء هذه الثقة، هو ما أعلنه سيد المقاومة مرارا وتكرارا: (مضى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات).

 لم نكن يوما من أصدقاء البعث بنوعيه السوري أو العراقي، ولا من المتغنين بالقومية العربية, ليس إنكارا للعروبة التي هي منتج من منتجات الإسلام, ولا لقناعة بمثالية النظام السوري, بل لقناعة أن السعي لإسقاطه يأتي لأنه يشكل خطرا على إسرائيل, التي تريد لها أمريكا أن تهدأ وتطمئن وتنام قريرة العين, وأن يحل محله نظام يحقق المطالب الإسرائيلية، أما الديموقراطية وحقوق الإنسان, فهي أشياء لن ينالها الشعب السوري على يد أي نظام قد يحل محله.

الذين حاربوا النظام السوري, وسارعوا للوقوف في خندق ثوار الجاهلية الوهابية المعاصرة, كان بينهم أناس وقفوا في الخندق الصدامي, من أجل حفنة كوبونات نفطية أما الذريعة التي تذرعوا بها لمساندة صدام فهي قوميته العربية, التي كانت في الحالة العراقية مدعومة بالنفطودولار,أما سبب تخليهم عن النظام السوري رغم ذات القومية, فلأنه لم يدفع لهم ولا لغيرهم ومن ثم فلا داعي لتضييع الوقت والجهد, في معركة كانوا يوقنون أنها خاسرة ماليا وسياسيا.

أما عن الدول العربية؛ (راعية الديموقراطيات والربيع العربي والخريف الأسباني), فهي مجرد إقطاعيات تعود لعصور ما قبل الدولة, وهي مجرد شركات متعددة الجنسية تدار من أوروبا أو من واشنطن.

إنها ليست دولا من الأساس, وليس لها علاقة بتلك التي يسمونها ديموقراطية من قريب أو من بعيد.

لذا فالصراع الذي دار في سوريا, هو جزء من الصراع العربي الصهيوني, والحرب التي شنتها تلك الجماعات الإرهابية, هي حرب بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل, وهي امتداد للحرب التي خاضتها نفس تلك الجماعات في أفغانستان قبل أكثر من ثلاثين عاما.

عندما يتعلق الأمر بالصراع مع الصهاينة, فلا يسعك إلا أن تصطف مع من يقف ضدهم، رغم قناعتي أن الانتصار على الصهيونية, لن ينهي أوجاعنا وآلامنا ومصائبنا وخيبتنا وفشلنا, وهي الأشياء التي سمحت قبل أقل من قرن بإقامة هذا الكيان على أنقاض شعب مسلم عربي.

الغريب أن بعض الفصائل الفلسطينية المتأسلمة, اختارت أن تقف ضد النظام السوري الذي دافع عنها وآوى قادتها, عندما طاردتهم الدنيا؛ وهذا يفسر لنا أحد أسباب نجاح المشروع الصهيوني منذ بدئه, ولماذا تمكن من إلحاق هذا الكم من الهزائم, بأمة من ضمن قادتها هذا الكم الهائل من المرتزقة والمنافقين.

الآن تغيرت الصورة, وأضحى لدينا قادة من هذا النوع الذي وصفه ربنا عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة (54).

المتابع للطريقة التي جرى بها إدارة الأزمة السورية في طورها الأخير, يدرك حجم التطور في الأداء السياسي, ومدى القدرة على الاستفادة من موازين القوى العالمية, بالتوازي مع الصمود العسكري في الميدان, مما حقق نجاحا في الإدارة يترافق مع قوة الإرادة, وهو ما افتقده العرب والمسلمون في معاركهم السابقة.

مضى زمن الهزائم وولى, وجاء زمن الانتصارات, ولا زالت الساحة مفتوحة, لبذل مزيد من الجهد من أجل الحفاظ على كيان الأمة ومنع استباحته.

32/5/131016/ تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام فاطمه
2013-10-17
شكثر يعجبني هذا الرجل ياليت يتم احتضانه وتقويته من قبل الشيعه هو عالم العلماء في مصر وواعي جدا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك