المقالات

البصرة مرملة في يوم زفافها

474 13:17:00 2013-10-15

واثق الجابري

في مقالة سابقة كتبت بعد نهاية خليجي 21 مقال بعنوان (خسرنا الخليج لنربح البصرة), كنت أنقل حسرة وألم خسارتنا في تلك الدورة, سنوات كنا نعيش فيها العزلة الدولية والرياضية, لم يقف مع الشعب العراقي أحد وهو يذبح كل يوم, كان من المقرر إقامتها في البصرة ولكن اللجنة المشرفة رفضت ونقلتها للبحرين, تعالت الأصوات وتحركت العواطف وتفجرت البراكين في دواخلنا متهمين العرب بالمؤامرة علينا, والفيفا إتهامناه بالرشوة, ما نعانيه أصبحنا نشكك بالبعيد والقريب, شعبنا يذبحه العدو بأيادي وحواضن الداخل, الجار يبيع جاره والصديق يخون صديقه, مزقنا الإرهاب وإستخدم جميع وسائله الخبثة لتفرقتنا. نبكي حينما تنهي المباراة ونفوز فرحناً بالفوز وحزناً على ذلك الفرح الموحد الفاقدين له منذ قرون, نبكي لأننا لا نعيش مثل بقية الشعوب التي تجاوزتنا في العمران والتقدم وإقتصاد الفرد والسكن والأمن والرفاهية, نعم فرقنا الساسة وجمعتنا الرياضة, نحلم ان نكون مثل تلك الأمم التي لا تفوقنا بالثروات, نطمح أن نقيم الدورة 22 في البصرة, نستقبل ضيوف العراق ونعملهم كرم العراقيين وطيبة أبناء البصرة, كنت اخاف ان يأتون وتكشف عوراتنا ومأساة البصريين, شوارع أسنة وأمن مفقود وماء مالح, شناشيل متهالكة وشباب يجوبون الشوارع بحثاً عن عمل في مدن العراق, الفقر أكل أهلها وهي شريان العراق, تحمل الذهب وتأكل الشوك, لا تحصل من نفطها سوى الأمراض وتلوث البيئة والسيارات التي تزاحم حياتها المدنية, أمل كان يلوح في الإفق أن تكتمل المدينة الرياضية والبصرة بأقتصادها مركز وعاصمة اقتصادية تغذي العراق, تصادمت على أرضها أنابيب النفط والمصالح, ماتت أمنياتها مثل نخليها وقوفاً, ضاع حلمنا لإحتضان دورة الخليج والتطور, المدينة الرياضية رغم إنها افتتحت أمام الإعلام بعد نقل الدورة22 الى جدة, كان تحدي للجان التي نقلتها من العراق وحرمت أبنائه الحلم الكبيرة, لم يصمد المهرجان الاّ ساعات وإنقطعت الكهرباء, إوقفت المباراة وعرفنا أن المدينة من الظاهر لم تكتمل والبصرة مدينة منخورة, وبالعودة الى شوارع مدينة الخير وسلة العراق,مأسي وهموم كبيرة, لا تزال محرومة من الصلاحيات والبترودولار بيد الحكومة المركزية, ولا يزال شبابها عاطلون عن العمل والتعليم متأخر, مدينة تفوق دبي وجدة والخليج بأكمله, غير مؤهلة لإستقبال الضيوف, كيف لها بتلك الشوارع ان تحتضن يومياً ما يزيد عن 100 ألف سائح, المدينة الرياضية وحدها تحتاج 1000 ميكا واط بينما تجهيز البصرة 800 ميكا واط يزاحم السكان إحتياج معامل النفط والبتروكيمياويات. كيف تروي ضمأ الشباب العراقي للأحتفال بتلك العروس المرملة في ليل زفافها, ماذا نقول للسياب والظلام لا زال يحتضن العراق, وماذا نقول لمدينة العلماء والمفكرين والشعراء وهي تعيش الفقر والأمية, كنت أتمنى أن تكون الإستعدادت كبيرة ونرى البصرة بصورة تضاهي العواصم الأخرى المشابهة, بشوارع نظيفة ومشاريع عملاقة وناطحات سحاب ومعابر حدودية متطورة, نفصح عن حضارتنا ويتجول السائحون في أور وبابل والحدباء وسامراء والمراقد المقدسة, يتسوقون من أسواق كبيرة وخدمات متطورة, رسم على الأواني والملاعق والملابس تاريخ أقدم الحضارات, لكننا خسرنا إحتضان الدورة وخسرنا ان نرى البصرة بثوب بهي نجاري به العالم ومورد إقتصادي يدر خيراً على العراقيين.البصرة لا يراد لها ان تفرح ويفرح بها العراقيون, ولا تزال من يوم الجمل الى اليوم مدينة للمؤامرات والحلم بالسلطة إنطلاقاً منها, لكننا خسرنا تنظيم دورة الخليج وخسرنا البصرة أن نجعلها مدينة تليق بخيراتها ويرد الجميل لتضحيات أهلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك