المقالات

حذار أن نخطأ الاختيار

423 19:00:00 2013-10-06

عبدالله الجيزاني

الدول تمر بمراحل مختلفة، لكل مرحلة استحقاقاتها، وتختلف هذه المراحل بحسب الظرف الداخلي والإقليمي والدولي، حيث أن مرحلة التأسيس في العادة تختلف عن مراحل التثبت والانطلاق، وكذا يتحكم الوضع الإقليمي أو الدولي بالية التعامل مع استحقاقة. وعلى هذا كان العراق بعد 2003 يمر بمر بمرحلة التأسيس، وهذا تطلب تصاعد الدعوات لمشاركة المواطن في هذه المرحلة من خلال التفاعل مع العملية السياسية واستحقاقاتها، لذا طالبت المرجعية مثلا بمشاركة واسعة وفاعلة في الانتخابات وقبلها المطالبة بأجرائها، وبعد أن تمت العملية الانتخابية الأولى وتمت كتابة الدستور استمرت دعوة المرجعية تلك، لان النظام في الدولة يمر بمرحلة التثبيت، ولكن تعثر هذه المرحلة وتراجعها في بعض الأحيان جعل المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات أمر في غاية الأهمية، لان أي تكاسل أو مقاطعة في هذه المرحلة الأكيد سيعرض البناء للانهيار والعودة إلى نقطة مادون الصفر، والشعب أكثر معرفة ودراية بمعنى ذلك.ومع كل التبريرات التي يطلقها الشارع في تبرير المقاطعة لكنها لا تصمد أمام حقيقة أن المشاركة بالانتخابات لا علاقة لها بالأداء الحكومي، وان صندوق الانتخابات هو الوسيلة التي يعاقب الشعب من خلالها المقصر ويكرم المنتج، ومقاطعة الصندوق ستحقق العكس، وسيبقى المقصر والفاسد في موقعه لان أنصاره سيدلون بأصواتهم أليه وأمام مقاطعة الأغلبية سيحقق النصاب المطلوب لإبقائه في موقعه. وفي الاستحقاق الانتخابي القادم المقاطعة تعني التخلي عن رسم خارطة البلد لفترة تصل لربع قرن من الزمن، حيث تشهد المنطقة حالة من الاضطراب يقرأها المختصون بأنها ستغير خارطة المنطقة بالكامل، وربما ستلد الدولة فيها دول جديدة، وهذا يعني أن البلد الآن بحاجة لقيادة قادرة على مواجهة هذه الموجه، لديها المقبولية بين كل فرقاء الساحة، وتمتلك حنكة وحكمة تمنحها قدرة على استيعاب الجميع لغرض تجاوز العاصفة التي ستجتاح المنطقة وسيكون العراق في وسطها بلا شك، وان أي خطأ في الاختيار أو ترك المجال لأنصار الفساد بتقرير مصير هذه المرحلة، فمعناه أن العراق سوف يكون اسم ضمن تاريخ المنطقة، وسوف تستحدث دول على أرضه في المرحلة الأولى لتلحقها صدامات ومواجهات بينها، ولذا فأن مقاطعة الانتخابات المقبلة وعدم الاختيار بوعي معناه التضحية بالعراق الموحد، وفتح الأبواب واسعة أمام حالة عدم الاستقرار التي لا ثبات بعده لأكثر من ربع قرن كما أسلفنا، وعليه فان الاستحقاق الانتخابي سوف يكشف حقيقة كل أبناء الشعب، ويعبر عن مدى صحة الشعارات التي تطرح من قبل البعض، فلا يمكن لوطني أن يرضى لوطنه أن تُقطع أوصالة، وكذا لا يمكن لمؤمن أن يسمح لوطنه أن يتحول من بلد واحد إلى ساحة تستباح على أديمها دماء أبناء الوطن الواحد لتحقيق أغراض وأهداف الصهيونية والاستكبار العالمي، ومن هنا تبرز خصوصية المرحلة المقبلة، فكما تفاعل الشعب وشارك في مرحلتي التأسيس والتثبيت، مطلوب مشاركة واعية لمواجهة مخاطر انعكاس ما يحصل في الإقليم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك