المقالات

حكمتك يا حكيم..!

621 16:39:00 2013-10-06

 

طالما سمعنا من الإخوة الصوفية في مصر وبلاد المغرب العربي عبارات مثل: مدد يا سيدي، ومدد يا مولانا. وهي عبارات يرددونها عادة عند قبور الأولياء، طلبا للعون عند الخالق من أولئك الأولياء، وان يمدونهم بالبركة والرزق والعافية والحفظ وما الى ذلك.

ونحن في واقعنا الأمني المتردي، أصبح الشعب العراقي على قناعة بأن يدا غير يد الغيب، ربما لن تمتد لنجدتهم! فهم ليسوا كغيرهم، ولا نقول أنهم براغماتيين، وإنما هم يؤمنون بأن الابتلاء حق على المؤمن. فهم يبحثون عن حلول عملية للخلاص مما يمرون به من ويلات، ووجدوا أنفسهم وقد ابتلوا بحكومة غير كفئة، جثمت على صدور العراقيين لدورتين انتخابيتين وتسعى الى الثالثة!.مع أنها ليست في العير ولا في النفير، فلا خططها الأمنية نافعة، ولا دبلوماسيتها مع الدول المجاورة المصدرة الارهاب بمجدية، ولا كرمها البرمكي مع الأردن وجزر القمر بمفيد..والمتضرر الوحيد هو الشعب العراقي!.

فمن أين ياترى يطلب الشعب العراقي المدد؟!

تعالى عز وجل يقول: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

والحكومة انتخبها الشعب!.والأولياء ليس لديهم إلا الشفاعة، والشفاعة لمن ارتضى الله عز وجل، والله تعالى لا يغير ما بقوم، فيعود الأمر الى الإنسان ذاته..وإذا بنا ندور في حلقة مفرغة.

إذن فليس هنالك من مخرج للعراقيين سوى حكمة حكيم!

وهنا سيثار تساؤل: ما هي حكمة الحكيم؟!

تعالوا معي لنتعرف على حكمة الحكيم:

في عام 2003 بعد سقوط الصنم، فشت ظاهرة سرقة أموال الدولة – الفرهود أو الحواسم – حيث أخذ البعض بنهب الممتلكات العامة. وعند ذلك انبرى رجال الدين، وصدرت العديد من الفتاوى بتحريم سرقة تلك الأموال. وبسبب إنهيار مؤسسات الدولة، لم يجد الناس سبيلا الى إرجاع تلك الممتلكات، إلا بتسليمها الى الجوامع والحسينيات، لكونها المؤسسات الوحيدة التي بقيت قائمة بعد سقوط النظام، وكذلك للترابط بين فتاوى التحريم التي صدرت من العلماء، وبين المساجد والحسينيات كونها تابعة للجهات الدينية. وهكذا قام الناس بمختلف المناطق بتسليم المسروقات الى متولي ومشايخ المساجد والحسينيات.

وهنا ظهرت حكمة الحكيم! ..

 ففي خضم تلك الأحداث؛ دعا سماحة السيد محمد باقر الحكيم، أئمة الجوامع والحسينيات المرتبطين بمؤسسة المجلس الأعلى، الى القدوم الى النجف الأشرف لحضور اجتماع مهم!.وفي ذلك الاجتماع تحدث سماحة السيد الحكيم عن ظاهرة الحواسم، ووجه أئمة المساجد الى عدم استلام المواد المسروقة من الناس! وعلل ذلك برؤية سديدة، إذ تحدث إليهم قائلا: انتم ما زلتم في بداية مسيرتكم في الدراسة الحوزوية، وغالبيتكم من محدودي الدخل، وأخاف عليكم من إتباع هوى النفس والوقوع في شباك الشيطان بسرقة تلك الأموال!.

وحينها كان ذلك الطرح غريبا بعض الشيء! لكن ما كان  لإولئك المشايخ إلا السمع والطاعة لإرشادات قيادتهم، وبالفعل بعد أن تم تسليم المسروقات الى الجوامع والحسينيات، قام الكثير من متعهديها بسرقة تلك الأموال والممتلكات ووضعت في جيوبهم وأرصدتهم.

أما أتباع الحكيم فقد أنقذتهم حكمة الحكيم! وقدر الله وما شاء فعل.

ففي مثل هذه المواقف تظهر حكمة الحكماء في استباق الأمور ووضع الحلول قبل حلول المصاب والنكبات.

بعدها استشهد ذلك الحكيم وخلفه حكيم آخر، وهو سماحة السيد عبد العزيز الحكيم.

وفي مطلع عام 2005 استجدت بعض الأمور ونزلت بالعراق مصائب جديدة، حيث اخذ الإرهاب ينتشر في مناطق بغداد قادما من الفلوجة والموصل ومناطق أخرى.

وضاقت الحكومة ذرعا بالتصدي لموجات الإرهاب، وهناك انبرى سماحة السيد الحكيم ليضع بين أيدينا حلين بدلا من حل واحد!.

احد الحلول كان حلا استبقيا قدمه سماحته قبل حدوث موجات الإرهاب، وهو إقامة إقليم الوسط والجنوب.

والثاني قدمه في بداية فترة انتشار الإرهاب وهو تأسيس اللجان الشعبية لحماية المناطق السكنية من اختراق فلول الإرهاب.

إلا أن الحكومة لم تتقبل عروض سماحة السيد ولم تستجب لنداءاته، والشعب كان غافلا غير واعيا لأهمية تلك الحلول.

ولكم أن تتصوروا فيما لو تم تأسيس الأقاليم منذ ذلك الحين، كيف كانت اليوم أحوال محافظاتنا في الوسط والجنوب، ومقدار التقدم الأمني والعمراني والتنافس في شتى الميادين التي تخدم الوطن والمواطن.

وفيما لو تم تأسيس اللجان الشعبية لكفتنا مئونة الأجهزة الأمنية الفاسدة والفاشلة، والتي أثبتت فشلها بتصاعد التوتر الأمني والتفجيرات التي أصبحت شبه يومية. وطوال تلك السنين لاكتسبت تلك اللجان خبرة واسعة في تأمين مناطقها وتجفيف بؤر الإرهاب وخلاياها النائمة وبالتالي القضاء على الإرهاب. والمصيبة انه بعد التي واللتيا وبعد إن خربت مالطا،  قامت الحكومة بتأسيس مجالس الإسناد والصحوات، والتي كان جل أفرادها من المليشيات والإرهابيين الذين كانوا يقاتلون الأجهزة الأمنية،  فما حدا مما بدا؟!.

واليوم نجد ان الشعب يطالب بالأقاليم وتأسيس اللجان الشعبية لحماية المناطق السكنية لإيقاف انهار الدماء التي تراق يوميا على يد زمر الإرهاب.

ولسان حال العراقيين يقول : حكمتك يا حكيم!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قيس المهندس
2013-10-11
اقدم خالص امتناني الى استاذنا الفاضل قاسم العجرش واهدي مقالي البكر الى حضرته. فقد كان كعادته مع طلبته, الاستاذ الكريم والاب العطوف. اسأل الله تعالى ان يوفقه لكل خير وان يجنبه كل مكروه وان يزداد سموا على سموه ورفعة فوق رفعته انه سميع مجيب. كما اقدم شكري وامتناني الى الاخوة في ادارة وكالة انباء براثا لنشرهم مقالنا وان شاء الله الى مزيد من النجاح والتفوق للوكالة.
زيد مغير
2013-10-07
صحيح كل ما جاء في مقالك يا اخي الكريم قيس . وللاسف صدرت فتاوى بشان الحواسم بان ( خذ ما تريد من الحواسم وخمسها وتحل لك) ولا ادري من اي جاهل صدرت تلك الفتوى ؟ اما بشان اقليم الوسط والجنوب فقد عارضها مقتدى الصدر بقوله كيف تكون هنالك فيدرالية مع الاحتلال وها نحن نعاني من الاعتلال بعد الاحتلال . صدق السيد اية الله العظمى ابي القاسم الموسوي الخوءي في قوله . عيبنا في جهالنا ، وبسبب الجهل ندفع الدماء ويتشفى بنا الاعداء ، اللهم لا منجى منك الا اليك .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك