المقالات

الخدمة والسلطة

575 09:24:00 2013-10-04

عبدالله الجيزاني

عقود من الزمن عاشها الشعب العراقي تحت نير الظلم والديكتاتورية، عانى خلالها من التهميش والتجهيل وسواهما، وفي عين الوقت لم يهن ولم يستكين أمام سلطة البعث الغاشمة، فقد سطر ملاحم وأمجاد في مواجهة الطغيان والهمجية، وقد برز هذا بوضوح لدى الأغلبية والكورد، وبعد التغيير ودخول القوات المحتلة الأراضي العراقية، تقبل الكثير من أبناء الشعب الأمر على مضض ، رغم العلم المسبق أن تلك القوات جاءت محتلة وليس فاتحه، لكن وعلى طريقة ( شجابرك على المر..).توقع الشعب أن يلتقط أنفاسه ولو لفترة مؤقتة، لحين المواجهة الآتية التي لا ريب فيها، وتم أطلاق العملية السياسية في العراق، وكانت بدايتها تحقق الأقل من طموحات الشعب، ناهيك عن وجود بصيص أمل بتطويرها لتستوعب معظم تلك الطموحات، وكان المشروع الوطني ينمو بوضوح، وشكلت القوى الممثلة للأغلبية ائتلاف قاد بكفاءة العملية السياسية، وقطع أشواط كبيرة باتجاه الأعداد للمواجهة مع المحتل على الصعيد السلمي، وأيضاً كان من الممكن خوض المواجهة العسكرية في حالة إصرار المحتل على البقاء، لكن وفق ظروف أكثر مناسبة وملائمة لتلك المواجهة.لكن بعد عام 2006 تقريبا تغيرت الأمور باتجاه الانحدار والانهيار وأصبح المشروع الوطني في حالة تراجع، لعدة أسباب أبرزها الانفراد وحب السيطرة وتهميش مكونات الائتلاف لبعضها، مما جعله يمثل أحزاب أو حتى شخوص على حساب أغلبية الشعب العراقي، وانشطر الائتلاف إلى قائمتين في حالة عبرت بوضوح عن الجهل بالهدف من تشكيل هكذا ائتلاف، والغاية الأسمى منه، وهي حالة ردة انعكست بشكل كبير عن المسار الذي كانت الأغلبية تمني النفس فيه، وغدى مشروع الخدمة الذي كان يرفع مشروع سلطة، لا يختلف كثيرا عن ما سبقه من نظام حكم، الآمر الذي أصاب الأغلبية بحالة من اليأس أدت إلى تراجع التفاعل مع مجريات العملية السياسية، وكانت ابرز نتائج ذلك وضوح هي نسب المشاركة المتدنية في الانتخابات المحلية، وأيضاً التذمر الذي ساد الشارع الشيعي، وانعكس على مذهب التشيع برمته، حيث تناست الطبقة السياسية التي تمثل الأغلبية أن تشكيل الائتلاف كان لتمثيل الأغلبية وإعادة حقوقها المغتصبة منذ عشرات السنين، ولم يكن ائتلاف الغرض منه تحكيم الأحزاب أو الشخوص، وتَنَعم البعض بخيرات العراق بفضل أصوات الشيعة، وهذا ما حصل، والآن أصبحت الأغلبية أكثر المكونات تشرذم وضياع، في ظل صعود طبقة من الانتهازيين والفاسدين مقاليد الأمور في الطبقة العليا من الحكم، وهذا يؤكد أن الأغلبية الآن بحاجة ماسة إلى البحث عن مشروع جديد تكون الخدمة عنوان أساسي له، ويرفع عنوان واضح وليس شعار من خلال برامج مكتوبة، تتم مراقبتها بشكل دقيق من الشعب والطبقة المثقفة الواعية، وإلا فان المشروع الوطني لا يمكن أن ينموا أو يتقدم للأمام، وأما ردود الأفعال الغير منتجة فلن تؤدي إلا إلى المزيد من الانهيار والتراجع، مع الأخذ بلحاظ أن التاريخ يحدثنا عن استغلال الانتماء لمذهب التشيع في صناعة إمبراطوريات لأشخاص أو قبائل، وتاريخ بني العباس واضح وشاهد، ويشابه بشكل كبير ما يمر به العراق اليوم....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك