المقالات

الهدى لمن استهدى

373 09:20:00 2013-10-03

د.فراس الكناني

في عصر العولمة , وعولمة العصر, كثيرة هي النظريات والتجارب انتهجها الساسة عند تولي زمام الأمور , بها ارتسمت أساليبهم الخاصة والعامة , المعلنة والسرية , على أساسها اتخذت قراراتهم البناءة والهدامة, النافعة والسامة, في أضوائها ارتقت أمم , واندحرت دول عبر تاريخ طويل بمعترك مؤلم ودامي في أحيان كثر..احتوت الخارطة السياسية بلدان من عالم أول تتصدى للقرار, تتحكم بمصائر الشعوب, ودول عالم ثاني متطورة صناعية, قادرة ماديا تساند الدول الأولى, فدول عالم ثالث أما تمتلك ثروات ولكنها لا تمتلك قدرة توظيفها او معوزة متأخرة..على هذا السياق يكون القرار, وتستغل الثروات فتنتقل الأيدي العاملة وتعمل الشركات المتعددة الجنسية, بأجندات مسبقة لتحقيق غايات مبيتة , بلا عدالة , بتعسف وجور, وفق مبادي رنانة, أحلام لا تتحقق ..الأمر الواقع , العالم قرية صغيرة, لا تخفى فيه كل صغيرة وكبيرة , وسائل الاتصال مُشاعة للفرق وكل فرقة تعزف ما تشاء من لحن, تبث ما يتوافق مع مصالحها متناسية إن الإنسان أسمى أهداف الوجود, سخر الله له ما في السموات والأرض, ومن اجله بعث الأنبياء والمرسلين, وكرم العلماء والعاملين في آيات وكتب, كان أخرها القران الكريم الكتاب المعجز الذي انزله على سيد المرسلين محمد (صلى الله عليه واله وسلم ), ومنه رسم نبينا الكريم نظام الحكم المدني,الذي استقطب القبائل تحت ظل واحد هو ظل ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) بعد أن كانت متناحرة يغزو بعضها بعضا كقوله تعالى "...وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ..." (سورة ال عمران الآية 103),فكانوا طرائق قدد , ليؤسس منهم الدولة المدنية وليجعلهم امة..وبتأييد من الله أوصى نبينا الكريم الأمر من بعده لأمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي( 13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 28 فبراير 661 م) إماماً وخليفةً للمسلمين، في خطبة الغدير, فعن الإمام جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟ ... فيقوم أمير المؤمنين ( عليه الصلاة والسلام ) ، فيأتي النداء صريحا من قبل الله عز وجل : يا معشر الخلائق ! هذا علي بن أبي طالب، خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ..." ليستمر في نهج الحق حاكما بالعدل لم يعرف تاريخ الإنسانية أحدا بعدالته, هو مثال في عالم البشر بثوب أنساني تطبيقي, فكل مجتمع أو جماعة أو قائد مناد بالعدالة يريد الحرية ، يأمل في تكوين مجتمع يقوم على أساس القسط والعدل ، يضع عدل علي وفضائله ( عليه السلام ) نصب عينه ، ويتخذه قدوة في برنامجه الذي يسعى إلى تطبيقه..فالتبحر في شخصيات عظيمة كعلي بن أبي طالب ( عليه الصلاة و السلام ) أثبتت الدراسات فاعليتها في توحيد الصفوف والخروج من الصعاب حاجة ملحة ... إن أخطاء النظريات السياسية كالشيوعية والرأسمالية والتقدمية والقومية, وما نتج عن اقتباساتنا الغير مدروسة لتجارب الآخرين من تبعية, وظلم, ومشاكل اقتصادية ... تدفعنا للبحث من جديد عن حلول ناجعة من تجارب سابقة, للنهوض بالواقع الإنساني, من حضيض المادية, تفرد الوجودية, والخوف من الأخر, وضع إمامنا علي بن أبي طالب ( عليه الصلاة و السلام ) سياسة شاملة في جوانب الحياة المختلفة, هو برغم اهتمامه بالتنمية الإنسانية, وعملية نشر التعاليم الربانية, من طريق تأكيد العلم وإبراز دور التعلم في الارتقاء بالإنسان, عنى بالجانب الاقتصادي, شجع التجارة و الزراعة, ووزع الثروات بالقسط وأجزل العطاء, رعى الأيتام وكبار السن , وعوض النساء الثكالى في مؤسسته الاجتماعية فقضى على الفقر في جو من التكافل وحفظ الحقوق, فمن حكم مثله بعد رسول الله ؟ إن الإفادة من حكم الدولة في عهد الإمام علي مشروع ريادي للعودة للطريق القويم الذي من شانه السمو بمنزلة الإنسان من جديد, انه تجربة فريدة ونظرية أصيلة لا يختلف عليها الأعداء والأصدقاء يمكن توظيفها وبناء البرامج الشاملة في المجالات الحياتية المختلفة, فمنه تعلمت الأمم العدل واقتبست الفضائل , وهو الذي قال : " سلوني قبل ان تفقدوني " , علي مع الحق والحق معه إن قام وان قعد هو نور وهدى لمن أراد إن يهتدي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك