المقالات

لماذا يريدون تمزيق جسدي المتعب ؟

665 18:16:00 2013-09-27

هادي ندا المالكي

لازالت صور الموت والرعب والخوف والتهديد التي تركتها تداعيات أحداث العنف الطائفي في الأعوام التي امتدت من عام 2005 وحتى عام 2007 شاخصة للعيان ولازالت أثارها باقية لم تتمكن السنوات التي أعقبتها من محو أثارها والتقليل من مرارتها وأحزانها ولازالت جراح فقد الأحبة وترك المنازل وقتل الإخوة والجوار والتعايش السلمي أسوء الإصابات في جسد ولحمة الشعب العراقي.مرارة الأيام السابقة عادة الى الواجهة من جديد وبثوب تعودت على الظهور به وهو القتل على الهوية وتهجير العوائل وترك رسائل التهديد وكأننا في مساحة مليئة بالألغام ما ان ترفع قدما وتحط أخرى حتى تفاجأ بانفجار هذه الألغام الطائفية الحاقدة موزعة هنا وهناك وبطريقة توزيع قطع الشطرنج بينما تكون الدولة في كل مرة مع أجهزتها الأمنية في حالة سبات تستفيق عادتا بعد فوات الاوان وبعد ان نكون قد خسرنا مساحة كبيرة من علاقاتنا وإخوتنا وتماسكنا ولحمتنا الوطنية وبعد ان تكون الدماء قد سالت وانتهكت الحرمات.وقد يكون الجانب المؤلم في مثل هذا الاستهداف هو انه الاسوء على الوضع العراقي الداخلي لانه يضرب الجميع بالصميم وله نتائج سلبية كبيرة على الاوضاع النفسية والصحية والاجتماعية والعشائرية والاسرية ،وقد يكون اكثر هذه الاضرار هو تهديد وحدة ومستقبل البلاد بسبب ان هذا التهديد له تداعيات انية وبعيدة المدى بل ان أثارها لا يمكن ان تنمحي ابدا ومن هنا تكمن الخطورة لان هذه الآثار ستكون مفتاحا في كثير من الأوقات لإشعال الحرائق المتبادلة.ان تهديد الأمن والسلم الاجتماعي للمجتمع العراقي لا يتوقف على جانب واحد في المعركة الإرهابية التي يشهدها وطني الغالي بل تتداخل فيها لغة العنف والتهديد من على منابر السوء والقتل على الهوية وتفجير المفخخات والعبوات الناسفة والانتحاريين واستخدام الكاتم ويدخل في هذه المعادلة الإجرامية أيضا سوء إدارة الدولة والتدخلات الخارجية والارتهان الى الأجنبي وغياب برامج التوعية والتأهيل الثقافي المجتمعي والسلمي.ان استمرار الاستهداف الطائفي وتغذيته من قبل منابر الإرهاب ودول الجوار وقصور الرؤية لدى الكثير من الكتل السياسية المشاركة والمساهمة في إدارة الحكومة والعملية السياسية له عواقب ربما لا تنهي الا بتمزيق وحدة العراق وإضعافه واستباحته من قبل دول الجوار والدول الإقليمية والعالمية ،لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن والاكثر الما هو من الطرف المستفيد من هذا التمزق والضعف والجواب هو انه في كل حالة مماثلة تكون الأطراف المتضررة من التغيير هي الإطراف الأكثر سعيا الى إشاعة الفوضى وإشعال نار الفتنة الطائفية خاصة في بلد متعدد الطوائف والأعراق لهذا فان البعث ألصدامي والمجاميع الارهابية المرتبطة بدول الجوار العربية هي الأطراف التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة الى أمرين الأول إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل عام 2003 والأمر الثاني وفي حال عدم تحقق الامر الول السعي الى تمزيق العراق وقتل كل ما له صلة بالحياة والوجود وهذا ما يحدث بالضبط.ان أكثر ما يؤلم جسد العراقي هو هذا التشظي والتمسك بخيار الانكسار والمصالح الحزبية والشخصية وعدم الشعور بالمسؤولية ولو ان الجبهة الداخلية رصت صفوفها ووحدت مواقفها لقلنا ان في اخر النفق يوجد الفجر الا ان وجود التحديات الخارجية وتكالب الإرهاب وتمزق الجبهة الداخلية كلها عناوين توصل العراق والعراقيين الى قلب الهاوية وليس الى حافتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك