المقالات

من دق بابنا :

448 21:26:00 2013-09-23

د. فراس الكناني

علمتنا الحياة أن لكل كائن نهاية , وقال تعالى :"كل من عليها فان " , وفي العراق تعلمنا أن لا نفرح بما هو ظاهر ؛ فقد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .عندما حاربنا الدولة الجارة كان الظاهر أنهم هم من اعتدوا علينا , وان أبناءنا يتساقطون لأجل الحفاظ على ارض الوطن , وجاء يوم النصر المبين ليتبين لنا انه لم يكن هناك من سبب حقيقي لحربنا إلا الحفاظ على مصالح أمريكا واليهود في المنطقة , وان ضحايانا في الحرب و هي لتمزيقنا من الداخل بمخطط خبيث , هدفه إضعاف تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران , ووضع العراقيل أمامها ؛ وتنازل العراق من جديد للإرادة الخارجية , ليقودنا النظام في جولة أخرى غير مخطط لها , او ربما مخطط لها!! فقد سبق للقذافي أن صرح وهو يصف نفسه وزملائه من الحكام العرب " أننا كلنا عملاء" !!! , فقد تكون مرحلة ضمن سلسلة مفتوحة لتدمير معاني الآباء والشموخ العراقي , وتركنا أمثولة لدول العالم الثالث المتطلعة للتحرر من سلطة الهيمنة والقرار الأجنبي .دخل النظام المقبور الكويت أشرا بطرا , ليزرع فينا الباطل , ويبيح الحرمات ,في حرب الخاسر الأكبر فيها الشعب العراقي, وتسارعت دول الظلام التي سوغت لحاكم العراق الأوحد دخول الكويت المحافظة رقم 19 لضربه, وتدمير البنى التحتية في عمل تعسفي إجرامي , وألقت من القنابل والصواريخ وأحرقت من الآبار والوقود ما لا يمكن إصلاحه بسهولة في محاولة لإرجاع العراق إلى العصور الوسطى , وأبدعت بحصارها الجائر على أبناء الشعب العراقي , ورعت فيه قيم التطرف والإرهاب التي مهد لها من فترة طويلة , على وفق ( مبدأ فرق تسد ), ليتبناها بعض ذوي النفوس المريضة في محاولة للسيطرة والنفوذ , وجاءت حرب (التحرير )كما يحب لهم وصفها , لتستكمل جرائم الغرب , والأشقاء ! اتجاه أبناء الوطن الواحد , استعملت أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا , والرؤوس الحربية التي تحمل اليورانيوم المنضب ليكون حجم ما تم إلقاءه, كما أكد باحثون أجانب أكثر ب8 مرات عما ألقي على هيروشيما ونكازاكي , في محاولة للإطاحة بنظام صدام كما زعموا !!!!!!! ألا نعقل ؟ ؛ أي نظام هذا الذي يدمرون من اجله حاضر ومستقبل شعب وبلد ؟ وبأي جرم وجريرة ؟ .ونتيجة أعمالهم الوحشية انتشرت الأمراض السرطانية والتشوهات الولادية , في محافظات العراق كافة وخصوصا في البصرة ,وميسان , والنجف, والحلة, والفلوجة , بكارثة حقيقية يندى لها جبين الإنسانية , ترفضها الديانات السماوية ,في قصة لم تنتهي أنما ازدادت بشاعة الأمر بتشجيعهم للفتنة الطائفية, وانتشار الفكر المتشدد , الذي جاء ليستكمل كل وحشي , وحشية , ليزيد ما هو دني فظاعة , ليبح (قطع الرؤوس, أكل لحم البشر, اغتصاب النساء , غنيمة الأموال... ), في جو من الفرقة السياسية , والتضاد الفكري , مشحون بمد إقليمي سام , حتى أصبح العراق مهد الحضارة , يواجه كل يوم هولاكو حاقد جديد , يريد زيادة تلويث العراق , وخراب بغداد العاصمة الرمز، ضمن هذا السياق سبق ووضعت مؤسسة (ميرسر) العاصمة بغداد في أسفل درجات السلم العالمي للعواصم النظيفة، لتحافظ على الترتيب الأخير للعام الرابع على التوالي، وكانت في التسلسل (221) وعدّتها المؤسسة من أقبح مدن العالم وأكثرها بشاعة بعد إن كانت قبلة الدنيا ومصدر إشعاعها الفكري .أفما حان الوقت لنعي حقيقة الأمر؟ , لنعود لفطرتنا أخوة متحابين , في جو من التوافق الشعبي يجمعنا أولا, يوحد كلمة كل وطني شريف يتصدى للسياسة, ويفرض من قبلنا فرضا على كل مخرب تابع للسياسة الخارجية .نحن تربينا على أننا عراقيون أفراحنا مشتركة , أحزاننا واحدة , أما إن الأوان ليعود أطفالنا إلى مدارسهم يقرءون :" دار دور ... من زارنا... ", ونحن مطمئنين عليهم ؟ , أما إن الأوان ليطرق بابنا طارق خير يعيد الأمل ألينا ؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك