المقالات

مظاهرات وطنية وأخرى طائفية

505 14:30:00 2013-09-05

عدنان السباهي

إن الشعوب التي لاتقبل الضيم دائما تثور على الظلم ومن هذه الشعوب الشعب العراقي ، وعلى مدى التاريخ المعاصر في أيام الاستعمار البريطاني وما حدث من مظاهرات وكان أبرزها ثورة العشرين التي اشترك فيها المراجع وعامة الشعب وخاصة في الوسط والجنوب ، والمظاهرات التي حدثت في سنة 1924 ضد ضم ولاية الموصل لتركيا وإنها من ضمن العراق ولايمكن التنازل عنها ، وفي عام 1948 حدثت مظاهرات عارمة ضد معاهدة بور تسموث بين العراق وبريطانيا أيام صالح جبر، وفي نفس العام اندلعت مظاهرات وطنية تدعوا للمشاركة في حرب فلسطين ورفض قيام دولة إسرائيل في فلسطين ، وفي العام 1956 حدثت المظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر، وما تبعها عندما تسلم الحكم القومين والبعثين لم تكن مظاهرات بالمعنى الحقيقي باستثناء التأيد الكبير من الشعب للمرحوم عبد الكريم قاسم من الشعب وخاصة طبقة الفقراء والمحرومين، لكن ما تبعها من مظاهرات البعث كانت مخطط لها ويتم إخراجها مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب أو باستحمار الشعب .انطلقت قبل أشهر في المحافظات الغربية تظاهرات متمثلة بالمكون السني مدفوعة من أناس ركبوا موجة الطائفية ضنا منهم تتحقق أهدافهم من خلالها ، التي تم رسمها في بعض الدول المجاورة ، التي لاتريد خيرا للشعب العراقي ولا ترغب باستقراره ، وقد انكشفت هذه المظاهرات والاعتصامات من خلال شعاراتها الطائفية وعدم احترامها للدستور والعلم العراقي ، وهي طالبت بإسقاط العملية السياسية برمتها وتم رفع صورة اوردغان وعزة الدوري ، وفشلت لأنها سلمت أمرها إلى رجال دين طائفيين وذلك من خطبهم الطائفية التي وصفوا اغلب الشعب العراقي بنعوت وأوصاف غير مقبولة ومنها الخنازير ، والصفو ين ،ودائما كل قومية تعتز بلغتها الأصلية كما هو حال الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى تحافظ عليها بالرغم من سياسة التعريب من الدراسة إلى الأوامر الإدارية والكتب الرسمية ، لكن الشيعة العراقيين لايعرفون كلمة فارسية واحدة فإذا كانوا صفوين على الأقل احتفظوا بلغة أجدادهم!!، باستثناء من شردهم صدام إلى إيران وهم يتكلمون بها فقط ولم يمنحوا الجنسية بالرغم من بقائهم هناك أكثر من عشرين سنة!، وأثبتت الدراسات التاريخية ان أهل الوسط والجنوب هم أحفاد السومريين يعني سكان العراق الأصليين ، وان ما يؤسف له اعتلاء منصات التظاهرات من قبل القاعدة تحت نظر شيوخ العشائر ورجال السياسة المشتركون في الحكومة الحالية ،والذين يقتلون على الهوية ويفجرون في مدننا يوميا ومن دون أي رادع أو إدانة ، وإذا تم اعتقالهم يتم إطلاق سراحهم نتيجة لصفقات سياسية ، ويتم قتل الجنود والشرطة في المدن الغربية وكأنهم أعداء وليس عراقيين، ونرى اليوم في مصر مواطنين مصريين اعتدوا على الجيش المصري تم إصدار حكم المؤبد بحقهم.وقبل أيام قليلة قامت نخبة من العراقيين الوطنين ومن الطبقة المثقفة ومن باب الحس الوطني والشعور بالمسؤولية ومحاسبة المقصر في حق الشعب ومن هذا التقصير ، رواتب الرئاسات الثلاث وتقاعد نواب البرلمان الذي يبلغ مبالغ خيالية حتى أصبح اغلبهم رجال أعمال متنفذين يقودون شركات ويشترون عقارات في دول أجنبية وعربية ونصف الشعب يعاني من نقص الخدمات وشظف العيش ، نحن نتساءل من وضع هذه الرواتب والمخصصات، هل وضع نصب عينه مسالة الحلال والحرام عند إجراء تلك الحسابات ، وفي أي دين أو شريعة تقر تلك الرواتب الخيالية ، أم هو مال سائب ويغترف منه السارقين من دون حساب ورقيب، إن راتب المواطن العادي لايشكل حجما قياسيا بالبرلماني فان نسبة2% بالمقارنة لتقاعد المواطن المهموم ، فانطلق التيار المدني الحر المطالب بالحرية والعدالة والمساواة ونيل الحقوق والرفاة الاجتماعي ، بمظاهرات كبيرة في بغداد وجميع مدن الوسط والجنوب ، لكن مع الأسف أصحاب المظاهرات الطائفية في المدن الغربية لم يتظاهروا في مثل هذا اليوم بالرغم من إن الشعارات وطنية والمطالب تشمل الجميع ، ونفس الشيء بالنسبة لمحافظات الإقليم الكردستاني ، أما أن المظاهرات لاتحدث في بلدهم وإنهم ينتمون لبلدان أخرى وان ما يحصلون عليه من العراق والحكومة الحالية هو مغنم وليس حقوق مواطن!، فالواجب على من يدعي الوطنية أن يساندها ويدعمها أين ما تكون في ارض العراق وليس الوقوف مع السارقين لان عقاب الله والتاريخ سوف لن يرحمهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك