المقالات

الدين اصل السياسة

652 13:20:00 2013-09-05

حسين الركابي

منع النظام العلماني الفرنسي في القرون المنصرمة كثير من الممارسات الدينية، وقد رسخ في اذهان المجتمع الفرنسي آنذاك فكرة المشروع العلماني الكبير فصل الدين عن السياسة والتعليم والحياة المدنية. فقد شرعت فرنسا قوانين تدين من يرتدي القبعة اليهودية، وغطاء الراس، والصلبان المسيحية في الاماكن العامة، او في اروقة الدولة مثل الدوائر الخدمية والصحية والتعليمية، وقد سنت قوانين تقضي بالعقوبات الصارمة بحق من يمارس تلك الطقوس الدينية والمتوارثة عبر الرسالات السماوية، وتمحورت نظريتها حول ثلاثة مفاهيم.الامر الأول: خرافات الكنيسة واستبعادها من التحكم بشؤون الدولة والحياة العامة للمجتمع الفرنسي، والاعتماد على العلوم التجريبية والمكتشفة من الطبيعة التي يكتشفها الانسان خلال بحثه وتطوره في الحياة. الامر الثاني: ابعاد الكنيسة عن الحياة السياسية والتعليمية والاقتصادية، ولا يحق لها إن تمارس دورها في كافة المجالات الحياتية ما عدا التعبد في الدير والكنيسة فقط. الامر الثالث: رفض الاعتراف بشي خارج العالم المحسوس للإنسان، وتقتصر على ذات البشر واختزال الحقيقة إلى عالم المادة. وقد رسخت تلك الاخطاء القاتلة في اذهان المجتمعات العربية والإسلامية، واجتاحت عقول الشعوب والجماعات وحتى الافراد الذين لديهم استعداد لتلقي مثل هكذا افكار وأساليب، وقد تفضي تلك الممارسات في نهاية الامر إلى تطبيق سياسات وروئ احزاب وجماعات ساعية إلى المناصب، والهيمنة على الشعوب فكريا وسياسيا واقتصاديا، حيث امتد ذلك الاسلوب إلى قدر كبير من عالمنا اليوم الذي اصبح مليئ بتلك الافكار، والممارسات التي بنيت على ركائز تخالف العقل والمنطق وحتى الفطرة التي خلق الله عليها الانسان. كأبواق المنادية اليوم بفصل الدين الاسلامي عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وحصر اعمالها في الجوامع والحسينيات وأماكن العبادة بحجج واهية يراد منها حصر سنام الامم والشعوب ومقدرات البلدان بيد التيار العلماني وحده، تحت مسميات إن السياسة مراوغة وكذب ولا يمكن للإسلامي إن يمارسها ويدير مقاليدها. من الذي وضع هكذا قوانين؟ وعلى ماذا استند؟ وكيف استساغتها العقول الاسلامية وصاحبة الحضارة السومرية والبابلية والأشورية والاكدية.....الخ؟؟ فالسياسة الاسلامية تقف على عدة مرتكزات، وهي الصدق والعدالة والأمانة والحقوق والواجبات، ولا يمكن إن يتولى احد قيادة المجتمع يسمى بالمخادع والكذاب، وقال تعالى ((اذهبا الى فرعون انه طغى وقولا له قولا لينا عسى ان يتذكر او يخشى)) وقد وضع لنا شاخصا القائد الاسلامي والسياسي الرسول محمد (ص) ويكفي كنيته الصادق الامين، وكذلك قولة (ص) والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي على إن اسلب جلباب شعيرة من على ظهر نملة لما فعلت" فلابد إن تسير الامم والشعوب خلف القيادة الاسلامية الصحيحة، والتي لم تسلب ولن تسلب جلباب شعيرة من على ظهر نملة...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
تلفزیون الشیعة
2013-09-06
سلام عليکم... مع الشکر و التقدير تمّ نشرهذه المقالة: « الدين اصل السياسة" في موقع "تلفزيون الشيعة": http://www.tvshia.com/arabic/ هدية موقع تلفزيون الشيعة إليکم: قالَ الاِْمامُ الْمَهْدِىُّ(عجل الله تعالي فرجه الشريف): « أَبَى اللّهُ عَزَّوَجَلَّ لِلْحَقِّ إِلاّ إِتْمامًا وَ لِلْباطِلِ إِلاّ زَهُوقًا، وَ هُوَ شاهِدٌ عَلَىَّ بِما أَذْكُرُهُ.» يا علي
عراقي غير مرغوب بيه
2013-09-06
كلام صحيح فالقيادة الاسلامية الصحيحة هي الحل ولكن اخ واخ من لكن اين تلك القيادة الاسلامية الصحيحة في عراق النهب والسلب والقتل والارهاب الذي يبطش بالابرياء وفلول الوهابية النجسة والبعث الكافر يتنقل بحرية بل ويتسلق المناصب بوجود احزاب اسلامية بل متاسلمة العن من العلمانية لانها تشرعن المكفالية دينيا وتجعلها حلال نحن نعلم ان من تعاليم الاسلام الحنيف وال بيت عليهم افضل السلام نكران الذات فهل برايك يوجد اسلام في هذه الاحزاب المتاسلمة ولنكن واضحين اسلام الكراسي والمكفالية اعتقد لو الاسلام تمثله تلك ا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك