المقالات

لاتمنّوا على الشعبِ...بل الشعبُ يمنُّ عليكم

359 07:53:00 2013-09-03

صالح المحنّه

لستُ من عشّاق الحكومة ، ولا من مخالفيها ولكنّي كأيِّ مواطنٍ يتمنّى أن تكون حكومة بلده راعيةً لمصالح ابناء شعبها ،مدافعةً عن حقوقهم ، حاميةً لأمنهم ودماءهِم، وعادلةٌ في توزيع ثرواتهم ، ما دفعني الى كتابة هذه السطور ، هو كثرةِ ترديد بعض العبارات مِن قِبل البعض على مواقع الأنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي وعلى الفضائيات أحيانا وفي مجالس مختلفة، ردّا على بعض المنتقدين لأداء الأجهزة الحكومية ...أو الرافضين لممارسات أجهزة الأمن والجيش مع المتظاهرين ...تتضمن عبارات إخواننا تلك مقارنة بين النظام السابق والنظام الحالي !!! وبطريقة يُفهم منها أمران ... الأمر الأول هو نوع من الدفاع عن الحكومة والتبرير لبعض الممارسات الخاطئة من قبل الجيش و الشرطة...وهذا أمرٌ مباحٌ وحقٌ متاحٌ لكل من يرى ذلك ، خصوصا الذين تضغطُ عليهم عاطفة الموالاة والإنتماءات الحزبية ، وألأمرُ الآخر الذي لانتفق معه ، هو المنّةُ في مخاطبة الآخرين ! عندما يذكّرونهم بحالات القمع في زمن النظام السابق وبين ماتبديه الأجهزة الأمنية والعسكرية الحالية من تسامح مع المتظاهرين أو المخالفين بالرأي لسياسة النظام الجديد، فنسمع دائما مع كل حادثةٍ عبارات مثل لو كانت هذه التظاهرات في زمن صدام حسين لفعل بكم كذا وكذا ،وغيرها الكثيرمن عبارات المفاضلة والمقارنة بين النظامين ، ويبدو ان الغاية من هذه المقارنة وماتحمله من رسالة ...هي دعوة للألتزام بالصمت المصحوب بالشكر والحمد لله على نعمة التسامح وقلّة الضرر، أقول لهؤلاء الأخوة أن المقارنة بين النظاميين ليست صحيحة ولاتعطيكم حق التبرير لأي تصرّف فيه قمعٌ أو إهانة لأي مواطن ، لأننا متفقون جميعا بانَّ النظام السابق هو نظامٌ إنقلابيٌّ قمعيّ ليس للشعب فيه رأيٌ ولاصوت ، وقد إغتصب السلطةَ إغتصاباً ، وهويته ووجهه الحقيقي هو الإجرام بكل ماللكلمة من معنى، فلا يفاجئنا بقمعه وكتم الأنفاس، ومع بطشهِ وظلمهِ كان للشعب معه مواقفٌ ومشاهدٌ لاتُنسى كسر فيها شوكته ، وإنتفاضة عام 1991 خيرشاهد على ذلك وغيرها الكثير من المواقف المشرّفة لشباب العراق،أمّا النظام الحالي المفروض هو نتاج شعب وقد بلغ السلطة بأصوات الشعب لابجهدّ عسكريّ ولافي قتال مع النظام السابق ... بل أُسقط النظام بضربات خارجية...ثمَّ أوصلهم بعدها الشعب الى السلطة عندما منحهم صوته ، فليس لهم عليه مِنّةٌ ...بل الشعب يمنُّ عليهم إن أجلسهم على كرسيّ الحكم بعملية ديمقراطية وتحت دستور كفل للمواطن حق التظاهر وحق الإعتراض والمطالبة بحقوقه ، بل وإقصاء من لايلتزم بعهوده ...لقد كان المسؤول في زمن النظام السابق مطيعاً لأمر مولاه الدكتاتور ولو أمره أن يُبيدَ مدينةً لفعل بدون تردد وقد حصل ذلك لأنه هو الذي عينه في موقع المسؤولية فماله من امره شيئاً، أمّا مولى المسؤول اليوم في هذا النظام هو الشعب ، ولاسلطة فوق الشعب ، وكما خرج وأعطى صوته للمسؤول ليصل الى كرسي السلطة ، هو أيضاً قادر أن يخرج مرّةً أخرى لينزله من كرسيّ السلطة ،وبالطرق الديمقراطية المكفولة دستورياً واللي المفروض ماتزعّل !!! إذن أي تجاوز أو إهانة توجه للمواطن الذي يعبّر عن رأيه بشكل سلمي....هو أمرٌ مستهجن ومرفوض إخلاقياً ودستورياً ، ولايمكن تبريره أو تخفيف أثره بناءاً على مقارنةٍ مغلوطةٍ مع نظام تمادى في ظلم الشعب العراقي والشعوب المجاورة وهو النظام البعثي وقد أُلقي في مزبلة التاريخ بلا رجعة!!! نرجو من أولئك الأخوة أن يكفّوا عن لغة التقريع التي كَرّعت روسنا ، ويخففوا من شحنات الطاعة العمياء ...خدمةً لحرية المواطن وترسيخ مبدأ العدالة في المجتمع والحفاظ على ملامح الديمقراطية الناشئة في بلدنا وصيانتها من التشوّه ...مع التحيّة...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك