المقالات

دين الإرهاب والفساد يغتالنا

405 11:07:00 2013-08-29

واثق الجابري

دين أعمى يذبح الأرواح كل يوم , تلازم فيه الإرهاب والفساد واحتضن أحدهما الأخر , وتكشفت الحرائر والسرائر والصدور امام المفخخات , في بلد إتنهت فيه صلاحية الاستخدام البشري , تصول فيه الوحوش والجحوش والحيتان , وأحراره سجناء محرومين , قطعوا طائفيا وعرقياً وجسدياً , بلد الأيتام والأرامل والسراق والمهربين والجواسيس والخونة , وطن يدار من موائد القمار والفساد والفسوق والرذيلة ودهاليز التأمر التي ننفق عليها نفطنا بالمجان , وترسل لنا الفتاوى وتجعل من قلتنا عمل خيري تجمع له التبرعات , وتسهر عيون حراسه في الحانات اكثر مما تسهر على راحة مواطنيه , سأمنا الانتظار والاحتضار ,وسأمنا ان نرى مناظر الأشلاء كل يوم تناقلها الأخبار, وترسمنا في بلد الأشباح صور ولافتات سوداء على الجدار , وكواتم الصوت تكتم أصوات الشرفاء وتغتال الحياة والطفولة الإنسانية , بلد جريح بعمق العراق وتاريخه وتضحياته , وأنهاره , كم مرة لونها التاريخ بالسواد والأحمرار , تعاضد الأشرار في النيل من أنسانه اليائس البائس , واثبت المدعون بالإنتماء له انهم لا ينتمون , قسموه طوائف واعراق قبل ان يقسمه الأعداء كي يجعلوه ضعيفاً مهدداً خائفاً يحتمي بهم لكنهم لا يحمون الاّ انفسهم بمناطقهم الخضراء وحدائقهم العشباء ولياليها الحمراء , كمثل اجوائنا المغبرة بالحرائق وروائح الأجساد وتناثر الدماء , وأنهم فيه حماة الحمية النكراء والأفعال الفحشاء , اعادونا الى العصور الجاهلية وإننا نحتاج رسالات سماوية وفتوحات يحملوها في ولايات ثلاث واربعة وأبدية , ضمنها لهم دستور سمائهم وفرض معاقبتهم بالنار في مخالفتها , وإيمانهم بها يمنعهم من التخلي والتنحي وفسح المجال للنبلاء والعقلاء والطاقات والكفاءات , لا يهم إن تهاجر او يستغني الشباب عن وطنهم بلا عودة دون إنتماء , بعد ان تزاحمت المقابر وغطت الأنهار من الدمار ومقابرنا لا تزال جماعية و لا تفرق بين الكبير والصغير , في ملاعب الاطفال وألعابهم المفخخة ومقاهي الشباب و الباحثين عن قوت عوائل تتضور جوعاً تنتظر مساطر العمال من العاطلين , يذبحنا الدين الأعمى دين الفاسدين وترخص دمائنا لنزوات المتأمرين على الضحايا والمساكين , عقلية عوراء عرجاء منجزاتها المئات يرحلون بلا عودة , يشيدون لنا القبور ولهم القصور , ولا نعرف ان كان الموت ينتظرنا ام نحن من ينتظر الموت , رحلت وأندثرت احلامنا وعاد لنا المتملقين والمستلقين والرداحين , تقمصوا ثوب الطائفة والعرق و أجادوا التمثيل عليها كونهم ممثليها , وامتنعوا ان ينصوفوا مشاريعها الاقتصادية وطاقاتها الاستثمارية ونفطها الذي يسل له اللعاب , وسيادة القانون في منظارهم بسيادة الفساد , جاهلية فرضوها بنظام الغابة والعصابة وحيثما وجد تنامت الجاهلية وتأخرت الشعوب , شاع الفساد وصار عرفاً يقلد فيه الصغار كبارهم , يرفضون اعطاء الحقوق ويريدونا تابعين خاضعين خانعين بالهدايا والعطايا والمكرمات والمنة والتفضل , وطن جعلوا من مواطنيه يغادروه غير نادمين ويغتال أحلامنا السارقين والمارقين , وعلاقنا به شريفة كعلاقة الطماطة بالخيار لا تشوهها فتاوى القملة المقدسة , والحائط الذكر الهائج على النساء , لا يختلف دينهم عن دين أكلة الأكباد ونباشين القبور حين يستهروا بالارواح , وحين يفرضون لأنفسهم رواتب ومخصصات معيبة مخزية في شعب لا يحصل الاّ الأمراض من أنهار النفط ويتغذى على المزابل , ويدفع ضريبة التقاتل على نعمته المنهوبة من تحت قدميه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-30
لم نسمع بان اتباع اهل البيت قتلوا قاتليهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك