المقالات

حقوق الانسان... المنهج الالهي

348 10:00:00 2013-08-29

محمد صالح الشرماني

لقد جاء ديننا الاسلامي حاملا لنا رسالة هي من اعظم الرسالات رسالة الدعوة الى الله، الى الدين الحق، وإلى إصلاح النفوس والقلوب، وعلى المستوى الإنساني كله، هي رسالة الأمة الإسلامية، التي جاءت إلى الناس جميعا، فمنذ ان جاء الاسلام وضع للإنسان مجموعة من الحقوق وهي:(حق الحياة، والكرامة، والتعليم، والتفكير والتعبير، وحق التمتع بالأمن، وحرية الاعتقاد، وحق المساواة وحق التمتع بالعدل).لا اريد ان اطيل الحديث عن تحليل وشرح كل من هذه الحقوق التي ذكرتها بل اركز هنا باعتقادي على اهم حق في حياتنا اليوم الا وهو "حق التمتع بالأمن" الذي اصبح اليوم و"لتُبشر حكومتنا انه قد انعدم" اسوة بباقي الحقوق ولله الحمد فحكومتنا وعلى رأسهم(؟؟؟) مشكورين قد ساووا بين الحقوق لنا.بحيث اصبح اليوم المواطن غير متعكرا في حياته، ولا هو أسيرا للحزن والأسى، من خلال جعله منذ ان يستيقظ في ساعات الصباح الباكر لا يجد اي تهديد ووعيد بالاعتداء على حياته. للأسف الشديد الى هذا الحد وصل اليوم التعدي على خلق الله سبحانه وتعالى، على من فضلهم على سائر مخلوقاته... حيث قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾، وقال سبحانه وتعالى: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. ونرى ما يجري اليوم من اعتداء على المسلمين والقضاء عليهم بسفك دمائهم وبمختلف الاسلحة الفتاكة، وكأننا نعيش في زمن ليس للإسلام فيه من وجود. فلا نستغرب ذلك لقلة سالكي طريق الحق، وقوة اعداء الانسانية وخطورة خططهم وخبثهم، وما جرى ويجري في العراق بعد سقوط الصنم من انتهاك لحقوق الانسان من قتل على الهوية، بعد ان انفلتت الحدود امامهم ليدخل لنا اشباه البشر ممن بعثوا لنا كهدية من قبل بعض "جيراننا ومحبينا" ومن يقف ورائهم وهم محملين "بأكاليل طبعا ليس من الورد" بل من "الاحزمة الناسفة"، كأبسط هدية، ناهيك عن السيارات المفخخة وكاتم الصوت، وفاء منهم لهذا البلد، وكأنهم استصعب عليهم ان ينهض ويقف على رجليه بعد ان تخلص من ظلم الطاغية على مدى 35 عام، ولم يكتفوا بذلك بل استخدموا سلاح آخر وهو فتح الادمغة لبعض المشايخ الاجلاء ليزرعوا في داخلها شريحة ولكن برأيكم كم "كيكه" طبعا الحجم مفتوح فهو "صنع خصيصاً"، ليتحكم بهم طواغيت الارض بإصدار فتاوى تجيز لهم قتل من يؤمن بالله ورسوله، نعم بهؤلاء الاراذل من ضعفاء النفوس وبائعي دينهم وضمائرهم، خدام اسرائيل وامريكا. صدق مولى المتقين أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما قال أن المدافعين عن حقوق الإنسان في عصره قد أصبحوا قلَّة، فقد قال (عليه السلام): اِعلَمُوا رَحِمَكُم الله أَنَّا في زمانٍ القَائِلُ فيه بالحق قليلٌ، واللِّسانُ عنِ الصِّدق كَلِيل، والَّلازم لِلحقِّ ذَلِيل.

اذا هكذا اصبح حالنا للأسف بعد ان انعم الله علينا بدين الاسلام ذلك الدين الذي تجلت به كل مبادئ القيم الانسانية وجعل قضية الحقوق أصلاً ثابتًا من أصول الدين، بل وجعلها منهجًا إلهيًّا يُثاب الإنسان على فعله، ويأثم إن تركه، وليست منحة من مخلوق مهما كان قدره، كما جعلها كذلك عامَّة تشمل الإنسان - مهما كان دينه أو لونه أو جنسه- والحيوان والبيئة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك