المقالات

بين ألأرملةِ والوَزير

380 21:00:00 2013-08-28

مديحة الربيعي

توجد في المجتمعات العربية والعالمية طبقيةٍ بدرجاتٍ مُختلفة تؤدي الى نوعٍ من الفروق في المستويات الاجتماعية أعتمادا على المستوى المعيشي الذي يُحدده المستوى الاقتصادي ومقدار الدخل الشهري, وتختلف المستويات الأجتماعية حسب مقدار الثروات الموجودة في الدول التي ستحدد رفاهية الشعوب تبعا" لذلك فالبلدان التي تتمتع بثرواتٍ نفطية أوصناعاتٍ أقتصادية تتضائل فيها الطبقية وتتساوى المستويات تقريبا" لأن للجميع حقوقٌ في تلك الثروات بأعتبارهم مواطنين في ذلك البلد وشركاء في خيراته كدول الخليج,أما في الدول الفقيرة التي تعتمد على المنح من الدول الغنية يتساوى فيها الفقر ايضا" لأفتقار بلادهم الى الثروات وألامكانات التي توفر لهم عيشا" كريما" والدول الافريقية خير مثالٍ على ذلك,لكن في العراق الصورة مختلفة تماما" فرغم الثروات الموجودة في بلاد الرافدين والتي تفوق أمكانيات معظم الدول الاخرى في المنطقة العربية من ناحية الثروات النفطية أذ أن العراق يحتل المرتبة ألاولى في احتياطي النفط في العالم,أوحتى من ناحية ألامكانات الزراعية التي تؤهله ليكون بلدا" زراعيا" ناجحا"على خلاف معظم دول الخليج, ألا أن الطبقية في العراق قسمت المجتمع العراقي الى عدةِ أقسام طبقةٌ مترفة متخمة تمتلك ثروات مأهولة وهي تمثل طبقة المسؤولين والساسة في الحكومة,أما الطبقة الاخرى فتشمل طبقة منعدمة لاتملك قوت يومها وتعاني الأمرين لتوفير رغيف العيش اليومي الذي قد يتوفر في بعض الايام وقد لايتوفر في أيامٍ أخرى, ومن يمثل هذه الطبقة المتقاعدين وألارامل وألأيتام ,فالمتقاعد يحصل على مرتب ضئيل لايفي بمتطلبات العيش في زمن اصبح فيه كل شئ له ثمن يجب ان يدفعه المواطن كالكهرباء والماء الصالح للشرب وتغطية النقص في مفردات البطاقة التموينية ونفقات الدراسة للابناء وفواتير الهاتف والأيجار الذي بات مفروضا" على معظم العراقيين بسبب أزمة السكن والقائمة تطول وتطول,أما القسم الآخر من هذه الشريحة تمثل الأرامل والأيتام فمعظهم قد افترشوا الطرقات والشوارع ليؤمنوا لقمة العيش بعد أن فُقِدَ المُعيل بسبب سيارة مفخخة أوعبوة ناسفة اوغتيالات الكواتم وغيرها من مآسي العراقيين التي لاتنتهي,فسرعان ماتجد الأرملة نفسها في مواجهة الحياة تحمل مسؤولية اسرة بأكملها,لان ألاب الراحل لم يكن يعمل في وظيفة ثابتة لأنه كان كاسبا" أو عاملا" بأجر يومي ولم يترك لهم راتبا" تقاعديا" يؤمن لهم العيش البسيط فتلجأ الى الرعاية الاجتماعية التي تمنح راتب مقداره 50 الف دينا,لايسد حتى نفقات الكهرباء ممايضطرها لأفتراش ألأرصفة أما للبيع أو لأستجداء العطف,ويترتب على ذلك حرمان ألأطفال من المدارس وتحمل المسؤولية وهم صغار بينما يتقاضى الوزير في العراق 10 ملايين دينار شهريا" عدا مخصصات الحماية والامتيازات والبعثات للخارج,لماذا نكافئ الشهيد بشتريد عائلته في الشوارع في بلد أثخنته الجراح وغرس فيه الأرهاب أنيابه ومخالبه؟ولماذا عندما نتحدث عن راتب ألارملة فأن الميزانية لاتستوعب وعندما يتعلق الامر براتب الوزير فأن الميزانية تستوعب وتغطي؟ومن ألأولى بألانصاف في هذا البلد ألأرملة أم الوزير؟ مقارنة لايقبلها العقل ولاالمنطق تؤسس لطبقية عمياء لاتقف حدودها عند الفقر فقط بل تتجاوز الى أبعد من ذلك بكثير,فهي تُلغي مفهوم العدالة ألأجتماعية وتؤدي الى تكدس الثروات لدى طبقةٍ معينة من الناس وتزيد الفقراء فقرا" وحرمانا" ,وتؤدي الى تزويد منابع الارهاب بجيوش العاطلين عن العمل من المحرومين ممن يبحثون عمايسدون به رمق عوائلهم,طبقيةٌ تؤدي الى أختلال الموازنة وتغيير النظام الأجتماعي ممايؤدي الى مالايُحمدعُقباه

منشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك