المقالات

المعادلة والرقم واليقين..!

383 07:54:00 2013-08-27

 

هل كان انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني في عام 1979 كان قد تزامن مع خروج دولة مصر من الصراع مع الصهاينة على خلفية زيارة السادات للكيان الصهيوني، كما جاء هذا الانتصار بعد مرور الامة بجملة من الحروب الخاسرة والاتفاقيات المشبوهة وجملة مشاريع نهضوية لم يكتب لها النجاح لأسباب تستبطنها تلك المشاريع، فكانت إلاحباطات والانتكاسات متوالية وقد شكلت ظاهرة في تاريخ الامة المعاصر،الى اليوم باقية نتائجها وانعكاساتها في العمل الثقافي للأمة، لذلك كانت الثورة الاسلامية في ايران مستوعبة فكرياً للمرحلة واستراتيجياً لمستقبل الامة، فكانت المباني التي يجب أن يقوم عليها العمل في صفوف الجماهير هي الصيغ العملية للمبادئ الإسلام السياسي باعتباره أساس صحيح ومتين لمنطلقات العمل الثوري التصحيحي لتقوم المسيرة النضالية للأمة..

وبناءا على هذه الحقائق كانت القراءة الواقعية لبرنامج الثورة العملي هو أعادة ثقة الجماهير المؤمنة بمبادئها العقائدية وبحتمية الانتصار على القوى المعادية من الصهيونية والاستكبار العالمي، وبهذه المنهجية تم التصدي لقيادة العمل الميداني، ولذلك اعتبر المراقبون انتصار الثورة بداية ايقاف  حالة التردي المتسارع في مسيرة الامة خلال القرون الماضية، وكذلك حصلت قناعة نخب الامة على مختلف معتقداتهم بأن هذا النهج هو الملائم لتحول الامة من حالة الانكسار والانحطاط الى حالة مواصلة الجهاد باتجاه هدافها المشروعة في الاستقلال والتحرر والتطور وان تبني حضرتها وتوصل الوجود الفاعل في بناء الحضارة الانسانية، ومن الطبيعي أن تحقق تلك التوجهات الانجازات والانتصارات بدل من الفشل والتراجع وتكون تلك بداية كتابة تاريخ الامة الحديث، ما كان هذا يكون لولا منطلقات الإمام الخميني تلميذ مدرسة آل بيت النبي (ص) الجهادية فهو لم يكن كاتب مُنظر أو يقول ما لا يفعل كما هو شأن غيره من القادة بل هو مجسد للحركة الدينامكية لهذه المدرسة وقد مثل ضمير الامة الاسلامية، وخزينها الفكري فجسد ما كان يؤمن به عملاً ،وكان صادق مع ربه في تحويل صدقه افعال في كل الاتجاهات وساحات الفعل في حياة الامة دون الاعتراف بتأييد أو اعتراض دول الاستكبار العالمي، كانت مادته هي مصلحة الامة التي حددها النهج القويم لا مشورة هذه الدولة أو تلك، وبذلك استطاعت الجمهورية الاسلامية في ايران أن تكون رقما كبيرا وصعبا في معادلة السياسة العالمية، ولها حضورها الفاعل في مسيرة الامة النضالية، يضاف اليه ميادين العمل المشترك مع المنظومة الدولية ..

حددت القيادة الايرانية بزعامة الراحل العظيم الامام الخميني قدس سره الموقف من القضية الفلسطينية وآليات العمل بكل مسمياته وساحاته وما هو شكل وحجم الدعم الذي يجب تقديمه للفصائل الفلسطينية على امتداد تواجدها في داخل فلسطين وكل الساحة العالمية بما يتناسب مع كل المتغيرات والموقف التاريخي والأيدلوجي للصراع وحتى مراحل التحولات والمتغيرات في عالمنا الاسلامي وكان ذلك وفق قرأه وفهم للقضية الفلسطينية مستمد من جذورها وكونها قضية أمة، ولذلك بقيت صحيحة رغم تقادم الزمن واستمر تنفيذ فصول هذا الموقف منذ طرد سفير دويلة اسرائيل في طهران وتحويل المبنى الى سفارة دولة فلسطين أن سبب هذه الدقة هو ذلك اليقين  والفهم الدقيق الذي تمتع فيه قادة الثورة للإسلام السياسي وصدق التوجه..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك