المقالات

الأشهر السبع العجاف...

416 23:48:00 2013-08-24

حيدر فوزي الشكرجي

من عطف الرحمن علينا وحكمته "سبحانه وتعالى" أن لا تمر مصيبة على قرية أو مدينة إلا جعل لها دلائل ومسببات تسبقها فأن انتبه سكانها كانت لهم السلامة، ومن أمثلة ذلك قحط أهل مصر فجعل دلالته حلم فرعون وتفسيره عند نبي الله يوسف"عليه السلام" لحكمة ابتغاها سبحانه وتعالى.في عراق اليوم كل الدلائل تؤكد صعوبة الفترة القادمة فمن عدو ذو عمق دولي وجذور ممتدة في المنطقة، وجد الحاضن والبيئة الملائمة لإرسال رسائل بشعة الى كل العالم عن طريق جرائمه في العراق، إلى سلطة تنفيذية أخذتها العزة بالإثم فلا تعترف بأخطائها ولا تعمل على أصلاحها.ففساد منتشر في كل الدوائر والمؤسسات الحكومية إلى جهاز أمني مخترق وخطط أمنية فاشلة لم تستخدمها أية دولة سابقا في محاربة الإرهاب، وسياسة تعتمد على إشعال الأزمات وقذف الآخرين بالتهم لتغطية أدائها فاتهام رئيس مجلس النواب الحالي أسامة النجيفي بالبعث والإرهاب مع انه وصف سابقا من متهميه بالرجل الكفوء النزيه الذي لم ينتمي مطلقا إلى حزب البعث!!!واجتثاث صالح المطلك ثم استثنائه من قانون المسائلة والعدالة وجعله نائبا لرئيس الوزراء!! واتهام مشعان الجبوري بالفساد ثم الإرهاب و تبرئته من جميع التهم الموجهة أليه ودعمه في الانتخابات!!والكثير الكثير من التهم والإشاعات حتى أختلط الحابل بالنابل عند المواطن البسيط ولم يعد يعرف المجرم من الضحية فمجرم اليوم حاكم الغد والعكس صحيح.أضافه إلى الاستهداف المستمر للسلطة التشريعية وإيهام المواطن أن كل مشاكله بسببها والسبب واضح هو محاولة العودة للدكتاتورية، فمع أن الحكومة تملك أكبر كتلة في البرلمان إلا أنها كتلة ذات تصرفات متناقضة، فبينما تظهر على وسائل الإعلام منادية بالوقوف مع المواطن إلا أنها تعمل داخل البرلمان على عرقلة أغلب القوانين التي تصب في مصلحته أو توقفها الحكومة بنفسها إذا نجحت بقية الكتل في إقرارها، والأدلة على ذلك كثيرة فمن منحة الطلبة إلى قانون تخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة، وقانون التقاعد الموحد، وقانون رعاية الطفولة، والبصرة عاصمة اقتصادية، وتأهيل ميسان، وآخرها إلغاء تقاعد البرلمانين، فهم صرحوا أنهم مع القانون لكنهم لم يتنازلوا عن رواتبهم بحجة أن التنازل غير قانوني إلا بقانون وقامت دولة المواطن بجمع التواقيع للتصويت إلا أن الكثير منهم رفض التوقيع!!!وإرباك البرلمان بطرح قوانين بصيغ غير دستورية أو منطقية مثل قانون البنى التحتية الذي طرح بدون توضيح أو ذكر آلية التنفيذ والتعاقد مع الشركات مما يجعله لو أقر بهذه الصيغة أسلوبا جديدا للسرقة والفساد.وقانون تجريم البعث الذي لم توضح فقراته وفرقه عن قانون المسائلة والعدالة الذي اجهض من قبل الحكومة باستثناء خمس وعشرون الف شخص من الاجتثاث !!!أضافه إلى اطلاق وعود وامتيازات قبل كل انتخابات أغلبها لا توجد أمكانية لتفيذها، مثلا زيادة رواتب موظفي الدولة دون الرجوع للبرلمان وهو ما لا يمكن حدوثه إلا بعد الانتخابات النيابية وعند مناقشة الميزانية، وغيرها من المواقف التي تدلل على التخبط و غياب الرؤية الواضحة. وبالعودة إلى سبب صعوبة الأشهر القادمة واختلافها عن باقي سنينا العجاف، أن الطرفين القاعدة والحكومة ترغب في تأجيل الانتخابات القادمة مهما بلغ الثمن، القاعدة لضرب العملية الديمقراطية في البلد، والحكومة لكسب الوقت ومحاولة التأثير على الشارع العراقي لتغيير نتائج الانتخابات لصالحها، وممكن للطرفين النجاح في حال أعلنت حالة الطوارئ في البلد فهذا من شأنه إيقاف عمل البرلمان وتأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى.لذا ممكن أن نقول أن الانتخابات القادمة ليست كمثيلاتها، وان نتيجتها لن تكون لأربع سنين فقط بل أنها ستؤثر على مسار تاريخ العراق الحديث لفترة قد تتجاوز الربع قرن القادم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك