سعيد البكاء
منذ اكثر من الف واربعمائة سنة والعرب ، والعراقيون منهم ، ما زالوا يذكرون حاتم الطائي بخير بأعتباره اكرم أهل زمانه . ويذكر المؤرخون لهذا الرجل الاسطورة انه ذبح فرسه لضيفه حين لم يجد في بيته ما يقدمه للضيف .بعد عصر حاتم الطائي سمعنا وقرأنا عن كثير من كرماء العرب لكن الذاكرة ابقت حاتم الطائي وحده ، ولم تحتفظ باسماء من جاءوا بعده .وفي زماننا هذا عرفنا العديد من الكرماء ، لكنهم لم يلبثوا على سطح الذاكرة طويلاً لاسباب من بينها ان الذاكرة العراقية قد امتلأت بالاحزان والمأسي ولم يبق فيها ما تستقر فيه حالة كرم واحدة .قبل ايام سمعت عن حاتم الطائي الجديد ، فقد حدثني احد موظفي وزارة التربية بأن دولة الوزير ( د . محمد تميم ) قد فاق الاولين والاخرين بكرمه . وذكر هذا الموظف موقفاً عظيماً لتميم ( الوزير ) حيث تبرع بمبلغ كبير من المال لنادي الكرخ الرياضي ، واراد ان يكون هذا العمل المحمود له سنة جارية فقرر ان يستقطع (500 دينار ) شهرياً من رواتب جميع موظفي الوزارة من دون استثناء . وقد اصدر ( حفظه الباري ) اعماماً من مكتبه الخاص برقم 11653 وبتاريخ 4/8/2013 بأن يستقطع مبلغ ( 500 دينار ) من مدرسي ومعلمي وموظفي الخدمة في وزارة التربية لصالح نادي الكرخ الرياضي . وقد اصدرت المديريات التابعة للوزارة في كل محافظات العراق اوامر ادارية بذلك تنفيذا للتعميم الذي صدر عن مكتب الوزير ( حماه الجليل ) .الان ، صار من حق العراقيين ان يتفاخروا بابنهم البار الاكرم منهم جميعا الدكتور محمد تميم ، فقد فاق الطائي في كرمه . ومع ان الاول قد ذبح فرسه ، وهي عزيزة على عرب ذلك الزمان ، الا ان ( محمد الطائي ) اذا ما جمعنا اموال مكرمته لنادي الكرخ الرياضي خلال سنة ، فان بامكان النادي الرياضي ان يشتري الف مهرة اصيلة ! انا شخصيا اهنيئ العراقيين بابنهم البار, طائي العصر ( الدكتور محمد تميم ) .. واطالبه بالزام الطلبة ايضا بدفع (500) دينار لنادي الكرخ ، اسوة بالموظفين .. وكثر الله من الطائيين وعلى رأسهم محمد الطائي (رعاه الله والمطلك)!!
https://telegram.me/buratha