محمد حسن الساعدي
شرعت القوات الأمنية بعملية واسعة لملاحقة المجاميع الإرهابية. ويبدو أن الحكومة استيقظت للتو من غفلتها ، لتعلن البدء بملاحقة الإرهابيين في عموم البلاد، تحت عنوان "ثأر الشهداء" والذي بقدر ما فيه من التصميم الظاهري على الأقل على القصاص من المجرمين. عموما، الا أن الحكومة كانت عاجزة تماما ولم تفعل شيئا قبل ذلك، ولكن الصراعات بني المكونات السياسية ، وعدم التنسيق بين المؤسسات المعنية بحفظ الأمن عمل على شلل قراراتها، رغم أنها غير كفوءة بما يكفي لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومواجهة الإرهاب .الحكومة رغم تأخرها في معالجة الأمور وعجزها في أدارة الكثير من الملفات والسعي الجاد لبناء المؤسسات بعد عشر سنوات على سقوط النظام البائد، إلا أنها بقرارها الأخير ربما تكون قد فعلت خيرا.خطة الحكومة تسير في أتجاهين :الأول: القيام بعملية واسعة لملاحقة قوى الإرهاب .والثانية : السعي الى مسك الارض والسعي الى التواجد الامني في اغلب المناطق التي كانت ساقطة بيد الارهاب والسعي في الانتشار في المناطق الواسعة والساخنة في عموم البلاد في آن واحد.المجاميع الارهابية والتي يمكن ان نطلق عليها "السياسية" تركز على المواطن في ضرباتها كونه المادة الاساسية لاشعال الحرب, من أجل خلق حالة من الفوضى الامنية والسياسية يراد منها تسقيط العملية السياسية والتشكيك بقدارت الحكومة لحفظ ارواح الناس والطعن في مهنية القوات الامنية ورمي اللُوم على ضعف أداءها. من خلال أستهدافها للمؤسسات الحكومية ودور العبادة وأماكن التجمعات والاحياء السكنية, لتخلق حالة أرباك وفوضى أمنية عارمة تدخل البلاد بحالة من الذعر والخوف لتدمر مفاصل الحياة وتعطل المشاهد اليومية الامنة.ومثل هذا الاستهداف عادة ما تتعرض له الدولة التي تعيش حالة التحول من الدكتاتورية الى الديمقراطية. وهذه الظاهرة تنشط وتنمو في المجتمعات التي تعاني من كثرة الاحزاب السياسية وضعف القانون لان هذا الكم من الاحزاب يخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي ، والتخبط في التعاطي مع المفاهيم السياسية والتنافس المغاير للمفاهيم والسلوكيات السياسية السليمة، ومن هنا تمارس الأساليب الإرهابية تحت مسميات وذرائع عديدة. وإيجاد مخارج سلوكية لإضفاء نوع من المشروعية المقبولة على أعمالها بأعتبار تبرر غايتها بغية الوصول الى سدة الحكم لتنفيذ أجندتها السياسية. وعادة ما تستخدم تلك الاحزاب لغة التحريض في سجالاتها وحوارتها العلنية والسرية والتنويه باستخدام العنف كوسيلة لحسم النزاعات فيما بينها , وعادة ما تستخدم تلك الاطراف وسائل الاعلام منبر خطابي يؤجج الصراع والعنف داخل المجتمع العراقي والذي هو محتقن اصلاً بعد احداث 2005 .السؤال الذي يتبادل في ذهن المشاهد والمتابع " العراق الى أين؟ " في ظل هذا المسار الدموي والصراع الغير معقول بين الخصوم والفرقاء؟ ومن سيمسك الارض فعلاً ؟!!
https://telegram.me/buratha