المقالات

شركاء الغنائم أنطقوا الحمار /

499 22:21:00 2013-08-18

حافظ آل بشارة

حملة القتل العشوائي التي يشهدها العراق الآن خطط لها أناس لا يمكن أن نفهمهم بسهولة ، هم ايضا ضحايا لقتل روحي من نوع آخر ، هم يعدون القتل غاية وليس وسيلة ، هم ضحايا لبرمجة ذهنية معينة ، ولو سألت القاتل لماذا تقتل او سألت المقتول لماذا قتلوك فلن تجد جوابا ؟ الذي يعرف الجواب هو صانع الارهاب المتلاعب بالعقول وهو المستفيد الأخير من الأزمة ، ولأن المذبحة تستهدف جميع الناس بلا تمييز أخذ كل شخص يفكر بحماية نفسه واسرته ، ومع كل مفخخة تنفجر في سوق تترسخ الرؤية الفردية في الحماية التي تتطور الى ثقافة اجتماعية تبحث عن تنظيم وتقنين ، الحملة الارهابية جعلت الناس يفقدون الثقة بالدولة ومن يقف وراءها ، فقدان الثقة يجعل المستقبل السياسي للبلاد غامضا ، فقدان الثقة يؤدي الى ترك اغلب القوى السياسية تخوض معركتها لوحدها ، هذا فراغ سياسي حقيقي غير معلن ، هذا الفراغ ليس اعتباطيا بل هو مرحلة متوقعة في المسار السياسي ، انه فراغ يصلح مقدمة لأكثر من تحول كبير متوقع يتفرج عليه الساسة وهم صامتون ، فراغ يصلح كمقدمة لانهيار شامل وتحول البلاد الى كانتونات صغيرة متذابحة يحكمها أمراء الحرب ، أو كمقدمة لاعلان حالة الطوارئ وتعليق الدستور وحل البرلمان وحصر السلطات بيد طرف واحد الى اجل غير مسمى ، أو كمقدمة لانقلاب به عصابات بضوء أخضر دولي كوميدي لاعلان حكومة طالبانية في العراق ، او مقدمة لتقسيم العراق بطريقة رسم الحدود باستخدام القذائف ، اذ يحاول كل قوم حماية انفسهم في مناطقهم وطرد الآخرين منها في عملية تهجير لا سابقة لها ضحيتها الناس الابرياء ، او قد تكون مقدمة وذريعة لعودة الاحتلال العسكري الامريكي للسيطرة على الوضع الأمني . مع كل هذه الاحتمالات المرعبة ، والاخطار المحدقة ، وفي هذه الاجواء الغائمة لم يعقد اطراف الدولة اجتماعهم الوطني الشامل ليشرحوا المشكلة بحجمها الحقيقي ثم يعلنوا الحل ، لماذا لا يتأثر اغلب الساسة الآن بما يجري فلا يقشعر جلد ولا تدمع عين ؟ لماذا يكون الشعب اكثر قلقا ووعيا وفهما للازمة من الساسة انفسهم ، لماذا لا يقلق حكام هذا البلد المهدد !؟ هناك جواب لكنه مخجل ، كان الأفضل السكوت عنه لكن ارتال التوابيت اليومية غير المبررة تجعل حتى الحمار ينطق ، الحمار يعرف ان في العراق شراكة سياسية ، ولكنها (شراكة غنائم) وليست (شراكة مشروع) ، شركاء الغنائم علاقتهم مبنية على الكراهية والتنافس والاستحواذ وفقدان الثقة ومحو العاطفة ونقض العهود ، حتى لو استطاع احدهم قتل شريكه غيلة والمشي في جنازته لفعل ، اما شركاء المشروع فكل منهم يريد ان يربح ولكنه يريد ان يرى شركاءه كلهم رابحين لكي يضمن بقاءهم ضمن المشروع الذي لا ينهض به طرف واحد ، (شراكة المشروع) تحيي بين الشركاء الثقة والحب والتعاون والتسامح والاخلاق السامية واستعداد كل طرف للتضحية لأجل الآخر خوفا على المشروع ، والشعور بالخطر قبل حلوله ، هناك اختبار بسيط : اذا قرأ الساسة هذه التوصيفات ثم ضحكوا منها فهم (شركاء غنائم) ، وهم بحاجة الى محو الأمية الاخلاقية ، وهذا يعني ان الفرج بعيد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك