المقالات

أحسن الكلام ما لم تذم عواقبه

494 14:46:00 2013-08-03

حسن الهاشمي

مثلما نهتم بالشعائر الحسينية والإطعام وبناء المساجد والحسينيات ومثلما نهتم بالصيام والصلاة والعبادة والدعاء وذكر الله تعالى ومثلما نهتم بإعطاء الحقوق الشرعية من خمس وزكاة وصدقات مندوبة ومثلما نهتم بالعبادات والمعاملات والإيقاعات، ولكي نكون قد انتهجنا الطريق القويم في التعامل الإسلامي والإنساني الذي يكفل لنا سعادة الدارين، لابد أن نضخ ذلك الطريق بأخلاقيات هي من صميم ديننا الحنيف يخالها البعض إنها ترف، بل إنها النصف المعطل للباقي إذا ما تخلفت عن أخواتها، وهي بحقيقة الأمر وحدة واحدة لا تقبل التجزئة والتفكيك.فالإسلام مثلما أوصى بالأمور الآنفة الذكر فإنه أوصى كذلك وبنصوص متواترة بالتكافل الاجتماعي، والسعي في قضاء حوائج الناس، وإحياء المعارف الإسلامية، والتشجيع في طلب العلم والمعرفة، وتطبيق سيرة أهل البيت(عليهم السلام) على سلوكنا قدر المستطاع، هذه الأمور العملية وغيرها تعد ترجمة حقيقية وواقعية لأحكام الإسلام وبدونها لا تعدو الشريعة إلا لقلقة لسان لا طائل من ورائها ولا فائدة ترجو منها، والحقيقة التي لا غبار عليها إنه لا يطلب عطاء من صفات مجردة دونما تقمص وانتماء وانتهاج وذوبان. وكمثال على ذلك كان المجتمع الإسلامي إبّان رقيه وازدهاره، وعندما انصهرت فيه المثل بالعمل والإدعاء باليقين والمعرفة والخيرية بالسلوك والتعامل الإنساني الثر، كان ذلك المجتمع نموذجاً فذاً ونمطاً مثالياً بين المجتمعات العالمية المتحضرة، بخصائصه الرفيعة، ومزاياه الغر التي بوأته إلى قمم المفاخر والأمجاد، وأنشأت من أفراده أسرة إسلامية مرصوصة الصف، خفّاقة اللواء، مرهوبة الجانب، موصوفة بالفضائل والمكرمات، قيل لبعض الحكماء: ما أحسن الكلام؟ قال: ما استحسنه سامعه، قيل: ثم ماذا؟ قال: ما حصلت منافعه، قيل: ثم ماذا؟ قال: ما لم تذم عواقبه، قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم لا ثم.علاوة على ذلك كان المسلم الحقيقي التي انصهرت فيه الفضائل بالسلوك العملي فذاً في أخلاقه وعملاقا في تأثيره ومتألقا في تعاملاته الفردية والاجتماعية، فقد ازدهرت في ربوعه القيم الأخلاقية وتكاملت، حتى أصبحت طابعاً مميزاً للمسلم الحق كما وصفه الرسول الأعظم صلى اللّه عليه وآله بقوله: المؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات.وللفرد قيمته ومنزلته في المجتمع، بصفته لبنة في كيانه، وغصناً من أغصان دوحته، وبمقدار ما يسعد الفرد، وينال حقوقه الاجتماعية يسعد المجتمع، وتشيع فيه دواعي الطمأنينة والرخاء، وبشقائه وحرمانه يشقى المجتمع وتسوده عوامل البلبلة والتخلف، وهذه النمطية السعيدة والتعيسة ترتبط ارتباطا وثيقا في التعامل التطبيقي مع المثل إيجابا أو سلبا، روى الحارث الهمداني عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي ما من عبد إلا وله: جوّاني وبرّاني، يعني: سريرة وعلانية، فمن أصلح جوّانيه أصلح الله برّانيه، ومن أفسد جوّانيه أفسد الله برّانيه.فالمجتمع المتماسك هو المجتمع الذي يتطابق جوّانيه وبرّانيه في الخير وهذا نظير( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لذلك كان حتماً مقضيا ً على ذلك المجتمع رعاية مصالح الفرد، وصيانة كرامته ومنحه الحقوق الاجتماعية المشروعة، ليستشعر العزة والسكينة والرخاء في إطار أسرته الاجتماعية، وأهم تلك الحقوق حق الحياة والكرامة والحرية والمساواة والعلم والملكية والرعاية الاجتماعية، شريطة أن يعجن القيم بالسلوك وإلا فإن الإدعاء المجرد ولو كان على النمط الإفلاطوني فإنه يبقى سرابا لا طائل من ورائه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-03
يجب ضخ الاموال الى الاشخاص الذين يقتلون الارهابيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك