المقالات

القدس .. حرية في زمن التكفير !!

307 08:16:00 2013-08-01

محمد الحسن

" وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين " ..( الأمام الخميني ) .تعيش الأمة حالة أقل ما توصف بأنها صراع مع الذات , فبعد أن ترسخت مفاهيم التشرذم والشتات التي أريد من خلالها تأسيس الدويلات المتحاربة ضمن الجغرافية الإسلامية , حتى صار ذلك واقعاً عبر تأسيس الجماعات التكفيرية الداعية لنسف المجتمعات المختلفة معها ومهما كان حجم هذا الأختلاف , فضلاً عن ممارساتها الأجرامية بحق الآخر (دين , مذهب , تيار فكري ) .. رغم هذا الواقع المرير , بيد أن الأمة لا زالت تحتفظ بنقاط مضيئة تجعلها تعود لثوابتها الإنسانية .يوم القدس العالمي , هو ذلك اليوم الذي أعُلّن عنه في طهران لأول مرة عام 1979 بواسطة رجل فقيه يعد من قيادات الأمة الإسلامية , جاء في عصر أبتعدت الأمة فيه عن مضمونها التحرري , وكان لهذا الإعلان دلالات مهمة أستطاع من خلالها إعادة المبادرة بعد أن صارت حكراً على أقطاب معدودة .. ذلك هو الأمام الراحل الخميني (ره) الذي أعاد العمل بالمفاهيم الإسلامية ووفق نمط أنساني كرّس من خلاله البعد العالمي للدين الحنيف وعدم محدودية أفقه وقتل روح الجمود والبعد عن قضايا الأنسان العادلة . أن لهذه المناسبة مميزات عديدة , ومن أبرزها :1- إنسانية الدعوة :لم يكن يوم القدس حكراً على فلسطين , إنما هو الأنطلاقة لمحاربة كل أشكال الظلم والتعسف بحق الشعوب , وفلسطين بوصفها نموذج للجور والأضطهاد الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ( إسلام , مسيح ) , وما يؤكد ذلك هو عدم أقتصار هذه المناسبة على المسلمين , بل تعدت ذلك الحد لتشمل حتى أتباع الديانة اليهودية , كحركة "ناطوري كارتا" المناهضة للصهيونية .

2- أستحضار القضية : مارس الصهاينة التطبيع بكافة أشكاله , ولم يقتصر الأمر على التمدد الجغرافي والاستيطان والإرهاب , حيث حالوا طمس كل آثار الأحتلال .. كان من شأن هذه المخططات أن تنسي الأجيال ماهية القضية الفلسطينية الأمر الذي يعطي "إسرائيل " صفة الأصيل .. يوم القدس أفشل تلك الأستراتيجية الصهيونية واصبحت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الإدانة والرفض الشعبي العالمي للأحتلال .

 

3- الهوية : ذابت الأمة الإسلامية بين معسكر الشرق والغرب , وفقدت هويتها , الأمر الذي جعلها أمة ليس لها شأن في صياغة الحضارة الجديدة وتحولت إلى مجرد تراث وتجربة تاريخية .. رغم أن تأسيس جمهورية إسلامية شيء يؤسس لتلك العودة , بيد أن أستحضار القدس وأعتبارها نقطة جامعة للأمة يعد عنوان لجمع ذلك الشتات .4- الوحدة : لو تابعنا النهايات , سنتعرف على ذلك الأثر الذي تركته الدعوة .. نجد اليوم صراع المذاهب الإسلامية على أشده , بيد أنه ليس نتيجة , إنما هو أجراء مخطط له من قبل "الكيان المسخ " .. تلك الدعوة , جمعت كل الفصائل الإسلامية حول محور وحدوي قادر على أستيعاب جميع الخلافات الجانبية والتي عملت دوائر عديدة على أبرازها لتقطيع كل أواصر الصلة والجوامع بين الطوائف وجعل الإسلام متعدد .ليس للأمة قضية أسمى من كرامتها وهويتها الممزقة , وما الصراعات إلا محاولة (نجحت إلى حد بعيد) لتمزيق العالم الإسلامي .. ليس من باب المصادفة أن يشن النظام البعثي حربه الضروس ضد إيران عام 1980 , ولعلها كانت موجهة ضد التوجه الجديد كي يغلق الباب أمام أي وحدة من شأنها الأرتقاء بعموم الأمة .

5- الزمان :أختيار شهر رمضان تأكيداً على ما يجمع هذه الأمة , فكما لنا رب ونبي وقبلة واحدة , فطقوسنا وعباداتنا موحدة ولا أختلاف إلا في تفاصيل يختلف بها المذهب الواحد .

أن هذه المناسبة هي الفرصة القابلة لتحقيق ما عجز عنه الجميع , سيما أن الأحداث التي تغوص بها المنطقة باتت واضحة الأهداف وجعلت قضايا تفصيلية تبرز , بينما هُمشت القضية الرئيسية وصارت رقماً متأخراً في سلم الأولويات .. أتفاق الموقف بين الجميع , يساهم دون ريب في صعود الأعتدال المفقود وتلبية حقوق الأنسان المستلبة من قبل الإرهاب "المتأسلم " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك