المقالات

البغدادية ولداتها...دعاية مجانية أم مدفوعة الثمن ؟؟

653 17:01:00 2013-07-31

حمودي جمال الدين

احتلت البغدادية المساحة الواسعة في عقول وقلوب العراقيين للأشهر المنصرمة ,حيث كانت الملاذ الأمن الذي يلجئ إليه العراقيون ويشعرون فيه بالراحة والاطمئنان, والتشفي من ناكثي العهود وفاقدي الضمائر, ممن أولوهم الثقة وبايعوهم على حب العراق والإخلاص لشعبه والحفاظ على ممتلكاته وذممه , حيث أتاحت لهم هذه القناة , اقتفاء اثر السراق والمتلاعبين بأموال العراق وثروته, وفضح أساليب وطرق الخونة والمقصرين, الذين استباحوا العراق أرضا وشعبا وخيرات ,.فكانت برامج القناة الهادفة والجريئة التي تعززها بالوثائق والقرائن والادله ,سوطا مرعبا يقض مضاجع الفاسدين, وينشر غسيلهم الوسخ إمام جمهورهم ومريديهم , فيعريهم ويهز ابدأنهم ويشهر بدناءتهم وخستهم.واضحي هذا الأسلوب علاجا ناجعا لمرض الفساد العضال. الذي تفشى واستفحل في أروقة ألدوله ومرافقها بعد التحرير من ربقة النظام البائد.إلا إن البغدادية خيبت ظنون العراقيين ببعض من برامجها الرمضانية, والتي أحالت فيها الشهر الفضيل بملامحه العبادة وطقوسه الدينية التي يتقرب بها عباد الله من خالقهم, في التهدج والمناجاة والدعاء المستفيض, بشفاعتهم وبسط الأمن والأمان على نفوسهم, وإنقاذهم من الطارئين الطفيليين الذين صعدوا على أكتافهم واتخذوا من دين الله سترا وغطاء يلوذون خلفه لتمرير مآربهم وموبقاتهم وفسادهم.إحالته هذه القناة وأخواتها, من شهر العبادات إلى شهر الدعايات, وذلك من خلال الترويج والتسويق الدعائي للسياسيين والمسئولين الحكوميين بعد غسل أدرانهم ,وتلميع وجوههم وتزويقهم وتشذيبهم, عن كل ماعلق بهم من خطايا وآثام ارتكبوها بحق شعبهم ووطنهم ,ثم الإمعان بصقلهم من جديد وعرضهم على شاشاتها, بالشكل الذي يتنافى مع حقيقتهم ورداءة معدنهم وسلوكهم السيئ والمقيت, الذي تعاملوا فيه مع مواطنيهم للعشر سنوات التي خلت من عمر التحرير.,والذي ساهمت القناة نفسها على كشف الكثير من جوانب شخصيتهم المبهمة و المبرقعة بالغش والخديعة والمتسترة بلباس الورع والتدين.فبماذا تفسر البغدادية هذا الانقلاب المفاجئ ,عن نهجها وطريقها الذي اختارته واختطه كأسلوب وطريقة عمل, يصب في مصلحة شعبها ووطنها والتعبير عما يختلج في نفوس الناس من هموم وإلام ؟؟هل هو تكفير عن سيئات, أم صحوة ضمير , أم نوع من الحسرة والندم, على ما فاتها من التقرب من الحكام والتمسح بأذيالهم, والالتحاق بجوقة المطبلين والمصفقين لكابينة الحكومة وهيلمانها الدعائي , من العلامين الذين ارتضوا إلى رهن كلمتهم وأقلامهم وضمائرهم مقابل الفتاة من الغنائم والهبات والعطايا التي يجزلها السلطان وحاشيته والمستنفذين من السياسيين والمسئولين , الذين تتهافت وتتسابق الكثير من الفضائيات لاستضافتهم والتمعن بإشكالهم وهندامهم وشراء تصريحاتهم وكلامهم المعسول المنمق, الذي يضفي على شخصيتهم هاله من العظمة والقدسية والكبرياء, والذي يتمحور عن سنين النضال والكفاح في سوح المعارضة والاغتراب, وعن المعاناة التي عاشوها في القهر والعوز والفاقة.لا ندري كيف تحاول البغدادية وغيرها من القنوات الفضائية ,التوفيق بين الانطباع السيئ الذي يحمله المواطن العراقي عن ساسته ومسؤولية وإهمالهم وتهاونهم الفج والقبيح عن منظر القتل وحمام الدم اليومي الذي أضحى كنشرة الأنواء الجوية الذي يصبح عليها المواطن, وبين تسويق هذه القنوات لرموز الحكومة والسياسيين والمسئولين, بهذه الصور الجميلة المشذبة عن كل ما لحق بها من ادران الفسق والخيبة والفشل.إلا يعتبر ذلك تعدي وتحدي سافر على نفسية المواطن العراقي الساخط والمتبرم أساسا من هؤلاء الساسة وقياداتهم التي أوصلت البلد إلى هذا الانحطاط والتردي ,سواء على مستوى الخدمات, أو على مستوى التخاذل والانهزام الأمني ,الذي ليس له مثيل يضاهيه أو يقترب منه في كل دول العالم .فالحكومة ورموزها وقواها الامنيه والعسكرية التي لاتستطيع الحفاظ على بضعة مئات من المجرمين وشذاذ الأفاق داخل أسوار رصينة ومحكمة الإغلاق تحيقها بأطواق أمنيه متنوعة, مدججة بأنواع الاسلحه الدفاعية والهجومية والساندة ,وتمتلك من المعلومات المخابراتيه الكافية زمنيا ومكانيا وخرائط ومسالك ومنافذ المهاجمين وساعة الصفر, ولا تتخذ كل إجراءات الحيطة والحذر أو الاستعداد القتالي, وتنصرف عن جوهر الحدث بأمور ثانوية وترفيهية, وتصم أذانها عن التحذيرات المتتالية التي تردها, فهل نتوقع من هذه الحكومة وأداتها العسكرية والقتالية إن تحفظ أرواح العراقيين ودمائهم على مساحة واسعة في عموم المحافظات العراقية وهي تواجه الإرهاب بعنفوانه وخداعه وقدرته وتفننه في حسن استخدامه للسلاح . كل أملنا إن لا تخسر البغدادية جمهورها الذي شدته إليها للسنوات السابقة من خلال حياديتها واصطفافها مع المواطن والانغماس في معاناته والحس بآلامه وإحزانه وان تحافظ وتحرص على الذائقة الجمعية التي سأمت هذه الوجوه المتناوبة على المشهد السياسي العراقي لأكثر من عشر سنوات خلت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك