المقالات

كيف تعمل إذا دخلت أرضا فيها شوك؟!

433 16:52:00 2013-07-31

حسن الهاشمي

مبدأ الثواب والعقاب تكرر مرارا في القرآن الكريم وهو المبدأ الذي يقوم على أساس بشارة المؤمنين بالجنة والرضوان الإلهي وإنذار الكفار والمنافقين والمشركين ومن تسول له نفسه الأمارة بالسوء إنذارهم بالنقمة والعذاب الإلهي، هذا المبدأ العادل والمتكافئ هو الذي يحفز على عمل الخيرات ويحذر من ارتكاب الموبقات، وبذلك يسير المجتمع الإسلامي على جادة الصواب دون منغصات تعترض طريق التكامل والتكافل الإنساني. وهكذا فإن الله تعالى يؤكد على هذه الحقائق في موارد البشارة والإنذار وما يترتب عليهما من نعيم وجحيم في قوله: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ - فاطر - الآية - 24جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ - فاطر - الآية - 33وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ - فاطر - الآية - 36إن الله تعالى وعندما خلق الإنسان وما فيه من جنبات مادية وروحية فإنه غالبا ما يستأنس بالأمور المادية لتكون خير محفز له للبذل والعطاء، إلا المخلصون من عباده الذين وصلوا أعلى مراتب الإيمان، فإنهم يعبدون الله تعالى ليس طمعا في جنته ولا خوفا من ناره وإنما يرونه أهلا للعبادة فيعبدونه كالرسول الأكرم وأهل بيته الميامين الطاهرين.ولا تزال الأمم والشعوب تترى عليهم رسل الرحمن منذ بدء الخلقة إلى قيام الساعة لحثهم على عمل الخير والإحسان وتحذيرهم من الزلل والشطط والكفران، لما يضخ في الأمة مناهل الخير والسعادة في المجتمع الرسالي خلافا للمجتمع الجاهلى الذي يكون عادة مرتعا للفسق والفجور وغمط الحقوق والعدوان. فالإنسان الكيس هو الذي يعمل من أجل حياة هادئة وهانئة أما العاجز فإنه يعيش في بوتقة الأماني ولا يجد نفسه إلا في شراك الخيبة والخسران ولات حين مندم حينئذ، وكلا الطريقين ينتهجهما الإنسان بمحظ إرادته لما وهب له الله تعالى من نفس وعقل واختيار، فإن ألجم هواه وشيطانه كان من الفائزين ومن أطلق لهما العنان وانساق وراء ملذاته ومنكراته كان من الخاسرين، هنيئا للعاقل الكيس الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، وتعسا للعاجز الماحق الذي يلهث وراء السراب ظنا منه إنه ماء وما هو بماء ولكنه الخسران بعينه.ولكن يبقى طريق الجنة مليء بالمكاره والعقبات لا يمكن تجاوزها إلا بذلك القلب المفعم بالتقوى والذي يتحمل المتاعب في سبيل الله تعالى، وفي هذا الإطار قال رجل لبعض الناسكين: صف لنا التقوى فقال: إذا دخلت أرضا فيها شوك كيف تعمل؟! فقال: أتوقى وأتحرز، فقال: فافعل في الدنيا كذلك، فهي التقوى، والسؤال الذي يطرح هنا بقوة كم منا يتوقى ويتحذر من أشواك الدنيا ومكارهها؟ وقليل من عبادي الشكور، ذلك القليل هو الذي يتخطى المكاره مسرعا إلى رضوان الله تعالى، وأما الكثير من الناس هم من قد حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها، حيث ينجرفون وراء الأهواء والشهوات وجمع المال ناسين أو متناسين أن مهدم اللذات لهم بالمرصاد، وبالنتيجة الخذلان في الدنيا والخسران المبين في الآخرة.ولعل التقوى التي هي منجى لكل مهتد لبيب كما أن فيها من الفوائد الجمة فإن لها شروط ومقومات يصعب تحملها من قبل معظم البشر لتغلب الجنبة المادية على الجنبة الروحية في الحياة المعسولة التي يعيشونها، فالتقوى ليست بالتزام الواجبات وترك المحرمات فحسب، بل إنها تشمل الإبتعاد عن الشبهات وموارد الهلكة قدر المستطاع، قال بعض العارفين: إن آكل الحرام والشبهة مطرود من الباب بغير شبهة، ألا ترى إن الجنب ممنوع من الدخول في بيته؟! والمحدث محرم عليه مسّ كتابه؟! مع إن الجنابة والحدث أمران مباحان، فكيف بالذي انغمس بقذر الحرام وخبث الشبهات؟! لا جرم إنه مطرود عن ساحة القرب الإلهي البتة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك