المقالات

تغيير مَن بمَن..؟

338 18:00:00 2013-07-19

عبدالله الجيزاني

ضَخم مُتضَخم، يمشي وفق الظرف الآني تارة يرفع قدمة ليضعها بقوة وسرعة وأخرى بسكينة وهدوء. فمن يحكم حركاته وسكناته كما قُلنا منصب وموقع الموجود على خشبة المسرح، إن كان من الصالحين يجب أداء دور حواري الصالحين، وإن كان من الطالحين ينبغي أن يؤدي دور ساقي الخمر والمُتراقص بين الغواني والقرقوز على المسرح لإرضا نقص ولي النعمه وإسعاده. يجيد كل الأمور حيث يبكي مع الباكين بنفس درجة التفوق والإتقان عندما يحتاج الدور منه الرقص والغناء. إنهم ممثلوا مسرح الحياة، حيث لايوجد في قاموس حياتهم شيء إسمه كرامة أو عزة نفس أو ثبات، كما تخلوا قلوبهم من أي يقين أو إيمان بان السماء هي من تقرر للإنسان ما يحصل عليه سِواء منصب أو مال أوجاه مع عدم نكران السعي وفق المحدد الشرعي والأخلاقي.نعم يحصلون على مايبغون لكن من مفهوم (نزيدهم في طغيانهم يعمهون)، ومن يتوقع خلاف ذلك فقد ظل ظِلالاً كبيراً لان مايحصلون عليه خلاف العدالة وهذا غير ممكن، فالإستحقاقات والحقوق تنال وفق مفهوم العدل للقادر والمتمكن منها، لكن نموذجنا حدود قدرته وإمكاناته الحصول على الموقع لا إداء مايقتضيه. هؤلاء هم من أوصل الاُمم ومنها العراق منذ الخليقة إلى اليوم إلى ماهو عليه الآن، فلم يحظى العراق بحاكم أو قائد عرف أو تعرف على أساليب هؤلاء، بل الجميع مغرق ومغرم بهم وبما يقدمون، حيث يعوضون عليه الكثير مما يفتقد كيانه الجسدي والنفسي.لذا يقربهم ويثق بهم، رغم انه بالأمس وقع هو أو سمع عن غيره قد ذهب ضحية أساليبهم..! ومعظم من ادعى انتمائه للقادة ممن مروا على تاريخ العراق، ذهبوا وسيذهب مَن بقى ضحية المتملقين الذي يشكلون الحلقة الخاصة والمقربه من صاحب الفخامة أو السمو أو السماحة، لكن غريب أن كل هؤلاء مصابون بالعمى وبطء الفهم وتعطل الحواس فلانفهم متى يمكن لسمسار أن ينصر قيم الفضيلة. ومتى يمكن للص ومختلس أن يحفظ وجود أو كيان، ومتى كان داعر حريص على قيمة عليا أو يمكن أن يحقق طموحات نبيلة، انه عمى يصاب به الكبار.ربما بقصد او بدونه فتارة يعرفون لكن يسكتون خوفاً أو طمعاً أو ربما والعياذ بلاه شبيه الشيء مُنجذب اليه. وآخرى يعرفون ويسكتون وشعارهم أن هؤلاء هم الأكثر قدرة على قيادة المشروع أو إنجاحه، وهذا أغرب من الغرابة، فمتى صلح ماء الجنابة للوضوء. إنها معادلات غريبة عجيبة، لما لايتعض البعض بما حصل لمن سبقه، لكن الحقيقة التي لايريد البعض أن يصل اليها أو يصارح ظاهره باطنه فيها، أن الأرض صحرت أو تكاد من مسمى قادة، ومعظم الموجودين أدعياء لايمكن أن تكتمل دعواهم بدون متملق أو لص أو سمسار لان هؤلاء وحدهم القادرين على إداء حركات وتحركات توحي للناظر بأن هناك قائد. وعلى هذا ربحت تجارة التملق والتزلف والتزييف والكذب، وكان حكم السلطان بيد من يمتلكون هكذا مؤهلات، في حين خسر وطرد وحورب من أمتلك النسخة الاصلية من واقع القائد وحاشيته، والعنوان الظاهر هو التغيير، دون استفهام عن كيف ومتى وبمن التغيير...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك