المقالات

عزيز العراق صانع التاريخ والكبار

402 21:25:00 2013-07-13

عباس المرياني

لعب الراحل (عزيز العراق ) سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (طيب الله ثراه) دورا كبيرا في صنع تاريخ العراق الحديث خاصة بعد سقوط صنم بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 وما تلاها من إرهاصات كبيرة تمثلت في جدلية اختيار نوع الحكم وكتابة دستور دائم للبلاد ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية وتشكيل التحالفات الوطنية التي تقود العملية السياسية في البلاد.لهذا تمكن عزيز العراق من بناء منظومة العراق السياسية الحديثة وفق تصورات وطنية عمدها بصبره وصموده ومثابرته وإيثاره هو ومن معه .ومنذ اختيار النظام البرلماني كنظام حكم سياسي للعراق استطاع السيد الحكيم(قده) من تشكيل الائتلافات والقوائم الكبيرة التي تعتمد فلسفة الانتماء الى العراق وتفتح الأبواب أمام الجميع من اجل المشاركة الفعلية في صنع القرارات وهذا ما جعلها قوية وممسكة بقصب السبق في كل المراحل التي اشتركت فيها هذه القوائم. ففي عام 2005 شكل الراحل الائتلاف العراقي الموحد واستطاع ان يحصد اغلبية مقاعد البرلمان العراقي(140) مقعد ثم انتخابات عام 2006 حيث حصل الائتلاف العراقي الموحد على 128 مقعدا وفي كل المناسبتين تشكلت الحكومة على اساس توافقي وطني لانه كان يؤمن ان العراق لايمكن ان يدار من جهة واحدة بل يدار من خلال مشاركة جميع ابناءه.ولم يمنع المرض العصي عزيز العراق من التفكير الجدي في اعادة تشكيل الائتلاف الوطني العراقي للمرحلة الحالية على اسس وطنية والتحضير للانتخابات النيابية مطلع عام 2010م وقد خاض رحمه الله طريقا صعبا مليئا بالمصدات والاشواك ولم يناصره اخوة وشركاء الامس همه في صعوبة المرحلة القادمة وما اعدته دول الجوار من عدة بالمال والارهاب من اجل تغيير المعادلة المنطقية في حكم الاغلبية السياسية والعودة الى المربع الاول واعادة البعث الى الواجهة السياسية لان وهج السلطة أعمى بصيرتهم وجعلهم ينظرون الى الحكم غاية ووسيلة والمحافظة عليه فوق كل المصالح الأخلاقية والشرعية ولم تنفع معهم كل المحاولات الجدية.فكان لا بد من المضي قدما في تشكيل الائتلاف الوطني باكبر عدد من الكتل والكيانات والاشخاص لانه رحمه الله يعتقد بان الكتلة او الجبهة القوية هي الجبهة القادرة على انتاج برلمان قوي يمكنه من سن القوانين بالسرعة القصوى وبالتالي الوصول بالبلد الى بر الامان. وكان كلما اشتد به المرض وعاجلته ايدي المنون كلما ازداد اصرارا وسرعة في تشكيل الائتلاف وقد تحقق له ما اراد فقد شاءت الاقدار ان يتم اعلان الائتلاف الوطني العراقي قبل ان تغمض عيونه ويلتحق بركب اجداده واخوته وشهداء ال الحكيم قبل يومين من وفاته.ولم يقف الامر عند هذا الحد في امتلاكه قصب السبق بل يمكن القول ان خروج العراق من البند السابع في هذه الايام والتي تتزامن مع ذكرى وفاته في الخامس من رمضان رضوان الله تعالى عليه يعد امتدادا لمطالب ومنهج عزيز العراق وتفكيره الحركي والحيوي والذي سبق الجميع باهمية خروج العراق من هذا القيد المكبل له ولطاقاته وموارده المادية والبشرية.ان عزيز العراق من الشخصيات الوطنية التي اسست لنوع الحكم وهو من اسس التحالفات الكبيرة وهو من جاء بالقادة والزعماء وهو من اصر على كتابة دستور دائم وهو من وحد البيت الوطني العراقي وهو من تنازل عن المناصب والمكاسب وبشهادة الاعداء قبل الاصدقاء.واذا كانت ذاكرة الايام والانسان تصاب بالعطب والنسيان لمن احسن اليها وسطر مجدها بناءا على مواقف مسبقة وحقد دفين وجهل بالحقائق يبقى للتاريخ حق في تمجيد وتخليد المضحين والصادقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك