المقالات

مصر : الحوار هو الحل

382 22:57:00 2013-07-07

جواد العطار

اسئلة كثيرة طرحتها الاحداث المصرية الاخيرة منها : هل سقط حكم الاخوان في مصر ؟ هل انتهى الانقلاب العسكري وخرج الجيش من ميدان السياسة والتأثير !! ام هي فاتحة لعهد جديد يتحكم فيه جنرالاته بالحكم والسياسة متى شاءوا وكيفما شاءوا ؟ وهل ستسير الامور مثلما رسمتها خارطة الطريق التي اعلنها القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قبل ايام ، ام ان للطرف الآخر في رابعة العدوية حديثا آخر ؟ وهل خلت العملية برمتها التي لم تستمر الا ايام معدودة من الايدي الخارجية الخفية ؟ ام ان تمرد حركة تلقائية من شعب اصيل وقف بالضد من افعال الاخوان وسياستهم بالاقصاء والتهميش ضد الآخرين ؟اسئلة بحاجة الى اجابات شافية ، الا ان رؤية فاحصة لاحداث الساحة المصرية تدفع بثلاثة مواضيع اكثر اهمية وحساسية الى الواجهة ومحك النقاش ، وهي :1. فشل تجربة الاخوان السريعة رغم الفترة البسيطة للاخوان في سدة الحكم والرئاسة بمصر الا انهم عكسوا صورة مشوهة عن الاسلام والاسلاميين بانتهاجهم الاستئثار والاقصاء والتهميش للآخرين وبمحاولاتهم المتعددة للالتفاف والاستحواذ على مؤسسات الدولة الدستورية وتجييرها لمصالحهم الخاصة ، بالاعلان الدستوري مثار الجدل في حينها تارة او التدخل غير المبرر في عمل السلطة القضائية وحتى المؤسسة العسكرية ذاتها تارة اخرى . وان كان حكم الاخوان قد انتهى في مصر فذلك لانهم لم يستطيعوا الخروج من حالة العزلة عن المجتمع (بسبب طابع التنظيم السري) والرغبة بالانتقام منه التي حملوها من فترات ستينيات القرن الماضي وعهود القمع التي مارستها الانظمة الديكتاتوية ضدهم وضد قياداتهم والتي طبعت تجربتهم في السياسة والحكم ، مثلما انهم لم يتمكنوا من توظيف مباديء الاسلام العظيم وتعاليمه السامية في التعامل مع المجتمع الداخلي وحتى الخارجي .. فالاسلام نقي ومتسامح وبريء؛ من تجربتهم ومن كل التجارب الفاشلة باسمه؛ امثال طالبان وقوى الظلام والتكفير . 2. ازمة الشرعية تفهم الشرعية بانها الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي الغالب عبر صناديق الاقتراع ، وهو ما تمسك به في مصر الاخوان والرئيس المخلوع محمد مرسي بمواجهة معارضيهم ومنتقديهم على حد سواء باعتبار انهم حصلوا على 50 + 1.73 على حساب احمد شفيق في الانتخابات التي جرت قبل عام .. واذا كانت الشرعية تعني تفويض الشعب للحاكم عبر صناديق الاقتراع ، فان هذا التفويض لا يرتبط بمدة زمنية معينة او دورة انتخابية بقدر ارتباطه بوعود الرئيس مرسي الانتخابية نفسها وامكانية تحقيقها لرغبات الجمهور الذي لم يجد لها اي اثر يذكر او تنفيذ على الارض ، وبالتالي عجل النزول الى الشارع بالاستجابة لدعوة حركة تمرد؛ ليعلن سحب التخويل الذي منحه قبل عام الى مجلس الشورى والرئيس؛ ليعيد الكرة مرة اخرى الى صناديق الاقتراع ، وذلك ما لم يفهمه الرئيس المخلوع كما لم تفهمه جماعة الاخوان في مصر الان او في غيرها من البلدان قريبا ، لتكون النتيجة انقلابا من الجيش لصالح الشعب . 3. دور الجيش في الحياة العامة كان لتدخل الجيش في تطورات الساحة المصرية مفتاحا مهما لحل ازمة انقسام المجتمع بين مؤيد لمحمد مرسي ومعارض له من جانب ، ومن جانب آخر بابا لرأب الصدع الذي احدثته اخطاء تجربة الحكم الفاشلة التي قادتها جماعة الاخوان باسم الاسلام . لكن انحياز الجيش الى الشعب لا يبرر باي شكل من الاشكال اتخاذه اجراءات قسرية وتعسفية بحق قيادات الاخوان قد تدفعها الى انتهاج العنف او التصادم والعداء مع الشرطة والجيش او حتى تكفير المجتمع والانقلاب على الجميع .وبالرغم من ان "مرشد الجماعة العام" دعا من ميدان رابعة العدوية الى التظاهر السلمي ، الا ان تأهب وتحذيرات القوات المسلحة وقوى الشرطة مع معيار القوة والغلبة والاجراءات القضائية القسرية بحق الرئيس المخلوع وقيادات من حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان وقنواتهم الاعلامية وشحن الشارع المستمر ، كل ذلك قد يسير بالامور الى ما لا يمكن التكهن بنتائجه على استقرار مصر مستقبلا .. ان لم يتولى العقلاء في هذا البلد الشقيق لجمع كافة الفرقاء الى طاولة حوار واحدة اولا؛ بعيدا عن الشوارع والميادين ثانيا؛ والدعوة الى انتخاب لجنة محايدة لمعالجة الاختلافات حول الدستور ثالثا؛ تمهيدا لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية عاجلة يشارك فيها الجميع .. بدون استثناء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك