المقالات

العراق من العقوبات الدولية إلى العربية

453 10:20:00 2013-06-30

عدنان السباهي

سبق وان تعرض العراق لعقوبات اقتصادية ظالمة اظرت بالحرث والنسل وبسبب الطيش للنظام السابق الذي خاض حروبا خاسرة خلفت الملايين من الأرامل والأيتام والفقراء وارتفاع نسبة النساء والتفكك الأسري والأخلاقي والاجتماعي ، جرته لها بعض الدول العربية لعرقلة الثورة الإيرانية الفتية بتمويل عربي وتخطيط غربي وأمريكي بالذات ، وبعد أن انتهت تلك الحرب بإنهاك الدولتين وتعطيل دورهما الإقليمي والدولي ، أصبح صديق الأمس يشكل خطرا على أسيادة وبإيحاء من الولايات المتحدة الأمريكية قامت السعودية والكويت بابتزاز النظام بتصدير كميات كبيرة من النفط مما أدى إلى هبوط أسعار النفط مما اثر على نظام صدام الذي خرج منهكا من الحرب وأراد أن يعيد الصناعة وتقوية اقتصاده وقوته العسكرية إضافة إلى أن هناك وعد من الكويت والسعودية بتعويض الخسائر التي وقعت في الحرب العراقية الإيرانية التي نكثوا بها أثارت حفيظة نظام صدام ، وكالعادة أقدم على قرار غير مدروس بغزو الكويت وما ترتب عليه من إدانة ووضع العراق تحت طائلة البند السابع لأنه يهدد الأمن والسلم الدولي والأهلي ، وما تلاها من عقوبات اقتصادية دولية استمرت حتى بعد سقوط من كان السبب.وبعد عشر سنوات من تلبية متطلبات الخروج من هذا البند الذي جعل العراق دولة من دون سيادة دفعت الكثير من الأموال للدول والإفراد من التجار والخدم وحتى لمنظمات البيئة لان خطر حرق الآبار النفطية طال البيئة والإحياء البحرية والبرية، ولم يعر أي احد لمعاناة العراقيين من الحروب والحصار وإنهم أيضا كانوا ضحية لنظام فاشي هم نفخوه وبعد أن انتهت صلاحيته فجروه ، لكن المحير في الأمر لم نجد احد من الشعب العراقي يبدي أي اهتمام للخروج من هذا الفصل لتوالي الكوارث والماسي،وكان العراق يراد له أن يكون ساكنا غير متحرك متخلفا ضعيفا فكلما لاح في الأفق انفراج أوضوء في نهاية النفق يتم غلقه ، وهذا مارايناه منذ أن شعرنا نحن عراقيون لم تفارقنا الآهات والإحزان حتى إن اغلب نسائنا لم يفارقن لبس الأسود ونقف مذهولين آسفين حين نرى الغدر والقتل يأتينا من إخواننا العرب ، ففي الوقت الذي أرسل العرب جيوشهم الرسمية في دعم التحالف الدولي بالحرب ضد العراق ونظامه ، أرسلوا وعبر الحدود وبصورة علنية الآلاف من المجرمين والعتاة والمتطرفين المتطوعين الذين أصبحوا فيما بعد جنودا في القاعدة يقتلون الشعب العراقي، فاغلب الانتحاريين في العراق هم من الدول العربية وخاصة مصر والسعودية، واليوم العراق يعاني من عقوبات عربية بالرغم من إرساله للنفط للأردن وبأسعار رمزية وهو يرسل الإرهابيين وأراد أن ينفتح على مصر لاستقطاب العمالة المصرية لكنها دعت وعبر رئيسها للجهاد وبدوافع طائفية متجاوزا قوانين الدول، وسوريا التي دربت وفتحت حدودها لدخول الارهابين وسلاحهم للعراق واليوم ها نحن نراها وهي تكتوي بالنار التي أشعلتها ، فالدول العربية أرادت أن تبقي العراق مفككا بإرسالها الأموال والمقاتلين من اجل تعطيل عجلة التطور وإحداث الفوضى من خلال الفتنة بواسطة أدواتها في الداخل العراقي من الذين يسمون أنفسهم وطنين، فالذي يسرق بيت أهله ويقتل أخيه ويمرغ رأس أبيه بالتراب ، قطعا العائلة بعد هذا التصرف تطرده إن لم يتب ويعود إلى رشده، وآفة الفساد التي توازي الإرهاب في خطرها والتي أصبحت قاعدة يسير عليها اغلب من في الحكم فبدلا من خدمة الناس من خلال المنصب ، نراهم وقد أسسوا الشركات والمصارف التي تسرق المال العراقي وتذهب به لبنوك الدول العربية والعالمية، والخدمات المفقودة والوعود الكاذبة، لكن بقي لدينا بصيص آمل ببعض الساسة وأبناء الشعب الخيرين بالتوحد وترك الخلافات وقطع الطريق على حملة الأجندات الخارجية الذين يفجرون أنابيب النفط ويقتلون على الهوية ويقتلون رجال الأمن من الشرطة والجيش ويفجرون الأسواق والمقاهي والأماكن العامة ، وإذا لم نتوحد سنعيش تحت العقوبات العربية وهي أقسى وأمر من العقوبات الدولية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن الحمادي
2013-07-01
مصيبتنا أننا لا نزال نعول على العروبة و العرب، و نحن أدرى بما يكنون لنا، امتدادنا ايران الفخر، ايران الإسلام، ايران الوفاء. من قتل رسولنا و آله، من قتل مراجعنا، من قتلنا و أحل اكل لحومنا و التوضؤ بدمائنا. نلتقي الله و لنضع النقط على الحروف.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك