علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
توصلنا من خلال الحلقات الخمسة الماضية الى ان الوهابية هي حركة اقامتها المخابرات الدولية ودئبت تلك الدول على رعايتها حتى يومنا هذا من خلال منهج تم تاسيسه في كواليس وزارة المستعمرات البريطانية وهي الخطة التي اطلق عليها بخطة القرن السداسية, كما ذكرنا ان اول من طبق تلك النقاط الست هو محمد بن عبدالوهاب و محمد بن سعود بمساعدة عنصر المخابرات البريطاني مستر همفر, وايضا ذكرنا بشئ من الايجاز عن المستر فلبي اليهودي الاصل وكذلك اصل ال سعود. ان مخططا كهذا يحاول نسف الدين الاسلامي باسره لابد ان تكون له ادوات يمكن الاعتماد عليها, باعتبار ان الاسلام دين سماوي وفيه من العلماء والفقهاء ما يكفي للرد على هكذا مؤامرات, اتخذ اصحاب النهج الجديد قرار بعدم التعاطي في مسالة الحوار او مقارعة الحجة بالحجة وانما كانت القرارات جاهزة بالتكفير والاتهام بالشرك لانهم ناقصي الحجة وناقصي العقول .ان علماء الاسلام سنة وشيعة اجمعوا على ان الوهابية هي حركة خارجة عن الاسلام وهي ضالة ومضلة بغض النظر عن ملابسات تاسيسها. في عام 1926 قام علماء اهل السنة بارسال وفودا من مذاهبهم الاربعة الى عبدالعزيز ال سعود من اجل معرفة حقيقة توجهه الديني, عندما وصل الوفد قاموا بحوار مع امام الوهابية عبدالعزيز ال سعود, فظنوا انه يجهل تعاليم الدين الوهابي الجديد, طلب الوفد من عبدالعزيز ان يخرج لهم من هو لديه القدرة على المناظرة, رفض عبدالعزيز ذلك, بعدها اراد الوفد معرفة عبدالعزيز على أي مذهب اسلامي هو وجماعته, فطلبوا منه ان يصلي خلف احد علماء المذاهب السنية الاربعة, كان ذلك يعتبر احراجا كبيرا باعتبار ان الوهابية يكفرون جميع المسلمين واذا صلا خلف احد من هؤلاء فهذا يعني انه خرج عن ملة الاسلام وبالتالي يوجب قتله من قبل الوهابية, رفض عبدالعزيز ال سعود الصلاة خلف اتباع المذاهب الاربعة, وهذا ما جعل المسلمين السنة من اصدار موقف وهو عدم التشجيع على الحج مادام الحكم الوهابي قائما في الحجاز.بعد ان فرض الوهابية سياسة امر الواقع من خلال السيطرة على مقدسات المسلمين بدأت بريطانية مرحلة جديدة وهي استقرار الدولة حيث كانت قلقة من البدو الذين انتصرت بهم لمشروعها فكانت تعتقد بان البدو لا يمكن الاعتماد عليهم, فهم متقلبي الاطوار وسينقلبون على اعقابهم عاجلا ام اجلا , فامرت عبدالعزيز ال سعود بان يرسل رجال الدين الوهابي مع اموال طائلة الى تلك المناطق من اجل تغيير طبيعتهم البدوية الجافة, فاقموا لهم المزارع واستبدلوا الخيم بالبناء الطيني و اطلق على تلك المناطق (بالهجرة), بعد ذلك قاموا بتكفير البدو, ومن الملاحظ انهم كانوا بدوا فكفروا الحضر ( سكان المدن ) وعندما اسكنهم ابن سعود المزارع ( الهجرة ) كفروا البدو, مع انهم كانوا قبل ذلك من البدو, فهم لا ياكلون ذبائح اهل البادية ولا يردون السلام عليهم واخذوا يعتقدون ان لا اسلام لمن لا يسكن الهجرة!!! واعتبروا ان من يسكن البادية بمثابة اهل الجاهلية التي سبقت الاسلام!! كما اطلقوا على من سكن الهجرة ب( الاخوان ). ومن فتاواهم انهم منعوا من ان يوصل التلغراف الى البلد واعتبروه حراما, لانهم كانوا يعتقدون ان ذلك من اعمال الجن او السحر, و كفروا من يركب الطائرة واعتبروه تحديا لله تعالى, وايضا كفروا من يلبس العقال العربي, ولذلك تجد شيوخ الوهابية الى الان لا يلبسون العقال, و كان كل واحد منهم يحمل مقص معه فاذا راى احدا شاربه طويل او ثوبه طويل قام بقصه بالقوة!!!بهذا الجهل استطاع المشروع المخابراتي ان ينجح في الكثير من المفاصل لكنه لم يبلغ هدفه وهو القضاء على الاسلام باعتبار ان في العالم الاسلامي رجال شهد لهم التاريخ بفضح هذه الممارسات.اما اليوم فقد اتخذ هذا الخط مسارات جديدة منها المنظومة الاعلامية الكبيرة التي تعمل باتجاهات متعددة, من اجل اعطاء صورة تختلف عن حقيقة اتباع هذه الحركة الوحشية والمتخلفة, ان المصدر الرئيس لتغذية هذه الاعلام المضلل هي من السعودية وقطر, وهذا لا يعني ان هاتين الدولتين متفقتان, بل ان الدعم ناشئ من حالة الصراع بينهما. ان الصراع بين قطر والسعودية كان يدور حول مناطق متنازع عليها والان تحول الى جماعة متنازع عليهم وهم الوهابية, فقطر عملت جاهدة من اجل احتواء هذه الجماعة باعتبار ان الاخيرة اصبحت اكثر ولاء الى اسرائيل من ال سعود وتعتقد ان من يمتلك رضا اسرائيل يملك التحكم بالحركة الوهابية وبالتالي يمكن استرجاع على اقل التقادير المناطق التي اغتصبها عبدالعزيز ال سعود ومنها منطقة الاحساء, وهذا يوضح ازدواجية التعامل القطري فيما يخص ايران والحركات الاسلامية المرتبطة بها وتعاملها في نفس الوقت مع الحركة الوهابية واسرائيل, فعندما لم تجد ما يحقق احلامها مع ايران توجهت الى الفتنة الطائفية بين المسلمين من خلال حركة الفتنة ( الوهابية ), فاليوم السباق بين السعودية وقطر هو من يستطيع ان يرضي اسرائيل و الوهابية وما فتوى القرضاوي التي قال فيها بصحة فتاوى الوهابية بخصوص الشيعة الا هي جزء من هذا الصراع الذي يراد منه الاستيلاء على هذه الحركة.المحصلة النهائية ان هذه الحركة استطاعت ان توقع في شباكها الكثير من ابناء السنة من خلال رفع قميص عثمان عندما يسمون انفسهم باهل السنة والجماعة ويدافعون عن الصحابة وامهات المؤمنين..., مع العلم انهم لا يعتقدون بذلك وتقدم اثباته في الحلقات السابقة من انهم يكفرون اكثر الصحابة , بل انهم يتهجمون على النبي الاكرم واهل بيته الاطهار ( ص ) , ومن المؤسف حقا ان يقع بعض الشيعة في تلك الشباك واكتفي بذكر اثنين منها, اولها: ان الوهابية استدرجت بعض اهلنا الشيعة الى السب على الفضائيات. و ثانيها نشر بان اهل السنة بدئوا يتشيعون... وهنا اود ان اركز على قضية دخول السنة الى المذهب الشيعي, حيث اخذ اتباع بن عبدالوهاب يضعون ارقاما خيالية, واذا ببعض الشيعة يتلقفون الخبر وبدئوا يفتخرون ويستبشرون خيرا, ولم يعلموا ان ذلك فخا وضعه الوهابية ومخططيهم من المخابرات الدولية من اجل وقوع الفتنة الطائفية والتي تريد ان تدخل المسلمين السنة على الخط من اجل مناصرة الوهابية ضد الشيعة, باعتبار خوفهم على مذاهبهم, وفي نفس الوقت تجد هناك من يسب علنا على الفضائيات من دون دراية ولا حساب لعواقب الامور.. فجمع هذا التخويف من خلال تهويل المد الشيعي الى سب الصحابة على الفضائيات يجعل الوهابية اهل مصداقية في اعين العامة من اهل السنة وبالتالي مناصرتهم على اقل التقادير. اما الحقيقة هي انتشار الوهابية كالنار بالهشيم في البلاد الاسلامية وليس العكس!!! فخذ مثلا افغانستان وباكستان والهند والعراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس, وخذ كل بلد من هذه البلدان على حده فهل عدد المتشيعين يمكن مقارنته بعدد الذين دخلوا دين الوهابية؟ الا انهم في الفتنة وقعوا ولله عاقبة الامور.
https://telegram.me/buratha
